الجزيرة - عبد الله الحصان

كشفت جولة قامت بها (الجزيرة) بالرياض على عدد من الاستراحات التي كان بعضها مليئاً بالسيارات المستخدمة التي طمر بعض منها والبعض الآخر متراكم فوق بعضه. ومن خلال واقع تلك المشاهد يتضح جلياً أن بعض من الاستراحات تستخدم في غير ما رخصت له.

وفتحت هذه الاستراحات الباب مشروعاً للتساؤلات حول الاستثمار في هذا المجال الذي يعد أحد روافد السياحة وتحديداً في وقت العطلات بل إن بعضها قد يستخدم للاستثمارات في مجالات أخرى كأن تكون مستودعاً للخردة أو ما نسمية بالتشليح.

ويرجع سبب ظهور الاستراحات إلى افتقاد مدينة الرياض للمناطق المفتوحة التي تناسب العائلة حيث إن من متطلبات العائلة توفير الخصوصية والحماية والحرية والخدمات مما تفتقده مدينة مثل الرياض حيث تنتشر الحدائق البلدية التي لا تعتبر بشكل عام مرغوبة بسبب التصميم الخاص لها أو موقعها مما سبب عزوفاً كاملاً للسكان إضافة إلى عدم قدرة العائلة على التمتع بكامل أفرادها بمثل هذه الاستراحات، فضلاً عن أن الاستراحات تقدم حلولاً لمثل هذه الإشكاليات حيث غالباً ما تأتي إلى قسمين أحدهما خاص بالرجال والآخر خاص بالنساء وتوفر أيضاً وسائل ترفيه مناسبة لجميع الأعمار, إضافة إلى أنها توفر مكاناً مناسباً للنساء والأطفال بالحركة بكل حرية وراحة ورحابة في المناسبات وفي كل الأوقات, وتعد هذه الأسباب من العوامل التي أدت إلى انتشار مثل هذا النوع من الاستعمال لكونه مناسباً للنسيج الاجتماعي السعودي ولعادته وتقاليده.

ومن الطبيعي لأي مدينة أن تتأثر بانتشار نوع من الاستخدامات التي لم تكن في حسبان المخطط العام للمدينة حيث إن نمو الاستراحات في مدينة الرياض في شكل متزايد كماً ونوعاً حيث إن الاستراحات أصبحت في نمو في كافة مناطق المدينة بسبب رواج هذا النوع وتقبله من سكان المدينة حيث أدى إلى ظهور حالة من خنق المدينة بحيث يمنع من نموها في عدة اتجاهات بحيث تزيد المصلحة الخاصة على العامة في هذا النوع من الاستعمال, بحيث يجب من الجهات البلدية وضع حد لمثل هذا النمو وإيجاد آلية للتنظيم ومنعها من التأثير على المدينة.

المشكلات الأمنية لوجود الاستراحات بالمدينة:

من المشكلات الأمنية لوجود الاستراحات هو كثرة تعرض الاستراحات للسرقات بحيث إنه لا توجد حماية أمنية عليها إضافة إلى استخدام ضعاف النفوس الاستراحات كمكان للجريمة وتوزيع الخمور. وهذا يشاهد من كثرة ظبط الجهات الأمنية لمثل هذه القضايا في الاستراحات.

يذكر أن الاستراحات عبارة عن أحواش أو مزارع تتراوح أغلبية مساحتها بين 5000-20.000م2 تحيط بها أسوار وبداخلها منشآت من دور واحد تقريباً وتحتوي على عدد محدود من الغرف كصالات جلوس ومطابخ واستعمالات ترفيهية كالحدائق والمسابح والمزارع.

وبجانب الأهداف الترفيهية لهذه الاستراحات فإن هناك من يقوم باستزراع بعص المحاصيل الزراعية وتربية الدواجن والانعام لتأمين مواد غذائية طبيعية للاستهلاك الذاتي.