ارتفع الدخان الأبيض من السراي الحكومي في بيروت، وشاهد اللبنانيون (عمود الدخان الأبيض) مستبشرين بقرب إعلان حكومة الوحدة الوطنية. وقد ظهر رئيس الحكومة المكلف الدكتور فؤاد السنيورة في مؤتمر صحفي ليعلن اتفاق جميع الأطراف اللبنانية على تشكيل الحكومة بعد اتفاق المعارضة والموالاة على نسب وعدد الحقائب الوزارية، وأسماء الوزراء الذين رشحتهم الكتل اللبنانية، حيث تم (مراضاة) الجنرال عون الذي حصل حصة الأسد من الوزارات التي خُصصت للمعارضة، حيث حصلت كتلته على أربع وزارات منها وزارة سيادية وأخرى خدمية تنفعه في تقديم الخدمات للناخبين في الانتخابات القادمة وهو ما كان يقاتل من أجله، وفوق الوزارات الأربع مُنحت كتلته منصب نائب رئيس الحكومة، وهو ما يكرسه زعيماً للمعارض المسيحية داخل الحكومة، في حين حصلت الكتل المسيحية الأخرى (الموالية) على وزارة سيادية واحدة وعدد من الوزارات الأخرى يشغلها وزراء من كتلة الرئيس السابق أمين الجميل، ومن كتلة سمير جعجع الذي قد يشغل حقيبة وزارة العدل الممنوحة للأكثرية، في حين ستظل حقيبتا وزارتي الدفاع والمرشح لها الوزير الحالي ميشيل المر والداخلية للمحامي من الطائفة السنية وهما من حصة رئيس الجمهورية، في حين ستمنح كتلة وليد جنبلاط حقيبتين تردد أنهما ستكونان حقيبتي الاتصالات والإعلام، وهما الحقيبتان اللتان يشغلهما الآن عضوا الكتلة الوزير مروان حمادة وزير الاتصالات، وغازي العريضي وزير الإعلام. أما حقيبة وزارة الخارجية فستكون من نصيب حركة أمل، ووزارة المال من نصيب تيار المستقبل إضافة إلى الوزارات المتبقية.
هذه القسمة رضي بها الخصوم والموالون، ولم يبق إلا مقابلة الدكتور فؤاد السنيورة لهم والاجتماع بهم لصياغة البيان الحكومي الذي ستتقدم به الحكومة لمجلس النواب لنيل ثقة المجلس وبدء العمل التنفيذي الذي تأخر كثيراً، الذي سبب خسارة كبيرة للبنان قدَّرها السنيورة بـ20% تخلفاً في النمو، وجعل اللبنانيين يقفون بالطوابير أمام أبواب السفارات للحصول على (تأشيرات هجرة) وعمل خارج بلادهم.
السنيورة يأمل كما يأمل اللبنانيون أن تكون حكومته - حكومة وحدة وطنية فعلاً - وحكومة عمل وتعاون وليس حكومة مناكفات؛ لاحتوائها على أشخاص كانوا وحتى وقت قريب خصوماً يتصيد بعضهم البعض.
jaser@al-jazirah.com.sa