نفت هيئة حقوق الإنسان بشكل قاطع يحمل صورة البراءة كبراءة الذئب من دم يوسف أن تكون تدخلت بشكل مباشر لمنع إتمام حفل زواج الأطفال القُصَّر بمنطقة حائل الذي تناقلته بعض الصحف وشغل الرأي العام مؤخراً!
وكاد الناطق باسم الهيئة أن يحلف ويقسم يميناً بأن الهيئة اكتفت فقط بإرسال خطاب لوزير العدل أعربت فيه عن (أسفها لهذه الحالة) وأبدت رأيها في الممارسة اللا مسؤولة من أولياء أمور القصر ومأذوني الأنكحة الذين أجازوا ذلك، على الرغم مما يعرف أن مثل هذه الحالة تتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل والمواثيق الإنسانية التي انضمت إليها المملكة.
وأشار الناطق أن الهيئة طالبت وزارة العدل باتخاذ إجراءات تمنع حدوث مثل هذه الحالات ولكنه أكد أنها لم تتدخل لمنع تلك (الجوازة) التي لم تتم لاعتراض أطراف أخرى ليست هيئة حقوق الإنسان أحدها إطلاقاً، وأكدت أنها لم توعز لأي جهة مختصة بمنع إتمامها, أو توحي لأي شخص بوقف إكمالها، وكان موقفها ينحصر فقط بالبحث عما (قد) يحصل من أضرار اجتماعية تنعكس على مستقبل الطفلين.
يأتي ذلك بعد الاتهامات الحادة لهيئة حقوق الإنسان وتدخلها الإنساني، بعد أن ذكرت بعض الأقوال أنها هي من تدخلت لإيقاف إتمام حفل (مهزلة) زواج الأطفال القصَّر بمنطقة حائل بمساعدة الجهات الأمنية. وهو ما نفته الهيئة بشكل مخجل!!
وكنت أتمنى أن ينسب هذا الاتهام الجميل لي لأفخر به أبد الدهر وأزهو به مختالة بين جاراتي في الدورية التي ربما تعقد في الأيام القادمة!! ولاسيما أنني كنت قد شاركتُ في شجب هذا الزواج وطالبتُ بتدخل النبلاء والعقلاء لمنعه لأنه بحق يعد (بنظري على الأقل) جريمة بحق الطفلين لإقحامهما في معترك مؤلم من المسؤولية المبكرة!! وقد تلقيت استنكاراً من بعض القراء يطالبونني بالتقوى والإقلاع عن منع الحلال، طالما لم يحصل إكراه أو أذى (للطفلة الزوجة) من لدن (زوجها الطفل) أو أعقب الزواج نتائج سيئة عليها!
والمؤلم أننا نقرأ عبر الصحف عن زيادة نسب الطلاق بين البالغين فكيف بالأطفال؟! بينما يكبر العتب على هيئة حقوق الإنسان وهي توضح وتطلب البراءة من هذا الاتهام النبيل، وتتجاهل زواج المحكوم عليه بالقصاص من فتاة صغيرة، وتصمت تجاه زواج كبار السن من الشابات الصغيرات أو متعاطي المخدرات وتاريخهم الأسود أو عدم مبالاتها بجريمة التفريق بين الزوجين!! أفلا يمس ذلك حقوق الإنسان حتى ولو ارتبطت بعادات وتقاليد بالية؟
وفي الوقت الذي تنفض فيه هيئة حقوق الإنسان شليلها وغطاها الذي نتلفع به ونطلبه ليسترنا ويغطينا، نراها تجري وتسحبه بعنف ونحن نمسك بأطرافه لعلها تبقى معنا الرائحة ولا العدم!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342