في حديث أم زرع تحدثت إحداهن عن زوجها فقالت زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة..
ومن المعروف أنّ ليل تهامة، من ألطف الأجواء، فيهب فيه النسيم العليل، وتبرد فيه الأكناف، فهي تثني على زوجها وتخص بهذا هدوءه وصلاحه وخيره وقربه وتواضعه وتشبهه كليل تهامة..
ثم قالت (لا حر ولا قر) ليس بشديد الحر، بمعنى أنه ليس أحمق شديد الانفعال كثير الغضب وفي المقابل أيضاً ليس بقر، أي: ليس ببار بليد، فإنّ بعض الناس يبلغ به البرود والبلادة إلى أن يتبلّد حسه فلا يغضب أبداً ويقول: هذا حلم. وما أعقل الشافعي عندما قال من استغضب ولم يغضب فهو حمار! قولها لا مخافة ولا سآمة فيذكر أنّ أهل تهامة لا يخافون من أحد لأنهم متحصنون بالجبال وتلك الزوجة في حياتها آمنة مطمئنة لا تخشى غدراً ولا تخاف ظلماً، وإضافة إلى تلك السجايا الجميلة فهو صاحب حضور خفيف لا تمل جلسته ولا ينفر من حديثه ... هلا كنا جميعاً معشر الأزواج كليل تهامة