تابعت -كما تابع غيري- ما تتابعت صفحة (زمان الجزيرة) على نشره خلال الأسبوعين الماضيين من الأخبار التي نشرتها الصحيفة عام 1973م عن المباراة الخيرية التي تبنتها مؤسسة (الجزيرة) والتي رعاها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولفتت انتباهي تلك التقارير (الشيقة) التي كان يرصدها جلال أبوزيد -رحمه الله- حتى وكأني حاضر في تلك اللحظة.
ولفتت انتباهي الصياغة الخبرية الحماسية والتي مال فيها المحرر لفريق الزملاء في (الجزيرة) والفنانين ولا عجب؛ فقد كان جلال محرراً فنياً يدافع عن الفن وأهله حتى وهم يدحرجون الكرة.
كما لفت انتباهي أن أكثر من خمسة عشر ألف متفرج حضروا المباراة (عصراً) رغم عدم وجود وسائل دعائية وهو ما يؤكد سعة انتشار (الجزيرة) ووصولها للجميع، كما أنكم ربما لاحظتم أن الهتاف والتشجيع قد (انصبَّ) لصالح فريق الفنانين والإعلاميين وهو شيء طبيعي حيث امتلأ ذاك الفريق بالنجوم وربما مازال كثير منهم يحتفظ بنجوميته رغم مرور خمسة وثلاثين عاماً.
ثم إنه لفت انتباهي أن الإعلامي الشهير عثمان العمير كُتِبَ اسمه (عصمان) وربما كان صفّيف الحروف آنذاك من السودان الشقيق وكذلك فقد كان عبادي الجوهر لاعباً خطيراً، وهو هدد الفريق الخصم من تغطيات سابقة أثناء متابعات التدريب.
والفنانون -بحسب أبوزيد- كانت لياقتهم (معتدلة) فيما مال الجمهور لهم كثيراً وحينها كان سعد التمامي وطارق عبدالحكيم وعبدالعزيز الهزاع ولطفي زيني وعبادي الجوهر (نجوماً) يبحث عنهم الجمهور.
بعد 35 عاماً أتساءل عن مباراة كهذه تجمع نجوم الفن والإعلام وتكون خيرية الدخل رغم أنني لستُ متحمساً لها وربما لن يجتمع عشرة فنانين ليدخلوا في معسكرٍ تجهيزاً للمباراة متعللين بارتباطاتهم الفنية المسبقة خصوصاً أن المباراة (مجانيَّة) ولن يأخذوا مقابلاً عليها.
أعتقد جازماً أننا اليوم افتقدنا أشياء كثيرة مع تقادم السنين ولم يعد الفنان سوى جهازاً (معلباً) يُغني ويمثل دون أن يكون لديه التزام إيجابي نحو مجتمعه، لا أتحدث عن الجميع ولكني أضع اللوم على الغالبية لأنني أرى أن الفنان جزء من (رئة) المجتمع والعكس في نظري يماثل ما قلت.
fm248@hotmail.com