عُمان - مسقط إنتركونتننتال |
ترى، أيَّ سرٍّ أيها البحر تكتمُ؟ |
وموجك هذا، كيف يدنو ويحجمُ؟! |
ولثمك هذا للشواطئ، لم يزل |
يحيرني، ماذا بربك تلثمُ؟! |
أهذا حديث الشوق في قلبك الذي |
يُعاني، فهذا الموج عنه يُترجمُ؟ |
أهذي أهازيج الغرام تصوغها |
بها الموج في دوح الهوى يترنمُ؟ |
أهذا نداء منك يا بحر ينطوي |
على حسرةٍ في قلبك الحُرِّ تُضرمُ؟ |
جميلٌ مداك الرحب يا بحر زرقةً |
يهيم بها قلبي المحب ويغرمُ |
بعيدٌ، قريبٌ - أيها البحر - هادئٌ |
عنيفٌ، فصيحٌ - أيها البحر - أبكمُ |
أرى زَبَدَ الأمواج فيك كأنّه |
سفيرٌ بأوراق الهوى يتقدمُ |
وأبصرُ شعري عند موجك واقفاً |
وقوف محبٍّ مدنفٍ يتعلثمُ |
يلملم أشتات الحروف فينطوي |
حزيناً على ضعف الحروف، يغمغمُ |
كأني بقلبي قد وعى ما يقوله |
كذاك قلوب المستهامين تفهمُ |
سلامٌ سليمٌ - أيها البحر - خالصٌ |
كذلك من يلقى الكرام يُسلمُ |
أحيِّيك - كلَّا - بل تحيِّيكَ مهجةٌ |
ترى فيك ما يثري الحنين ويلهمُ |
لموجك إيقاعٌ إليَّ محبَّبٌ |
وعمقك في رسم الصبابة يسهمُ |
ولونك هذا الأزرق الساحر انتمى |
إلى من بعينيها فؤادي متيَّمُ |
أيا ملكَ الأمواج، دونك مهجتي |
ففيها - كما فيك - الرضا والتجهُّمُ |
وفيك - كما فيها - حنين ولهفة |
وبينكما معنى الصبابة يقسمُ |
رأيت شعاع الشمس فوقك حالماً |
يسطِّر أشواق الضياءِ ويرسمُ |
فأصبحت مرآةً، على صفحاتها |
ملامح وجهٍ مشرقٍ يتبسمُ |
أيا ملك الأمواج، ما زلت صاحباً |
وإن كنت أحياناً تثور وتهجمُ |
لك المدُّ والجزرُ اللذان تساويا |
ومدُّ حنيني، جزرُهُ يتقزَّم |
وفيك كنوزٌ أيها البحر، لم يزل |
بها كل مشتاق إلى الدُّر يحلمُ |
ألا أيها البحر المدلُّ بعمقه |
رويداً، فعمق الحب في القلب أعظمُ |
لدي من الصبر الجميل ذخيرةٌ |
ولكن خيل الذكريات تحمحمُ |
أتعرفني يا بحر؟، إن كنت جاهلاً |
بأمري، فإن الموج بالحب أعلمُ |
أنا المغرم المسكون بالصمت ثغرهُ |
ويكفيك مني أن قلبي مغرمُ |
هزمت جيوش الهمِّ والحزنِ والأسى |
فللهِ جيشُ الحب من أين يهزمُ؟! |
|