التعليم في كل بلدان الدنيا تتجاذبه قوى متعددة. فهناك قوى السوق، ومن شعاراتها: ربط التعليم بالتدريب، تنمية رأس المال البشري، وربط التعليم بمشروعات التنمية وبالمهارات التي يتطلبها سوق العمل، بناء مجتمع المعرفة، الاستفادة من ثورة المعلومات والتقنية. وهناك القوى السياسية، ومن شعاراتها: تأكيد الهوية وتعزيز الانتماء الوطني، علاقة الفرد بالدولة، الحقوق والواجبات، تنمية قيم الولاء والطاعة واحترام السلطة، التعريف بالرموز والدساتير الوطنية. وهناك القوى المحافظة التي تدعو إلى تنمية الجانب العقدي، والعودة إلى التراث والأصول، وتأكيد أساليب الحفظ والتلقين، والمحافظة على المجتمع ثقافياً أمام الثقافات الأخرى ووفقاً لتصورات خاصة. وهناك القوى الليبرالية، ومن شعاراتها: تأكيد قيمتي العدالة وتكافؤ الفرص، واحترام كينونة الفرد ورأيه وصيانة حريته المسؤولة، ونبذ التمييز بسبب العرق واللون والجنس. وهناك القوى الثقافية التي ترى في بعض جوانب ثقافة المجتمع عائقاً أما احترام واستثارة الإنجاز والإبداع الفردي، وهي تدعو إلى انفتاح وتفاعل منتج مع الثقافات الأخرى. وعموماً، يجب ألا تسيطر أي من هذه القوى بمفردها على تعليمنا، لابد إذن من صياغة رؤية تربوية وطنية شاملة تعترف بتخلفنا عن الركب الحضاري العالمي وتطرح حلولاً واعدة.