Al Jazirah NewsPaper Monday  07/07/2008 G Issue 13066
الأثنين 04 رجب 1429   العدد  13066
البطاقة البلاستيكية
د. خالد محمد الخضر

تطور النظام المالي بين الشعوب والأمم عبر حقب زمنية مديدة، ابتداء من أسلوب المقايضات في البيع والشراء (بيع سلعة بسلعة) ومروراً بالعملات النقدية ووصولاً إلى بطاقات الائتمان والنظام المالي المتقدم، وتنتشر صور النظام النقدي هذه الأيام بأشكال متعددة مع تطور وتقدم الأنظمة المالية والنقدية وأحد أهم إفرازات هذا التطور هي (بطاقات الائتمان) التي ظهرت كما ذكرنا ثمرة للتطور السريع والهائل في عالم المعلومات والاتصالات وما صاحب ذلك من تطور سريع في مجال الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك والمصارف في كافة أنحاء العالم، وكلمة ائتمان تعني القدرة على الإقراض واصطلاحاً هي التزام جهة لجهة أخرى بالإقراض أو المداينة، ولبطاقات الائتمان أشكال وأنواع متعددة منها بطاقة الائتمان الحسم الفوري، أو الحسم الآجل، أو بطاقة المتعدد ولا يتسع المقام للحديث عن تفاصيل بطاقة الائتمان، ويتولى إصدار بطاقات الائتمان جهات عالمية أشهرها الفيزا (VISA) ومنظمة ماستر كارد (MASTER CARD) ومنظمة أمريكان اكسبرس (AMEICAN EXPRESS) ويطلق عليه اسم راعي البطاقة، وقامت جهات عدة خارج نطاق البنوك للأسف الشديد لتسويق مثل هذه البطاقات الائتمانية التي أصبحت خطراً كبيراً على بعض أصحابها، ويتزايد الضغط على مثل هذه البطاقات عند اقتراب إجازة الصيف ليستفيد منها المواطن من قضية تأجيل مواعيد الدفع، ويقوم البنك أو الجهات المخولة بصرف تلك البطاقات دون وضع معايير أو أسس لمنح تلك البطاقة لما يسببه ذلك من مشكلات عديدة للمستفيد وحتى المانح، ولمثل هذه البطاقات العديد من المزايا منها: سهولة استخدامها وحملها، والأمان القاضي بعدم حمل المال، وكذلك القبول العالمي من كافة المعاملات خلال استخدامك لتلك البطاقة وتسجيل كافة المعاملات الحساسة وهذا لا يتوفر عند استخدام عملية الدفع النقدي، ومن ميزات بطاقات الائتمان كذلك أنها تحمي المستهلك من عدم حمل النقود وعدم تعرضه للعصابات، حيث إنه عند فقد البطاقة فإن ما عليه إلا إبلاغ الفرع برقم البطاقة وتاريخ فقدها، كذلك تمنح البطاقة فوائد ومزايا عديدة للمستهلك من خلال مزايا الخصومات والحسم والمزايا الأخرى، وأصبح المستهلك لا يستطيع استئجار بعض السيارات أو الشراء عن طريق الإنترنت إلا عن طريق بطاقات الائتمان، فسيتحول العالم على المدى المنظور إلى عالم يستخدم بطاقات الائتمان بعيداً عن حمل العملات النقدية وهذا أجمل، وتذكر أحد المصادر أن حجم المعاملات المالية عبر الفيزا كارد وصل إلى 2.3 تريليون دولار، والبطاقات الائتمانية هي في واقع الأمر بطاقة بلاستيكية يصرفها البنك إلى عملائه، وهي اختراع تم اكتشافه قبل ثلاثين سنة من أحد المصارف، وتحمل هذه البطاقات في طياتها العديد من الفوائد سواء للبنك أو العميل أو البائع، والبنك لا يمنح تلك البطاقة بشكل مجاني بل إن هناك رسماً سنوياً يستفيد منه البنك، وكذلك يأخذ البنك على كل عملية شراء نسبة تصل إلى 25% من قيمة العملية، والعميل يستفيد كما ذكرنا من المزايا المذكورة آنفاً، وكذلك البائع فيقوم البنك في الغالب بتسويق تلك البطاقات عن طريق الخصومات والحسومات والمزايا التي تقدمها المحلات والباعة والفنادق وما إلى ذلك مما يجعل حامل البطاقة يذهب إلى تلك المحلات ليستفيد من تلك الخصومات وبالتالي فإن البائع سوف تزيد مبيعاته من خلال زيادة العملاء، ومن عيوب تلك البطاقات تلك التسهيلات المبالغ فيها التي تقدمها المصارف للعميل والمصرف لا يقدم للعميل تلك التسهيلات حباً في عيون العميل ولكن للمصلحة المتناهية له، فمتى ما عجز العميل عن السداد وإن كان المبلغ يسيراً فإن العوائد سوف تتراكم وتتضاعف وتصبح الفوائد أكبر من قيمة القرض وإذا لم يسدد فطريق السجن ممهد للعميل وهذه إحدى كوارث تلك البطاقات، كذلك من سلبيات البطاقات الائتمانية أنها تغري مستخدميها لاستخدامات قد لا يكون في حاجة إليها وسحب مبالغ لا يستطيع تحملها وقت السداد ليجعله في موقف لا يحسد عليه، كذلك هناك بعض بطاقات الائتمان يمكن استغلالها فمن الناحية الأمنية أرى أنها ما زالت غير منيعة لذا أرجو التشديد على وضع صورة حامل البطاقة على كل بطاقة ائتمان وأيضاً طلب التوقيع بشكل مؤكد، كما أنصح كافة مستخدمي بطاقة الفيزا أو الماستر كارد الصرف من الأماكن الرئيسة (ATM) الملاصقة للبنوك والتي بجوار البنوك، وكذلك الابتعاد عن الأماكن المشبوهة في استخدام البطاقة، وأرى أن يكون هناك بطاقة مساندة يكون حدها الائتماني منخفض ويمكن استخدام تلك البطاقة في مجال مواقع الإنترنت وكذلك الأماكن التي يشعر فيها العميل أن هناك مجالاً للشك، ولكن تظل بطاقات الائتمان هي أحد أهم نظم وإيجابيات النظام المالي العصري الجديد، وقبل أن أنهي مقالي هنا، يذكر لي أحدهم أن هناك طرفة حصلت في قضية زواج فبينما والد العروس والعريس جالسان في أحد الفنادق وكان العريس محضراً المهر بشيك إلا أن الوالد أصر أن يكون المهر أقل من الشيك فما كان من العريس إلا أن قدم بطاقة الائتمان وقام والد العروس صاحب الفندق بسحب المبلغ عن طريق بطاقة الائتمان من نقاط البيع في الفندق، وأصبح صاحبنا أول عريس يقدم المهر عن طريق بطاقة الائتمان أتمنى أن يدخل صاحبنا موسوعة غينس.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد