الشعر لم يكن يوماً سوطاً تجلد به الآخرين.. أو أداة تجريح..
عندما تفرغ عقدك عبر قوافيه وأوزانه فأنت تكشف ملامح روحك (المعقدة)..لا شيء آخر تكسبه سوى تلك الروح المثيرة للشفقة.. القصائد التي تعجبك كونها تنتقص من هذا الشخص او ذاك هي ليست قصائد بل هي نزوات شيطانية.. اختارك شيطانك لها ووافقت مسرورا باختياره ومبتهجا بتنفيس شيء من عقدك.
يجب ان يرتقي الشعر بأهدافه ويسمو ويجب ان يقدم بلغة راقية بعيدة عن الألفاظ (النابية) والمشينة والتي يستحي الإنسان من ذكرها في أقل المجالس قدرا وهيبة.. الرقي بالشعر يجب ان يبدأ من المفردة مروراً بالفكرة حتى يصبح سامياً يستشهد به ويقوّم به الاعوجاج ان حدث.أما عندما يجتهد الشاعر في توظيف الكلمات النابية لبث اثارة لا يمكن أن تصنف من ضمن (الأدب) واستخدام الألفاظ الشوارعية لتمريرها عبر قصائد لتكون فلاشا له فهذه نظرة قاصرة وتؤكد عجز هذا الشاعر واعترافه بأن مقدرته الشعرية أقل من ان يبتكر شيئا مغايراً في حدود الأدب لان ما يخرج عن الأدب ليس من الأدب.. فهل يدرك الشاعر ان الشعر أداة رقي. وليست أداة تخلف ترمي به الى قعر سحيق في السلم الاجتماعي.
متابع