Al Jazirah NewsPaper Friday  04/07/2008 G Issue 13063
الجمعة 01 رجب 1429   العدد  13063
حولها ندندن
حراس الفضيلة
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

نشرت إحدى المجلات العربية منذ مدة أن رجال الحسبة السعوديين قد ألقوا القبض على أحد العمال الأجانب وهو يبيع في حي البطحاء بمدينة الرياض، (ستة آلاف سيدي) تحوي تصويراً لحفلات أعراس نسائية سعودية؟!

علامات استفهام وتعجب عديدة تفرض نفسها حول هذا الموضوع الجلل، لعل أهمها: من هو المستفيد المخادع الذي يظهر عورات مجتمع يرغب في الستر والصلاح، إلى حد أنه يكتب في كثير من بطاقات أفراحه عبارة (ممنوع اصطحاب جوالات الكاميرا)، وذلك من باب الاحتراز والتخوف من مجرد تصوير فردي لا تقصد صاحبته غدراً، فكيف بتصوير جماعي لا تحتاط فيه النساء في مثل هذه الأمور من حيث حرية اللباس والحركة، وإظهار الفرحة أو المشاركة عن طريق الرقص؟

من الواضح أن الذي يظهر من خلال هذا العدد الكبير (للسيديّات) الذي وصل للآلاف، أن المسؤول عن هذا الأمر ليس شخصاً واحداً أو شخصين بل أكثر، فهو عمل عصابات متعددة تكيد لنا ونحن غافلات مغيبات، وقد أطلقنا الثقة العمياء بلا حدود في (الآخر والأخرى) دون احتراس أو تفريق بين أهل الشر والخير.

كذلك لا ننسى أن ننوه إلى أنه يحمد لرجال الهيئة هذا العمل العظيم الذي يدل أنهم حراس الفضيلة بالفعل إنفاذاً لأمر الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم القائمون على الأمن الأخلاقي في بلادنا الذي هو أهم أنواع الأمن في الواقع، فما الذي يخيف الناس من الاعتداءات والحروب إلا الخوف على الأعراض والشرف الخلقي.

ورغم الصدمة النفسية والاجتماعية التي تحدثها هذه الحادثة الغادرة الأخطبوطية، إلا أنها ليست الوحيدة التي تشهد لجهاز الهيئة، فكل يوم تخرج علينا الصحف والأحداث بشهادات تقدير تحسب له، لا سيما في إنقاذ شرف وسمعة الفتيات اللاتي يستغلهن بعض الشباب العابثين الاستغلاليين المتجردين من الضمير، مثل قصة الشاب الذي استغل فتاة في سمعتها ومالها طيلة أربعة عشر عاماً، حتى قيض الله لها رجال الاحتساب كي ينقذوها من مكره.

وكذلك حينما أعانهم المولى على عابث أجنبي (آخر) ترك عمله الشريف طامعاً في عمل يدر عليه مدخولاً أكثر وأسرع، فامتهن (مهنة القوادة)، عن طريق التغرير بالفتيات اللاتي أهملتهن أسرهن التي لم تستوعب بعد اختلاف الزمن ومتغيراته! فرمتهن بين أيدي من لا يرحم من سائق غريب ليس بمكفول لهم، وشباب سيطرت غرائزهم على عقولهم ودينهم وضمائرهم.

لذا فإن المفترض إعادة النظر لجهاز الهيئة ودعمه رسمياً واجتماعياً، على المستويين المادي والمعنوي، والتعاون معه، وعدم تصيد عيوب أفراده، لأنهم يرون أحداثاً لا يراها غيرهم، ومخاطر لا يستوعبها سواهم، وهم بدورهم يعلمون أن من ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، كما أنهم متأكدون تمام التأكد أن بعض الظن إثم، فهم لا يقدمون إلا على إزالة منكر واضح، وجرم بيّن.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد