قدمت مساء أمس مسرحيتا (شنهو بعد) و(هذيان) اللتان قدمهما فرعا جمعية الثقافة والفنون في الأحساء وجدة.
وكان العرض الأول الذي ألفه الأستاذ عبدالعزيز السماعيل وإخراج علي الغوينم ومن تمثيل نوح الجمعان، قد شهد تفاعلا كبيرا من الحضور وأثر في ذلك الأداء المتقن من الممثل نوح الجمعان.
(شنهو بعد) مقدمة من جمعية الثقافة والفنون فرع الأحساء, وكان في تنفيذ الديكور عبداللطيف الكزمان, تنفيذ إضاءة طلال الوصيفر, تقنية خيال ظل يعقوب المرزوق, ألحان وأداء عمر الخميس, بإشراف عام من الأستاذ سامي الجمعان, وعن العمل يقول المخرج علي الغوينم: (النفس البشرية معقدة ومتغيرة من وقت لآخر لا تثبت على موقف واحد, تتغير حسب ظروف الزمان والمكان والبيئة المحيطة بها سواء كانت انفعالية أو اجتماعية, وفي اعتقادي أن الغوص في أعماقها بما تتعرض له من ضغوط وصدمات حياتية تتناسب كثيرا مع حالة المونودراما بحيث يتلاءم الديالوج أو التداعي النفسي الداخلي للشخص مع الممثل الواحد على الخشبة، إذن نص المونودراما هو في الحقيقة انفتاح على الداخل بما يمكن أن يؤسس موقف أو وجهة نظر بسيطة ولكنها في ذات الوقت عميقة جداً المهم في ذلك هو قدرة الممثل على تجسيد الشخصية بأبعادها النفسية العميقة كاملة من دون تصنع أو ارتباك, إضافة إلى المؤثر الصوتي أو الضوئي المصاحب لهذه الحالة والذي قد يساعد على هذا الانفتاح, من مجموع هذه النقاط اخترت هذا النص (بعد شنهو), وتعاملت معه باعتباره مفتاحا للخروج إلى الداخل، وكل ما يخدم هذا البعد حاولت أن أوفره لتقديم نص العرض بصورة آمل أن تكون شيقة ومؤثرة في ذات الوقت.. أتمنى أن أكون قد وفقت).
وأضاف الغوينم في حديثه ل(الجزيرة): أتقدم بالشكر الجزيل إلى إدارة المهرجان وكلية اليمامة على تعاونهم في إنجاز هذا العمل, وأعتبر هذه المهرجان خطوة كبيرة جداً في مسيرة المسرح السعودي, وما يخص المنافسة في المهرجان يقول الغوينم: بالنسبة إلي فأنا لم أتقدم بالعمل والحرص على التواجد في المهرجان لأجل الجوائز ولو كانت أمنية أي فنان, لكن المشاركة والتفاعل مع المسرحيين في هذا الكرنفال يعطينا انطباعا جميلا وهو جائزتنا نحن المسرحيين.
أما العرض الثاني بعنوان (هذيان) من تأليف وإخراج أحمد الصمان, بطولة عثمان فلاتة, عبد الله السليماني, يزيد فلاتة, سالم باحميش, وإضاءة هائل عقيل وبإشراف عام ومتابعة فنية من الأستاذ عبدالله باحطاب, ورئيس الفريق الفنان علي دعبوش, وتصف المسرحية شخصية الإنسان الفطرية التي لو تركت كما هي لكان وضع الإنسان أفضل مما هو عليه الآن لأن هناك عوامل خارجية يكتسبها الإنسان من علاقاته إما سلبا أو إيجابا، جسدها المخرج بنجاح. ويقول مؤلف مسرحية (هذيان) الفنان أحمد الصمان: (يولد الإنسان أبيض كالثلج يكتسب سلوكه وطباعه من مجتمعه المحيط به, نحيا نتقابل نتعامل مما اكتسبناه, فتولد المشاكل أحيانا ولو تعاملنا كما ولدنا لحللنا هذه المشاكل), ويضيف رئيس الفريق الفنان علي دعبوش: (هذيان تصف شخصية الإنسان الفطرية التي لو تركت كما هي لكان وضع الإنسان أفضل مما هي عليه الآن لأن هناك عوامل خارجية يكتسبها الإنسان من علاقاته إما سلبا أو إيجابا، جسدها المخرج بنجاح)
وعقدت بعد العرضين جلستان نقديتان أدار الأولى الفنان أسامة خالد, وألقى الورقة النقدية الدكتور وفاء العلي, فيما أدار الثانية هذال البيشي, وألقى الورقة النقدية الدكتور جمال عثمان.