«الجزيرة» - عبدالله الجبيري - واس
نيابة عن نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية أمس الأول حفل افتتاح المؤتمر والمعرض العربي الدولي الأول للتشريع البيئي الذي يقام تحت عنوان (التشريع البيئي التزام علمي بحماية بيئتنا ومستقبل أجيالنا) وتنظمه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ويستمر لمدة ثلاثة أيام وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى وكيل الرئيس العام لشؤون البيئة كلمة بين فيها أن المؤتمر يشارك فيه عدد كبير من المفكرين والمختصين في المجالات البيئية والتشريعية من خلال ثلاثة محاور رئيسية تتضمن 34 موضوعا وعدد ثلاث حلقات نقاش تغطي جميع النقاط ذات العلاقة بين البيئة والتشريع وخاصة التشريع في الإسلام.
إثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضا مرئيا عن البيئة واستمعوا إلى شرح عنها قدمه الدكتور أحمد عاشور.
إثر ذلك ألقى الدكتور جمال الدين جاب الله كلمة الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية رحب فيها بسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور ونقل لهم تحيات وتقدير معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وتمنياته بنجاح أعمال المؤتمر.
وأشار إلى أن فعاليات المؤتمر تشمل عدة أنشطة مهمة وخاصة الجلسة الوزارية التي ستناقش سبل وآليات تعزيز إنفاذ التشريعات البيئية في الدول العربية لتكون بمثابة توجهات عامة للمؤتمر ليستفاد منها في بلورة رؤية عربية لتعزيز إنفاذ تلك التشريعات إضافة إلى الجلسة التي ستناقش الاستفادة من الفقه الإسلامي في تطوير وإنفاذ التشريعات.
عقب ذلك القى المنسق الإقليمي لبرنامج المساعدة على الامتثال الدكتور عبدالإله الوداعي كلمة المكتب الإقليمي لغرب آسيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة نوه فيها بما تجده مسيرة العمل البيئي من الدعم والرعاية من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على كافة المستويات الإقليمية والعربية والدولية مقدماً شكره لنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على ما يجده هذا المؤتمر من دعم واهتمام ولصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز على الجهود المخلصة التي يبذلها لترسيخ مسيرة العمل المشترك لحماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية.
وأفاد أن عدد الاتفاقيات بلغ حوالي 700 اتفاقية تهدف جميعها إلى معالجة العديد من القضايا الشائكة مثل تآكل طبقة الأزون وتغير المناخ والتصحر والجفاف والإخلال بالتنوع البيولوجي والانتشار العشوائي للمواد الكيميائية وتراكم النفايات الخطرة وغيرها من المشاكل التي باتت تؤرق الإنسان.
واستعرض منجزات برنامج الأمم المتحدة للبيئة على المستوى العربي والإقليمي والتي منها ما تحقق بالتعاون مع جامعة الدول العربية بإصدار وثيقتين قانونيتين تم إعدادهما ومراجعتهما من قبل الخبراء العرب وهما دراسة مقارنة قانونية لسبعة عشر تشريعا بيئيا عربيا وبيان مدى مواءمتها مع الاتفاقيات البيئية الدولية متعددة الأطراف والمفاهيم الحديثة في التشريعات البيئية والمعايير القانونية العالمية والدليل الاسترشادي لتشريع بيئي عربي نموذجي يمكن الاستئناس به من قبل الدول في تطوير تشريعاتها البيئية الحالية.
بعد ذلك ألقى معالي وزير البيئة بالمملكة الأردنية الهاشمية المهندس خالد الإيراني كلمة أعرب فيها عن شكره للمملكة العربية السعودية على هذا التنظيم متمنيا للجميع النجاح والتوفيق لما فيه خير البيئة وشعوب المنطقة العربية والعالم أجمع مؤكدا أن برنامج هذا المؤتمر ثري بأوراق العمل التي تغطي قطاعات التشريعات البيئية كافة.
واستعرض معاليه التجربة الأردنية في هذا المجال مسلطا الضوء على بعض التوجهات الإستراتيجية لوزارة البيئة الأردنية ونجاح الزراعة في تطوير توجهات إستراتيجية جديدة في مجالات تطبيق القانون البيئي مشيرا إلى أنه تم استحداث إدارة بالشرطة البيئية بالتنسيق مع مديرية الأمن العام إضافة إلى العمل على تطوير نظام متكامل للتراخيص البيئية للمنشآت التنموية وإنشاء صندوق حماية البيئة الذي تم تضمينه في قانون البيئة الجديد حيث تم البدء بالعمل على إعداد الإطار التشريعي لإدارة المواد الكيميائية والنفايات التي تعتبر من أهم القضايا البيئية في الأردن.
إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور معبرا عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر بالمملكة والالتقاء بصفوة طيبة من خيرة العلماء والمفكرين والمتخصصين في التشريعات البيئية لمناقشة قضية في غاية الأهمية على المستويات كافة وهي كيفية تنفيذ التشريع البيئي بما يتماشى مع المصالح الوطنية والالتزام بالاتفاقيات الدولية.
ولفت النظر إلى أن البيئة حظيت في النصف الثاني من القرن الماضي باهتمام عالمي تجلى في عقد المؤتمرات الدولية لمناقشة قضاياها ومواجهة ما أصابها من تدهور مستعرضا سموه عددا من المؤتمرات والاتفاقيات البيئية الدولية مشيرا إلى أن أغلب قضايا البيئة لا تزال تفتقر إلى الحلول الفعالة التي تحتم الاهتمام بالبيئة إلى جانب السعي الجاد إلى إيجاد العلاقة الوثيقة بين الإنسان وبيئته وحثه على اعتبارها جزءا حيويا قائما من ذاتيته يتعين الحفاظ عليها والعناية بها.
وشدد سموه على أهمية إنشاء شرطة متخصصة لحماية البيئة على المستوى الوطني تختص بتنفيذ أحكام التشريعات البيئية ولوائحها التنفيذية وضبط الجرائم البيئية ومرتكبيها وتلقي الشكاوى والبلاغات وكل ما يتعلق بحماية البيئة داعيا الجميع إلى تفعيل التشريعات البيئية لحماية البيئة والمحافظة عليها كحائط صد أخير لحماية البيئة والمحافظة عليها وإلى مشاركة الدول الإسلامية مستقبلا في العمل على تحقيق هذه الأهداف.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز كلمة راعي الحفل نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قال فيها.. (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أصحاب السمو والفضيلة والمعالي.
أصحاب السعادة.
أيها الأخوة الحضور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كريمة هي هذه المناسبة التي أتشرف فيها برعاية المؤتمر العربي الدولي الأول للتشريع البيئي نيابة عن سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود والذي يعد يحفظه الله رائداً من رواد حماية البيئة والاهتمام بشؤونها ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى العالمي حيث منح سموه الكريم جوائز عالمية في مجال خدمة البيئة تقديرا لجهوده المتميزة وأعماله الرائدة في هذا المجال.. إدراكا منه - رعاه الله - لما تشكله البيئة من أهمية لحياة الإنسان وتفهمه للمخاطر الناجمة عن سوء التعامل معها وتعريضها للخطر.. وهي نظرة تعكس في واقع الحال موقف الإسلام واهتمامه بالبيئة المحيطة بالإنسان كمصدر للحياة، والاستمرار والعطاء.. حيث نهى الله عز وجل عن الإفساد في الأرض، ولا شك أن التجاوز على البيئة ومكوناتها ضربا من الفساد في الأرض، قال تعالى: (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).. كما جعل الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق أجراً.. وذلك لسلامة الإنسان والمكان من الأذى.
أيها الأخوة..
إن المتابع لمؤشرات البحوث والدراسات البيئية وتوقعاتها يدرك ما يمكن أن يلحق بالبيئة والإنسان من أضرار نتيجة التعامل الجائر معها وسوء الاستخدام لمواردها والتجاوز على مكوناتها، ومن ذلك ظاهرة الاحتباس الحراري التي أسهم فعل الإنسان فيها والتي تهدد بكل أسف الوجود الإنساني، وكلنا يذكر بمشاعر الألم ما أحدثه الزلزال والمد البحري الذي ضرب شرق آسيا، وما أعقبه من كوارث بيئية مدمرة.
خلفت الآلاف من المتوفين والمنكوبين والمتضررين، فضلا عن حجم الضرر الذي لحق بالبيئة والممتلكات.
أيها الأخوة..
إن كنا نؤمن بأن ذلك كان بقدر الله وتدبيره فإننا ندرك أيضا أن لسلوك الإنسان وفعله أثره في الإضرار بالبيئة، كما أن على إنسان هذا الكوكب ألا يكون في موقع المتفرج من الأحداث والكوارث التي تلحق بالبيئة أو أن يقتصر دوره على التعامل مع نتائجها دون أن يكون له مشاركة فاعلة في منع وقوعها والأخذ بالأسباب بدءا بنفسه وسلوكه تجاه البيئة الذي ينبغي أن يكون سلوكا راشدا وحضاريا.
