من دون كل بقاع الدنيا، كثيراً ما تتعرض منطقة الشرق الأوسط إلى مواسم ساخنة متوافقة على سخونة الأجواء الفصلية، فما أن يقترب فصل الصيف ويحيط المنطقة بأجوائه الحارة والملتهبة في دول عديدة من المنطقة حتى تتسخن الأجواء السياسية ويكثر الحديث عن الحروب والمعارك والصدامات، إذ تكثر التصريحات والتهديدات ويتبارى المحللون الإستراتيجيون في كتابة الموضوعات عن حرب استباقية، وأخرى تصحيحة، وثالثة من أجل تحريك قضايا مزمنة وحلحلتها لتدخل في أجواء التفاوض.
هذا العام ليس مختلفاً عن الذي سبقه، فما أن أطل الصيف، إلا وأحاديث عن حرب إسرائيلية قادمة ضد إيران لمهاجمة المنشآت النووية، وأن أسراباً من الطائرات الحربية الإسرائيلية تتدرب على تنفيذ هجمات داخل الأراضي الإيرانية.
سخونة الأجواء السياسية المصاحبة لحرارة الجو، تشهد هذا العام نسمات من الأجواء الملطفة إذ يصاحب الحديث عن العدوان والحرب أحاديث مكثفة عن جهود لتحقيق تسوية ما بين العرب والإسرائيليين، فبالإضافة إلى تحركات السلام التي تقوم عدة أطراف دولية وإقليمية لإنجاز (وعد بوش) بإقامة الدولة الفلسطينية نهاية عام 2008م، تواصل المباحثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة التي أنهت قبل أيام دورتها الثالثة والتي تعقد بوساطة تركية وعلى الأراضي التركية، وهناك رغبة بأن تتحول إلى مباحثات مباشرة، تنتهي بخروج الإسرائيليين من هضبة الجولان وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين إلى سورية التي فقدتها في 1967م.
وهكذا ندخل أجواء الصيف بين التوجس من حروب قادمة ونسمات سلام قادمة تعيد الأرض المسلوبة وتحقق للفلسطينيين أملاً منشوداً ظلوا ينتظرونه طويلاً.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244