منذ الصغر ونحن يكرر على أسماعا أنّ السر إذا خرج من اثنين لا يعد سراً, وها أنت أيتها العروس البهية مقبلة على مملكتك الوردية وستجسدين مع شريك حياتك رفقة عمرية، فكوني لشريكك كما ذلك الطفلان اللذان يحملان أسرار بعضهما ويتفاخران للجميع بأنهما يتشاركان الأسرار, وبالأخص فيما يتعلق بسرية الخلافات الزوجية التي دوماً ما تكون وقتية وواردة بين جميع البشر.

فلا ترفرفي بها لمن حولك وإن كانوا أهلك واثبتي ذاتك باعتمادك عليها في الحل, فكما الخلاف خرج منكما لا بد أنّ له حلاً منكما فلا داعي لأن تحملي من حولك أو أهلك مشقة أمر قد يدعوهم لحمل الضغينة لزوجك ودفعك لأفعال لست تريدينها، وإن زال الخلاف وكان لديك طي النسيان فهم لن ينسوه بأسئلتهم لك التي قد تجدد فيك الاستياء، وقد تقال لشريكك تلميحات تحمله إلى خلاف جديد أو عتب مستكين ضغين.

فحصِّني مملكتك بأثمن ما لديك من سرية وإن بلغ الأمر مبلغاً مراً لا يطاق، حينها يمكنك استشارة ذوي علم ليرشدك لحل علمي ثبت بالفعل جدواه لا بناء على أهواء بشر لم يستمعوا إلاّ إليك وفي ثورة الغضب! وكم من ثورة غضب سريعاً ما تخبو بعدما تخلف ضياعاً.

وكما قالت الحكمة:

لا تسبب ذوق زوجتك فقد اختارتك أولاً.

من الممكن أن تقال:

لا تسبُبِي ذوق زوجكْ فقد اختارك أولاً.