بعض القطاعات الحكومية.. تتطور وتتقدم بشكل ملحوظ.. وبعضها مع الأسف.. إما أنها تتقدم بشكل بطيء للغاية.. أو أنها (مكانك راوح).. هي تراوح مكانها ولا تعرف شيئاً اسمه.. التطور والتقدم..
* بعض الدوائر.. تتطور كل يوم.. ويتحسن أداؤها كل يوم.. وتستقطب كل شيء جديد في عالم الإدارة والحاسب والمحاسبة.. وتستقطب الخبراء والمهتمين والمحترفين.. وتجري دراسات وأبحاثاً لتطوير عملها..
* والبعض الآخر.. بينها وبين التطوير فجوة وخصومة تشبه حالة العداء.
* بعض الدوائر.. إذا زرتها اليوم.. وزرتها بعد خمس سنوات.. تجدها كما تركتها.. لم يتغير شيء.. والبعض الآخر.. يتغير كل أسبوع.
* ووزارة العدل.. من أكثر الوزارات أهمية.. وعملها.. من أكثر الجهات حساسية.. حيث إنه يتعلق بالحقوق والدعاء والأموال والثروة العقارية وحقوق الناس وأموالهم والجنايات والأحوال الشخصية والتوثيق والوكالات والأملاك.
* عمل خطير وحساس للغاية.. ويتطلب درجة عالية من الدقة والحذر والخصوصية.. كما يتطلب أناسا متخصصين في علوم القضاء والشريعة ولا يصلح لهذا العمل.. أي أحد.
* ومع هذا كله.. لم تكن خصوصية عملها عائقا أمام تطويرها وتطوير أساليب العمل فيها.. وتعميم الحاسب الآلي في كل شيء.
* بعض الدوائر الحكومية.. إذا هممت بالمراجعة فيها.. يصيبك شيء من الضيق والكدر.. ذلك أنك مقبل على إدارة معقدة صعبة.. أمورها مختلطة.. والمعاملات فيها (حوسة) والأداء الإداري فيها ضعيف.. والموظفون فيها صنف آخر من موظفي قبل خمسين سنة.
* وبعض الدوائر الأخرى تفرح عندما تهم بالمراجعة فيها.. ذلك أن كل شيء فيها متطور وحديث.. والأمور فيها سهلة ميسرة.. وموظفوها على درجة عالية من المهنية والاحتراف والتعامل الأمثل..
* بل إن بعض الدوائر.. لا تحتاج إلى مراجعتها.. فباستطاعتك إنهاء إجراءات معاملتك من خلال (النت أو الهاتف).
* هكذا وزارة العدل وفروعها كل شيء تطور وكل شيء حقق قفزات للأمام.. وكل شيء ناله التبديل والتغيير.. وكل شيء (مهوب على خبرك) كما يقول العوام.. حتى الصكوك.. صارت تنجز خلال دقائق.. أو ربما ثوان بضغطة زر.
* بسطت الكثير من الإجراءات.. وطُور العمل.. وطور الأداء.. وألغيت الكثير من الإجراءات السابقة.. وأدخل الكثير من التجديد والتطوير على أيدي خبراء مهرة.. وأقيمت جسور مع جهات التطوير الإداري.. وكله لصالح المواطن والمراجع.
* لقد صارت دوائر وفروع وزارة العدل.. هي من أكثر الجهات تطوراً وتقدماً وأخذاً بأساليب التطوير الإداري.. وأكثر الجهات تعاملاً مع المستجدات في عالم الإدارة.
* تدخل مجمع المحاكم الشرعية بالرياض.. ذلك المجمع الضخم.. الذي يدخله يومياً آلاف الأشخاص.. ويولد فيه ويحال عليه يومياً.. مئات المعاملات من كل جنس.
* أرتال من البشر.. وأرتال من المعاملات اليومية.. ومع ذلك.. لا تسمع ضجيجاً ولا تذمراً ولا تعطيلاً.. ولا زحاماً.. الأمور تسير بخطى صحيحة سليمة.. والمعاملات تنجز بترتيب ونظام دون تعطيل أو تأخير.. والحاسب.. يتولى تنظيم كل شيء.
* قبل سنوات.. تذهب لكتابة العدل وتضيع يوماً أو يومين من أجل مجرد الحصول على موعد بعد شهر أو شهرين.. ثم تجلس ذلك اليوم من أوله حتى قرابة العصر.. وقد تنجز مهمتك أو تبلغ بوجود نواقص تحول دون إنهاء إجراءات معاملتك.
* اليوم.. تنهي معاملتك خلال دقائق من دخولك كتابة العدل مع تبسيط كل الإجراءات.
* تقول دراسة ميدانية صادرة عن (معهد الإدارة العامة) وتحت عنوان (كتابة العدل تتصدر الأجهزة الحكومية في كفاءة أداء الخدمات).
* تقول الدراسة (تصدرت كتابات العدل) (أحد قطاعات وزارة العدل) تقييم الدراسة التي أعدها معهد الإدارة العامة.. عن رفع كفاءة أداء الخدمات في الأجهزة الحكومية.. حيث نالت تقديراً عالياً.. محققة نسبة رضا لدى المتعاملين والمراجعين بلغت أكثر من ثمانين بالمائة) وقد نشر هذا الخبر في أكثر من صحيفة محلية.
* وما يحصل في كتابة عدل الرياض الأولى.. يحصل في كل إدارة وكل فرع من فروع وزارة العدل.. وهو نتيجة أكيدة لجهود معالي وزير العدل.. فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
* عندما تدخل كتابة العدل الأولى بالرياض.. تجد فضيلة رئيس كتابة العدل الشيخ محمد بن سعد الخرجي في كل مكان.. يتابع ويراجع ويشرف ويتحقق من كل شيء.
* هذا الإنسان الخلوق.. قريب من عمله.. قريب من المراجع..
* مكتبه مفتوح للجميع طوال الساعة.. يتابع كل إجراءات العمل بنفسه.. ويحرص على تتبع كل ما يجري داخل إدارته بنفسه.. ويسعى لتطوير العمل والسعي لتجاوز كل السلبيات والأخطاء وجوانب القصور.
* هذا.. ربما أحد أسرار النجاح داخل هذه الإدارة الناجحة.
* تتحدث مع المراجعين لهذه الإدارة وتجد علامات الرضا والسرور على وجوه الجميع.. وتسأل هؤلاء عن ملاحظاتهم فلا تجد شيئاً.
* يقولون.. اختفى الروتين والتعطيل والتأخير وضياع الأوراق وتداخل الصكوك وتعدد الصكوك على أرض واحدة.. انتهت مشاكل كنا نظنها لن تنتهي ولكنها بفضل الله تعالى ثم بهمة الرجال الصادقين المخلصين.. انتهت..
* هذا.. هو الإنجاز..
* وهذا.. هو النجاح.