أعرف أحد الأشخاص قليل القراءة والتحصيل، لكنه كثير الكتابة والتأليف والخطابة (!) والحديث في الشأن العام، قد يبدو هذا الأمر مستغرباً لدى بعض القرّاء الكرام، لكن هذا بالفعل أمر حقيقي، وهو كاتب جيد كما يُقال، ومتحدث متفوق كما نشاهد، والسؤال هنا: أين الخلل، ولماذا الحديث عنه؟!
بنظرة سريعة إلى حال هذا الكاتب أو المتحدث وجدته أكثر من رائع على فهم ما يُقال وإيصاله بدرجة كبيرة من البيان، وخدمة المجتمع.
وعلى النقيض من ذلك أعرف أحد أساتذتي من كبار السن والعلم والفهم ويملك معلومات غزيرة في ما يتحدث به بل هو موسوعي في الدراسات الإنسانية إلا أنه قليل الكتابة بل نادر، ولم أره يوماً متحدثاً في مكان عام بل كل ما نسمعه في مجالس محدودة بين هذا المتحدث، وذاك المثقف نجد أنفسنا في أقل من القليل من يوفق لأن يقرأ ثم يجد الفكرة ومن ثم يحسن إيصالها للمتلقي.
ودعني أختم حديثي هذا بسؤال من الأسئلة البيزنطية التي تولّد نقاشاً وقد تكون ثمرتها محدودة: من الأهم.. من يأتي بالفكرة أم من يحسن إيصالها، في حال عدم توفر من يجمع بين الأمرين؟!
مجرد سؤال؟!
للتواصل
فاكس - 2009288
Tyty88@gawab.com