هذا التهافت على اللغة الإنجليزية من كل الفئات العمرية، وعلى كل المستويات، هل هو ظاهرة صحية؟
وهل هو دليل على رغبة في تحصيل ثقافة جديدة، أم هو مجرد تقليد ينبع من شعور بالدونية؟
هذه المسألة لا شك أنها تحتاج إلى دراسات كثيرة وتحتاج إلى تحليل دقيق.
وليس المقصود هنا أن نقلل من شأن اللغة الإنجليزية أو ندعو إلى عدم تعلمها، ولكن حضورها الطاغي على ألسنة الناس الذين يتحدثون بها في مجالسهم ويتخاطبون فيما بينهم بها وهم عرب، وما نلحظه من انتشارها في معاملات خاصة بالشركات والمستشفيات، وانتشار مفرداتها على ألسنة أغلب الناس، ثم وجودها على لوحات الإعلانات وأسماء المحلات والشوارع.. كل ذلك يشعر بخطر داهم على اللغة العربية.
وهنا لا بد من التوعية، ولا بد من توجيه الناس إلى أن احترام اللغة هو أمر ضروري ينبع من احترام الذات، ويجب أيضاً أن يدرك أمثال هؤلاء أن تعلم اللغة الإنجليزية لا يعني بحال من الأحوال إهمال اللغة العربية والهروب منها، وأن التحضر لا يعني استخدام مفردات إنجليزية أو استخدامها لمجرد التباهي والتفاخر بمعرفة لغة العصر.
وإذا كان من المعروف أن هناك قرارات رسمية تشدد على استخدام اللغة العربية في المكاتبات الرسمية وفي استخدامها في لوحات الإعلانات وأسماء المحلات والشوارع فمن الملاحظ أن هذا غير مطبق.
نحتاج إلى قرارات أخرى ملزمة تخص اللغة العربية، وتسهل استخدامها اليومي، والكشف عن جمالياتها وعمقها، وتوجيه النشء إلى التعلق بها.
إن الخطر الداهم الحقيقي هو ما نلحظه من توجه إلى التوسع في استخدام اللغة الإنجليزية في التعليم وما يقابل ذلك من ضعف واضح في الترجمة والنقل إلى العربية، خاصة المواد العلمية المقدمة على مستوى الجامعات.