بعد الخطوة السعودية القطرية ومبادرتهما في إنشاء مجلس للتنسيق لتطوير العلاقات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية، تكون الدولتان قد نقلتا العلاقات الخليجية إلى خطوة متقدمة على طريق الانصهار والتكامل الكامل لإقليم الخليج العربي.

مساء السبت الذي استكمل فيه البلدان المحضر المشترك لتعيين الحدود، سيتذكره الخليجيون جميعاً وليس السعوديون والقطريون فقط. فهذا اليوم سيؤرخ لمناسبتين مهمتين، ففي هذا اليوم استكملت المملكة العربية السعودية رسم جميع حدودها مع دول الخليج العربية واليمن بعد أن عالجت مع الأشقاء كل النقاط التي كانت تؤخر التوصل إلى رسم حدود نهائية، نتمنى أن تزول تماماً في النهائية عندما تتحول دول الخليج العربية واليمن إلى إقليم واحد، ودولة واحدة، وبانتظار ذلك اليوم الحلم تسعد المبادرة السعودية القطرية بإنشاء مجلس التنسيق الذي سيهتم بتطوير حزمة كبيرة من العلاقات والاهتمامات بحيث يؤدي إلى تفاهم وتكامل إجراءات البلدين في مختلف القضايا المهمة، ولا شك بأن تفاهم وتكامل العلاقات السعودية القطرية في المجالات السياسية سينعكس إيجابياً على وضع مجلس التعاون لدول الخليج العربية كون البلدين عضوين مؤسسين بالمجلس كما سيساهم في تحسين بيئة العمل العربي المشترك لما لقيادتي البلدين ودبلوماسيتهما من مبادرات وجهود نشطة ومخلصة لتنقية الأجواء العربية من الخلافات مما مكنهما من تحقيق نجاحات عديدة على صعيد تحسين مناخات العمل العربي.

أما على صعيد البلدين ومواطنيهما فسيجدون أجواء مرحبة بهم في كل من السعودية وقطر، ومع أن الشعبين كادا يكونان شعباً واحداً -وهما كذلك- إلا أن تعزيز هذه الروابط باتفاقات وتفاهمات رسمية سيعزز هذه الروابط ويجعلها أكثر متانة وقوة ويشجع الأشقاء الآخرين إلى الحذو حذوهما لاختصار تحقيق الوحدة الخليجي انطلاقاً لإنجاز الوحدة العربية الكاملة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244