أيها الأخوة..
إن التشريعات المتعلقة بالبيئة لا تكفي وحدها رغم أهميتها ما لم تكن مسبوقة بجهود متتابعة لرفع مستوى الثقافة البيئية لدى الفرد والمجتمع وعلى النحو الذي يجعل من كافة الأجهزة التعليمية والفكرية والتوجيهية والإعلامية تسهم بدورها في نشر ثقافة التعامل مع البيئة وترشيد السلوك الإنساني نحوها لتعمل هذه التشريعات في محيط ثقافي مدرك لأهميتها وأهمية التعاون مع القائمين عليها لتحقيق مصلحة الجميع في حماية بيئتنا من أي ضرر أو خطر يتهددها.
أيها الأخوة..
إننا نتطلع بتفاؤل كبير لما يمكن أن تسفر عنه نتائج أعمال هذا المؤتمر المهم من تكوين رؤية تجاه التشريعات البيئية التي نأمل أن تقود بمصداقيتها وموضوعيتها إلى أفعال ناجزة تجاه حماية بيئتنا من المخاطر المحيطة بها والتي في مقدمتها سوء تعامل الإنسان مع هذه البيئة بجهله أو تجاهله، ومن منطلق أننا جميعاً نبحر على سفينة واحدة هي كوكب هذه الأرض وأي ضرر أو أضرار بهذا الكوكب سوف لن يقتصر أثره السلبي على بلد أو مجتمع دون آخر، فالكل سوف يتضرر ويخسر، ولذا فإن علينا أن نعمل بروح الفريق الواحد الذي ينتظره مصير واحد، ومتى ما أدركنا هذه الحقيقة على كافة المستويات الرسمية والأهلية كان تعاملنا مع بيئتنا تعاملا حضارياً يعكس واجبنا تجاه الأجيال القادمة ومستقبلها الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً.
وختاماً أشكر للجميع حضورهم وللقائمين على هذا المؤتمر جهودهم سائلاً الله العلي القدير لهذه الجهود التوفيق والنجاح لما فيه خير الإنسان وسلامة بيئته وسعادته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
إثر ذلك قام سمو وزير الداخلية بتكريم المتحدثين والمشاركين والرعاة.
بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز هدية تذكارية من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز.
عقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين حول الإنجاز الأمني الأخير الذي حققته وزارة الداخلية في القبض على مجموعة كبيرة من الفئة الضالة وأعلن عنه أواخر الشهر الماضي قال سموه: (أعتقد هذا شيء طبيعي، وهذا مطلوب من أجهزة الأمن، والحمد لله هذا تحقق على مراحل متعددة، وسيتحقق إن شاء الله الأكثر، حتى نستطيع إن شاء الله أن نخلي بلادنا من كل الأشرار الذين يعملون للفساد والتخريب) مشيرا سموه إلى أن كل من له علاقة بهذا الأمر وتم القبض عليه سيقدم قريبا إلى المحاكمة.
وفي سؤال عن التشريعات الجديدة في المملكة لحماية البيئة أوضح سموه أنها ستنطلق بإذن الله من الاحتياجات الواقعية وتترجم حماية البيئة ترجمة حقيقية مؤملا من الجميع الالتزام بها والعمل على تحقيقها.
وعما تضمنته كلمة سمو الأمير تركي بن ناصر حول الشرطة البيئية أبان سمو وزير الداخلية أنها موجودة الآن ولكن تحتاج إلى تطوير وتنظيم مؤكدا سموه استعداد وزارة الداخلية للتعاون مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة في هذا الأمر.
وحول المدة الزمنية المعينة لبدء استكمال تعيين الحدود بين المملكة العربية السعودية وقطر والذي تم توقيع المحضر المشترك لها اليوم أبان سموه أنها بدأت من التوقيع مفيدا سموه أن جميع ما سيتم سيكون بالتنسيق مع الأخوة القطريين مؤكدا سموه أنه تم الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وحتى المياه الدولية.
وكشف سموه عن قرب توقيع اتفاقية بناء جدار فيما بين الحدود السعودية - العراقية مع إحدى الشركات. وعن مدى صحة احتجاز قوارب سعودية لدى إيران قال سموه: (إلى الآن ليس لدينا تفاصيل عنها ولكن هي لا تتعدى أن تكون قوارب صيد).
حضر الحفل عدد من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة والسعادة ومنسوبو هيئة الأرصاد وحماية البيئة.