اتصل بي قائلا، .. حفل زواجي بعد أيام إن شاء الله، ومنذ عقد قراني وأنا أكلم شريكة حياتي بالهاتف، .. حديثي معها يفيض ... رومانسية وعواطف وآمال، قلت لها مراراً: لن أرفض لكِ طلباً طوال حياتي!!، سألتني: هل سنسافر إلى الخارج لقضاء شهر العسل؟ أجبتها على الفور: أكيد يا حبيبتي،,, مع أن ظروفي لا تسمح، لكنني جاملتها !... حدثت زميلاً لي عن شيء من الحديث الوردي الذي يدور بيني وبين زوجتي، فأنكر عليّ، وقال : إذا كان أسلوبك معها كذا من البداية (بكرة تركب ظهرك !) وما عاد تسمع كلامك، وتكون هي صاحبة الكلمة في البيت ! ... تعجّبت وسألته : فكيف أتصرف معها ؟.. نظر إليّ .. وبكل ثقة قال لي : لا تعطيها وجه !... خلّها تعرف أنك رجال حتى ما ترفع رأسها عليك! اقتنعت بكلامه إلى حد ما، وغيّرت طريقتي معها ولم أعد أبادلها العواطف ... أحسّت بالتغيُّر الفجائي الذي أصابني ... وكتمت دمعتها وأخفت حزنها وفترت العلاقة بيننا، أخبرت أختي بأنها تفكر في طلب الطلاق !! ولست أدري ماذا أفعل فجئت إليك طالباً الحل.
قلت له: مشكلتك أنك تكلفت شخصية ليست شخصيتك الحقيقية، فأخطأت في الحالتين؛ الحالة الأولى لمّا بالغت في (الرومنسية) حتى اضطررت للوعود الكاذبة وأنك لن ترفض لها طلباً أو تخالف ما تريد طوال حياتكم وهذا مستحيل، وفي الثانية كان خطؤك أشد من الأول حين تكلفت الشدة والقسوة وإبراز الشخصية فجرحت مشاعر المسكينة بلا ذنب جنَتْه، !! حاول أن تعيش بشخصيتك الحقيقية بلا تكلف أو تصنُّع، عليك بالكلام الطيب الجميل من غير مبالغة، وعليك بالعبارات الدافئة من غير وعود لا تستطيع تنفيذها عملياً، وإذا كانت الكلمة الطيبة للناس صدقة فكيف بها لمن هي أقرب إنسان إليك .. إنها صدقات ولا شك ... فارجع بالاعتذار الصادق لها ولن ينقص من رجولتك شيئاً بل سيزيدها فإنّ الرجوع للحق بطولة، وداو القلب الذي جرحته بكلمات الحب الصادق، فما أجمل أن تبنى البيوت على الصدق من أول لبنة فيها...
عادل بن عبد العزيز المبرد