Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/07/2008 G Issue 13064
السبت 02 رجب 1429   العدد  13064
اللبنانية جمانة حداد تكشف أسرار «ليليت» بالقاهرة

القاهرة - مكتب «الجزيرة» - عتمان أنور

في مقهى ريش التاريخي بوسط القاهرة وقعت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد ديوانها (عودة ليليت) بحضور نخبة من المثقفين والأدباء، وشهد المقهى الذي كان في السبعينيات ملتقى لكبار المثقفين ويحتفل بمئويته هذا العام ندوة حول الديوان أكد المشاركون فيها على أن الديوان اكتفى بتوضيحات عن ليليت على غلافه الخلفي فيما لم يشر إليها في مواضع أخرى.

وليليت التي (جاء ذكرها في الميتولوجيات السومرية والبابلية والآشورية والكنعانية كما في العهد القديم والتلمود. وحسبما تروي الأسطورة أنها المرأة الأولى التي رفضت الخضوع الأعمى للرجل فتمردت وهربت ورفضت العودة.

وقالت الأديبة شيرين أبو النجا: إن (الأدب قام بنزع الصفات السلبية، عن ليليت بينما تناولتها جمانة مع كل صفاتها السيئة وحولتها إلى سمات إيجابية)، موضحة أن (الحكي من منظور ثقافي مختلف هو جزء من الأسطورة ذاتها وكل إعادة لصوغ الأسطورة تضيف إليها).

وأضافت أن (تناول جمانة حداد لهذه الأسطورة هو بمثابة كشف لكل المسكوت عنه في شخصية ليليت التي لعنت على مدار قرون).

وأوضحت أبو النجا أن (الأدباء فضلوا تناولها (ليليت) من منظور أبوي وتجنب بعض الصفات فيها، وهو أمر يعتبر سجنا لليليت التي تؤكد في الديوان أنا ليليت العائدة من منفاي).

وأشارت إلى أن جمانة حداد قدمت رؤيتها (لأسطورة ليليت التي ظهرت أول الأمر في مسرحية فاوست للكاتب الألماني يوهان فولفغانغ غوته (1749 - 1832م)).

وأضافت أن (الديوان يجمع بين الشعر ومشهد درامي نثري وهذا التجاور بين الأنواع الأدبية تجاوز لكل الحدود وتعد بامتياز، ورغم ذلك يمكن قراءة الديوان كله باعتباره قصيدة واحدة).

وقال الشاعر حلمي سالم: إن (صوت ليليت ليس صوتا نسويا في مواجهة الرجل بل صوت الاثنين معا منصهرين في بوتقة الشعر، فهو صوت رجل وامرأة في آن واحد).

وأضاف أن (الأسطورة لم تثقل القصيدة والديوان الشعري جاء حاملا خمس سمات أساسية هي الاحتفاء بالتاريخ، وارث المعرفة الإنسانية المتمثلة في الأساطير، والدراية العميقة باللغة والموسيقى المسكوت عنها في النصوص، وأخيرا الحسية التي تتسم بها كل أعمال جمانة التي تحمل خيطا رفيعا من الميتافيزيقا ينقيها من الواقع الكامل).

ورأى أن (الديوان لا يحتفي بالفكر أو السياسة لكن بالجسد)، مؤكدا أن (الشعر الجديد هجر القضايا الكبرى وجعل من الجسد سردية كبرى باعتباره قبة الروح وليس مجرد جسد).


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد