عبير السويلم معلِّمة سعودية تعمل في الابتدائية السابعة في الرياض، أسَّست صندوقاً وسمته (قاضي الشكاوي)؛ لتعلِّم الطالبات كيف يكتبن مطالبهن وآراءهن في أداء المدرسة وملاحظاتهن حولها.
اجتهدت المعلمة في تطبيق فكرة الشورى المدرسية وبذلت من وقتها الكثير إلى أن تأسس لديها جيل يؤمن بالشفافية والوضوح معتداً بنفسه واستقلالية رأيه.. ويدرك قيمته في منظومة وطنه.
تدرَّبت الطالبات في الابتدائية السابعة في الرياض على مبادئ مهمة مثل التصويت والاقتراع والانتخاب، وكان ذلك على مدى ثلاثة أشهر تحت مظلة شعار (الأنا الإيجابية).
ثم تدرَّبت الطالبات على مفاهيم مثل الحوار وإلقاء الآراء وبلورتها عبر صياغة محاور تشارك الجميع بالنقاش حولها.
وعالجت عبير السويلم عبر برنامجها التدريبي حالات مثل خجل بعض الطالبات وترددهن في الكلام والتعبير عن أنفسهن أو حتى المشاركة الجماعية.
** وامتد برنامج عبير التدريبي على مهارات الشورى والإيجابية والشراكة الاجتماعية إلى أمهات الطالبات، حيث أقيمت حلقات تشارك فيها الأمهات بناتهن جلسات الحوار وطرح الآراء والتشاور في الأمور المشتركة مع المدرسة.
** أثمر هذا البرنامج عن تشكيل طالبات واعيات منتميات للمدرسة وإحساسهن المتنامي بأن هذا المحيط التعليمي إنما أوجدته الدولة لهن كي يتعلمن وتتشكل شخصياتهن ومهاراتهن الحياتية، ويكنَّ أمهات ونساء مشاركات حقيقيات وفاعلات في وطنهن وتجاه دينهن.
** أدرك وأنا واحدة من بنات الميدان التربوي، تعفَّرت يداي بالطباشير وأطلقت حمائم المعرفة على لوح السبورات، وزرعت وردات الوطن في أعين التلميذات.
أدرك أن ثمة مئات من المعلمات اللاتي لا يقلن حماسة وإبداع عن عبير السويلم.
لكن عبير تتميز بأنها نضجت هي مع تلميذاتها ووعت أهمية الأنا الإيجابية، فتواصلت هي بنفسها مع الإعلام طالما أن الإعلام لم يستطع الوصول إليها.
** شكرت عبير وأثنت على مدير تعليم الرياض وعلى المساعدة للشؤون التعليمية ومديرة مدرستها وزميلاتها على دعمهن لها ولتجربتها.
** وذكرتني تجربة عبير السويلم بما قاله نائب وزير التربية لتعليم البنات سمو الأمير الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن حول سؤال طرحه عليه الزميل الإعلامي أحمد الركبان حول إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وهل هذا يعني ضعف مستواهم؟ فقد أشار في إجابته إلى أن هناك شريحة كبيرة من المعلمين والمعلمات متميزون ونوعيون وأكفاء.
** إن ما ينقص هؤلاء هو الإعلام الذي يغفل تجاربهم ولا يمنحها حقها من الدعم والتشجيع والظهور لتكون قدوة تحتذى.. شكراً عبير السويلم فقد كنت وزارة في امرأة.
fatemh2007@hotmail.com