جاءت الندوة التي عقدتها (الجزيرة) مؤخراً مع معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد في توقيتها ومضامينها وشموليتها كخطوة مهنية صحافية تسجل للجزيرة وتضاف إلى انفراداتها ونجاحاتها المتتالية، باعتبارها -أي الندوة- مع مسؤول عن قطاع رئيس ومهم، ولأن وزارة التربية والتعليم بمخرجاتها الواسعة المتسارعة والملايين من منسوبيها تعد المحرك القوي لبناء العقول وصياغة الإنسان وتنمية الوطن والمواطن.
شخصياً وتماشياً مع اهتماماتي الرياضية، وبحكم عملي السابق كأخصائي تخطيط وتطوير إداري في الوزارة، وكذلك معرفتي وإلمامي بالكثير من القضايا التربوية والتعليمية، سأتناول ما ذكره معاليه عن إقرار خطة لإعادة الرياضة المدرسية إلى سابق عهدها، واعترافه بشجاعة وصراحة لافتة بتخلف الرياضة المدرسية، بسبب ضعف الميزانية المخصصة لها، والتي انخفضت من مائتي مليون إلى ثلاثين مليون ريال فقط، قبل أن يأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بإعادتها إلى الرقم السابق.
هنا أشير إلى جانب تأثير الميزانية في الرياضة المدرسية فهنالك سبب آخر ومؤثر ويتمثل في ضعف مستوى معلمي التربية البدنية، وأن كثيرا منهم يفتقد الممارسة، أي أنه أصبح معلماً للبدنية دون أن يمارسها أو يفهم ظروفها وعلومها وتفاصيلها عملياً، وبالتالي ماذا ننتظر منه وهو يعلم الطلاب ويشرح لهم بأسلوب التلقين النظري، خصوصاً أن مادة التربية البدنية لا ترتبط بمنهج دراسي مكتوب كما المواد الأخرى.
ما نتطلع إليه وقد أبدى معالي الوزير متابعته واهتمامه بالرياضة المدرسية، أن يكون هنالك دراسة علمية وبحث واسع في هذا الموضوع المهم والحساس، تشارك فيه القطاعات الأخرى ذات العلاقة وفي مقدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، التي لن تتردد بدعم مثل هذه المشاريع التي لها علاقة مباشرة بأنشطتها التجارية.
لماذا الانتقام؟!
قد يكون بين الرئيس وأشخاص آخرين ينتمون للنادي خلافات وخصومات ربما تتطور فيما بعد إلى تصفية حسابات شخصية كلما سنحت الفرصة لذلك، لكن أن تصل الأمور إلى حد معاداة النادي الكيان ومحاربته والانتقام منه بكل الوسائل الممكنة لمجرد أنه لم يعد الرئيس، أو لأنه يريد إحراج وإضعاف الرئيس البديل بتصرفات عبثية المتضرر منها النادي ولا أحد سواه، فهنا المسألة في غاية الخطورة وتحتاج إلى تدخل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتخاذ قرارات تحمي الأندية وتحفظ لها حقوقها ومقدراتها.. ثم إن هذه المواقف تشير بصورة أو أخرى إلى أهمية إقرار شروط وضوابط ومواصفات لا بد من توافرها في أي مرشح لرئاسة النادي.
هذا ما يتعلق بتأثيرها السلبي في الأندية مثلما رأينا في القادسية وقبل ذلك في الطائي، أما فيما يخص الرئيسين جاسم الياقوت ونواف السبهان فإن أكثر المؤيدين لهما والمدافعين بقوة عن أخطائهما أصبحوا اليوم في مأزق صعب وموقف مخجل أمام جماهير ومحبي الناديين، بعد أن اتضحت الصورة التي حاولوا إخفاءها والتعتيم عليها، ودفع الناديان ثمنهما غالياً.. كما خسر بسببها جاسم ونواف سمعتهما وتاريخهما وعلاقتهما بالقادسية والطائي والوسط الرياضي عموماً.
ما حدث سابقة خطيرة نأمل ألا تتكرر في أي ناد سعودي، ودرس يجب على الإداريين والجماهير وأعضاء الشرف وأيضاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب الاستفادة منه، والاهتمام به من أجل الارتقاء بالأندية والرياضة بمختلف مناشطها ومكوناتها.. كما نتمنى من الأخوين السبهان والياقوت مراجعة ما بدر منهما بلا مكابرة وقراءة الوقائع والأحداث بهدوء وبمصارحة مع النفس دون تأليب أو تدخل أو وصاية من أحد.. عندها أجزم أن كثيراً من مواقفهما السابقة وقناعاتهما الشخصية ستنقلب رأساً على عقب.
رياضة بلا ضغينة
من يقرأ ما يكتب أو يسمع ما يقال عن سامي الجابر وهو في هذه الأثناء محللاً لقناة الجزيرة الرياضية في يورو 2008م سيكتشف للأسف الشديد حقيقة أن مجتمعنا الرياضي يعاني من انتشار أمراض الأحقاد والكراهية ضد الآخر المنافس، وأن الإشكالية ليست وقتية أو مرتبطة بمرحلة التنافس المباشر بين ناديين، وهذا بالضبط ما يحدث الآن لسامي حتى بعد اعتزاله اللعب، وهو كذلك يحلل لبطولة أوروبية وفي قناة غير سعودية.
الوضع ذاته يسري على غير سامي من لاعبين وإداريين وحكام وإعلاميين ليس فقط بين الأندية المتنافسة بل داخل النادي الواحد، الأمر الذي يضع الوسط الرياضي أمام أزمة بين سائر مكوناته، هي برأيي المصدر الرئيسي لمعظم مشكلاته الإدارية والفنية والإعلامية، ومن معوقات إبداع وتألق وتطور المنتسبين إليه من أفراد وأندية ولجان واتحادات ومنتخبات. حيث ساد التعصب والإيذاء والعدوانية بدلا من الثقة والمحبة والتسامح والنوايا الحسنة والاحترام المتبادل بين الجميع.
نعم للتنافس والاختلاف والانتماء للنادي ولكن بروح رياضية عالية، وبلغة حضارية راقية خالية من أفكار الشر وسموم الضغينة..!
***
- من المفترض أن تكون إدارة المنتخب قد انتهت من برمجة المباريات الودية مثلما فعلت وأعلنت عنه المنتخبات الآسيوية المنافسة.
- انسحاب الهلال ثم دخول النصر بعد أقل من ساعة في مفاوضات مع إدارة الطائي على إعارة عبدالله حماد، كشف أن هنالك تنسيقا وميثاقا غير معلن بين إدارتي الهلال والنصر.
- لأنه كان وما زال نادي (النوايا الحسنة) فإن جميع المشكلات الهلالية تبدأ وتنتهي قبل أن تبث الأقلام المتأزمة سمومها..!
- أحمد عباس يتدرب مع النصر وهو ما زال في كشوفات الطائي.. منتهى الاستفزاز واللامبالاة..!
- حب الظهور بأية صورة كانت دفع البعض إلى إقحام نفسه في تعاقدات مستحيلة وهي للدعاية والترويج أكثر من أي شيء آخر.
abajlan@hotmail.com