في زمن مضى، كان أصحاب المكتبات (الخارجية) - فور علمهم بأن مرتاديها من ذوي الجوازات الخضر - يبادرونهم بإحضار مجموعات من الكتب (الممنوعي عندكن)، وكان المنع مبرراً لشرائها وإخفائها بين الألبسة والأمتعة.
**
* باتت الرقابة أكثر وعياً، ولم تعد وظيفتها الترويج لمؤلفات معظمها بلا قيمة معرفية أو إبداعية، وبتنا نقرأ - دون أن نسافر - معظم التآليف وربما كل المؤلفين.
**
* اليوم صار الناشرون ومثلهم البائعون يتلقوننا بخبر صدور (رواية سعودية جديدة)، ما يعني أنها مليئة بالمشاهد الساخنة التي جبلنا على سترها والاستحياء منها، وآثر روائيو وروائيات (الهشك بشك) على فضحها والمتاجرة بها.
**
* كتبة في الصف الخلفي يقفزون إلى الواجهة الأمامية بمجرد أنهم لا يلتزمون بالحد الأدنى من الذوق واللياقة، وكتابات يخجل مقتنوها من وضعها ضمن رفوف مكتباتهم ضناً بها أن تجاور مؤلفات ذات قيمة، أو أن تطالها أعين الصغار فتدنس طهارتهم.
**
* قبل أيام أشارت شخصية ثقافية كبيرة إلى رواية سعودية وصفتها بالمتميزة وإلى شأو ينتظر مؤلفها، ومن أجله بحث صاحبكم عنها، فصدمته من أولى صفحاتها بمفردات مكشوفة وحكايات مقزّزة محورها الختان والحرمان.
**
* كنا نخجل لأننا نمنع الكتب القيِّمة، وصرنا نخجل لأننا نكتب بلا قيم، والمفارقة أن فينا من يشغله الشكل الخارجي والقضايا الخلافية، فيواجه الاندلاق بالانغلاق.
**
* التشدّد تطرف.