كل الدلائل تشير إلى أن سعر برميل النفط سوف يتخطى الـ(200) دولار، أما معنى هذا الرقم فقد بدأت كافة الدول تنكوي بناره، فقد صعدت أسعار كل شيء إلا البشر، وقود هذا الغلاء الناري.. وسوف تخفف المعونات التي تدفعها الدول الغنية، بعض الشيء عن سكان الدول الفقيرة، الذين لا يستغنون عن الوقود لأكلهم وشربهم وإنارة منازلهم ومكاتبهم، وإن كانوا لا يملكون قيمته، فالاقتصاد ضعيف والصادرات أضعف إن لم تكن نادرة، فما تخرجه الأرض يذهب إلى بطونهم لكن أغلبه يذهب إلى بطون السادة الذين ينعمون بالتكييف والماء والكهرباء والطائرة، هذه الحال البائسة موجودة في بعض دول آسيا وأغلب دول إفريقيا!
وسوف أصنف نفسي من هؤلاء السادة افتراضاً، فأنا أشعل العديد من مكيفات الهواء وأشتري الوقود للعديد من السيارات وإذا أشعلت لمبة تركتها على حالها حتى تحترق حنذاك أغيرها، لكنني وبعين قوية أرفع صوتي في وجه شركة الكهرباء عندما تتخطى فاتورتي حاجز الألف ريال، وقد وجدت بعد حين أنني لم أصل للمرتبة الآنفة الذكر ولو بالكذب، فهناك أصدقاء تجد فاتورتهم المنزلية تضخ الخمسة آلاف ريال دون أن يتحرك لهم رمش!
وقد والله ضحكت عندما عرفت أن صديقاً مصاب بداء الوسوسة، لجأ إلى وضع نظام يضمن انطفاء الإضاءة والتكييف حال خروجه من الغرفة أو الحمام أو الجناح المنزلي، ورغم أن هذا الصديق ميسور الحال جداً إلا أنه يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا تخطى حاجز الفاتورة الحد الذي وضعه لها..
وهناك دول خليجية ترسل إشارات عبر وسائل الإعلام لحث المواطنين في مناطق معينة على إغلاق المكيفات عندما تشتد الأحمال، تعليمات مثل التعليمات المرورية التي تبث على الهواء مباشرة كل صباح عن مناطق الازدحام أو الحوادث ليبتعد عنها السائقون حتى لا تحدث أزمة مرورية تؤخر قائدي السيارات عن أعمالهم!
وقد حمدت الله أن الكهرباء عندنا ما زالت بخير، رغم تضخم الفواتير ورسوم العدادات خصوصاً الريال التذكاري المنصوب في كل فاتورة!
لكن هل هذا ما جره غلاء برميل النفط فقط؟ أبداً فكافة المؤشرات باتت أمامنا، ارتفعت تذاكر الطيران، زاد وقود السيارات، زادت أسعار البلاستيك، الخضار (خصوصاً البصل الذي ينافس التفاح) وسوف نرى في القريب العاجل أن العديد من الشركات سوف تندمج في بعضها وأن مثلها سوف تغلق أبوابها بالضبة والمفتاح ونتيجة للتكاليف العالية للطاقة سوف تستعيض العديد من الشركات والمصانع بالعمالة الذين يديرون الأعمال بالريموت كنترول في الهند والسند وإفريقيا والشركة التي تستخدم ألف موظف سوف ينخفض عدد موظفيها إلى النصف لترشيد العمالة والرواتب!
لقد قرأت في إحدى المطبوعات كلمة جامعة مانعة لأحد المختصين تقول: (هناك وقود رخيص ونظيف ومتوفر بسهولة ويدعى الاقتصاد في استعمال الطاقة)!
الأمريكيون والأوروبيون وأصحاب الفنادق الكبرى والمجمعات السكنية والتجارية حول العالم يعرفون ذلك لكن نحن.. أشك في ذلك!
فاكس 0121054137