كتب - عبد الله الرفيدي
تبدأ اليوم السوق المالية السعودية، ولمدة عشرة أيام، استقبال اكتتاب أكبر شركة معادن عربية، وذلك باكتتاب المواطنين على ثلاث مراحل في شركة معادن التي تطرح 462.5 سهم لجمع 9.2 مليار ريال، بقيمة 20 ريالاً للسهم، ويمثل ذلك 50% من رأس المال. وسيتم اكتتاب الأفراد على ثلاث مراحل؛ حيث يخصص في المرحلة الأولى (25) سهماً لكل مكتتب، وستستكمل في المرحلة الثانية الكمية المطلوبة بكاملها حتى (2000) سهم لكل من طلب الاكتتاب في أكثر من (25) سهماً، شريطة ألا يزيد عدد الأسهم التي سوف يتم تخصيصها عن إجمالي الأسهم المطروحة للاكتتاب العام، ويخصص ما يتبقى من الأسهم بعد ذلك وفق مبدأ النسبة والتناسب، وقد تم توضيح أعداد الأسهم بالتفصيل في نشرة الاكتتاب التي تم توزيعها.
وقال الدكتور عبدالله بن عيسى الدباغ رئيس شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وكبير إدارييها التنفيذيين: (إن شركة معادن حققت نجاحات في مجال تعدين الذهب، إضافة إلى مشروعي الفوسفات والألمونيوم اللذين يجري العمل حالياً على تطويرهما، كما أن البرنامج الاستكشافي الطموح حقق لمعادن الاستفادة الكبرى من الثروات المعدنية، وهو ما يصب في أهدافها بأن تكون شركة تعدين على مستوى عالمي).
وسوف يتم تخصيص 46.2 مليون سهم لمصلحة معاشات التعاقد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية التي تمثل ما نسبته 10% من عدد الأسهم.
وقد ترك أمر الاختيار لمدير الاكتتاب للمؤسسات الخاصة التي ترغب في الاكتتاب في عدد أسهم لا يقل عن 23.1 مليون سهم ولا يزيد على 124.8 مليون سهم. كما حدد الحد الأدنى من الاكتتاب للفرد حيث لا يقل عن 25 سهماً والحد الأعلى 5 ملايين سهم. وكانت بيانات الشركة المالية التي تأسست عام 1997م تشير إلى خسائر مالية بسبب عمليات بيع للذهب في عام 2007 بينما سجلت أرباحاً في عامي 2005 و2006 م على التوالي 215.6 مليون ريال و317.9 مليون ريال. .
وتسعى الشركة من خلال الاكتتاب إلى مضاعفة رأس المال حتى تتمكن من تنفيذ خطط طموحة في إنجاز مشاريع تعدينية جديدة ضخمة، من أبرزها مشروع الأسمدة الفوسفاتية الذي تصل تكاليفه إلى 20.9 مليار ريال ومشروع للألمنيوم تبلغ تكلفته 39.5 مليار ريال ومشروع آخر لإنتاج الصودا وكلوريد الإثيلين بتكلفة 1.8 مليار ريال. ويتوقع أن تبدأ هذه المشاريع بالإنتاج في مدة أقصاها 2011م.
وتعد معادن من الشركات الوطنية الكبرى التي ستضاف إلى السوق المالية السعودية، وأن يكون لها تأثير كبير أسوة بالشركات التي سبقتها. وقد تجددت المطالب بإبعاد صناديق الاستثمار والمؤسسات الخاصة عن الدخول في الاكتتاب حتى لا تؤثر سلباً على السهم بالمضاربة وخفضه إلى مستويات غير مقبولة، خاصة أن السوق تلقت ضربات المضاربين بخفض أسعار أسهم دون سعر الاكتتاب؛ ما أثّر سلباً على المكتتبين والمستثمرين على حد سواء، وأن يكون الدخول من الصناديق السيادية المتمثلة في التقاعد والتأمينات وصندوق الاستثمارات العامة ومؤسسة النقد.. فهذه الجهات لديها القدرة المالية الكبرى على أن تكون صانع سوق رئيسي يحفظ قيم الأسهم من التلاعب ويحد من هجرة الأموال الفائضة إلى الخارج التي أصبحت تواجه المشكلات. إضافة إلى أن المشاركة في إنشاء الكيانات الاقتصادية الضخمة من هذه الجهات تساهم بشكل كبير في توجيه الفوائض للدولة والأفراد لتؤدي مهامها مستقبلاً.
ويتوقع أن يكون الإقبال كبيراً من المواطنين على الاكتتاب؛ كون الشركة فريدة قي أعمالها وقوتها الإدارية والاستثمارية وما تتمتع به من دعم حكومي. ولا يستبعد أن يتضاعف سعرها عند الطرح في السوق. كما أن الاكتتابات سهاهمت كثيراً في نشر الثقافة الإلكترونية في المجتمع الذي أصبح مجبراً عليها. الجدير بالذكر أن مدير الاكتتاب سوف يكون سامبا كبيتال، وتشارك جميع البنوك في استقبال جميع الطلبات.