جدة - خالد الصبياني
قال الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمشرف على موقع إسلاميات أن العمل هو الذي يعطي الثقة بالنفس، وأن الإنجاز هو الذي يعزز القوة بالقدرة والتعوُّد والتدريب على تحقيق الشيء. وبين أن هذا العمل لابد أن يحظى بالعلم والمعرفة، وأن يعتمد على العبادة والرجوع إلى الله عز وجل، ويستند إلى الإيمان بالله عز وجل. جاء ذلك خلال سلسلة من المحاضرات ألقاها مطلع الشهر الحالي في مركز (مريم بنت عمران) لتحفيظ القرآن الكريم بدولة قطر.وأشار أن مشكلتنا أننا لا ننجز بينما نريد أن نكون قرَّاء ولم ننهِ كتاباً واحداً، ونريد أن نكون خطباء ولم نخطب خطبة واحدة، ونريد أن نكون منفقين ولم نبذل شيئاً من المال، فالبذل والعمل والإنجاز هو الذي يترجم هذه النظريات والأفكار إلى واقع، وهو الذي يجعلنا نستطيع أن نصل إلى نتيجة وثمرة.وأوضح في محاضرة بعنوان: (الطريق إلى الثقة بالنفس)، أننا بدون الثقة بالنفس نكون في ضعف شديد، والسلبية الكبيرة التي تقعد الناس وتمنعهم بأن يكون لهم أثر في الحياة، هي غياب الهم، ويبقى كل همه أن يأكل ويشرب وأن ينام ويلعب، فإذا حصر همه في أمور خارجة عما يمكن أن ينفع به نفسه أو أن يتعدى نفعه إلى غيره فيكون في الأصل فاقد الثقة بالنفس، وأكد على أن أمة الإسلام في عصرنا الحاضر ربما نقول أنها فقدت كثير من أسباب القوة والفعالية، لكن عندها أمران مهمان يمكن أن تعود بهما إلى قوتها وفعاليتها، وأن تستثمر الكثير من القوة التي عطلتها، لأن بعضكم يقول إن لدى الأمة الإسلامية ثروات عظيمة وكبرى، وأن عندها مواقع جغرافية مهمة وعندها وعندها، لكننا كلنا جميعاً نرى تكاد تكون خالية من كل هذه القوى، لأنها ليست لديها فاعلية وليس لها أثر في قيمة وجودها، فما قيمة أن يكون عندي ملايين في جيبي، ثم لا أنفق منها ريالاً كي أصنع بها طعاماً أو أصنع به شيئاً مما أحتاج إليه.وختم د. بادحدح إلى أن الثقة بالنفس تعطي صاحبها قدرة على الثبات في مواجهة الأعاصير والأحداث، ونحن في زمن يسمونه كما تسمعون عصر العولمة في زمن توجهت كل السهام والقوى والأساليب لكي تمسخ هوية المسلم، فلا يعود له طعم ولا لون ولا رائحة كما يقال، لا يعرف له نسباً ينتسب إليه، ولا تاريخاً ينتمي إليه ولا يمكن إلا أن يكون ذلك البناء المفرغ عندما يكون هناك بناء ليس فيه نوافذ وليس فيه أبواب، الريح تدخله وتخرج منه، والأشياء تدخله وتخرج منه، تعبث وتعيث فيه كما تشاء، وهذا هو حال بعض المسلمين، الذين أصيبوا بالهزيمة النفسية، حتى صاروا لا يرون في دينهم عظمة، ولا يرون في رسولهم ونبيهم عليه أفضل الصلاة والتسليم مزيّة ولا خصيصة، ولا يرون في تاريخهم فخراً ولا عزاً ولا يرون في أنفسهم شيئاًَ يذكر.