الباحة - خاص ب(الجزيرة)
بلغ عدد طلاب وطالبات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الباحة حتى منتصف العام الحالي 1429هـ (13,396) طالباً وطالبة، كما بلغ عدد الذين أتموا حفظ كتاب الله في المنطقة (869) طالباً وطالبة.
وأكد رئيس الجمعية الشيخ محمد بن عبدالله بن غنام، على أهمية وجود الدخل الثابت للجمعية باعتباره الدعامة القوية لاستمرار هذه الجمعيات في أداء رسالتها في خدمة كتاب الله -جل وعلا -، مشيراً إلى أن المتتبع للتاريخ الإسلامي يجد أن الأوقاف كانت مصدراً كبيراً لتنمية المجتمع، وإنشاء الطرق والملاجئ والأربطة، وبناء المساجد وصيانتها، والمصحات، إلى غير ذلك مما لا غنى للمجتمع عنه.
وأشاد فضيلته -في تصريح له- أن فروع الجمعية في منطقة الباحة تهتم اهتماماً كبيراً بهذا الجانب، فلدى فروع الجمعية - وعددها سبعة فروع حالياً- خمسة مشروعات للتشغيل الإداري، والدور النسائية، وثمانية مشروعات للاستثمار تسهم إسهاماً جيداً في دعم مصروفات الجمعية، وتسعة مشروعات أخرى تحت الإنشاء حالياً، ونؤمل أن توفر دخلاً جيداً للجمعيات، وهي بحاجة أيضاً إلى مزيد من المشروعات لارتفاع مرتبات المدرسين الشهرية، حيث يتقاضى المدرسون حسب أقدميتهم بين (2000 ريال، إلى 1300) ريال كحد أدنى، وذلك لندرة المدرسين بالمنطقة. وأبرز الشيخ الغنام أن تعليم القرآن الكريم وتعلمه سبب لطمأنينة النفس وصلاح القلب واستقامة السلوك والوقوف على أحكامه واستشعار عظمة الله جل وعلا ومراقبته لعباده واطلاعه على سرائرهم وبالتالي معرفة الحقوق والواجبات ومن ذلك حق ولاة الأمر في السمع والطاعة وأنه أساس في صلاح أحوال المجتمع واستقراره وأمنه. والجمعية في الباحة وفروعها تقوم بجهود على درجة عالية من اليقظة والاهتمام ومن ذلك التواصي من خلال مجلس الإدارة الذي يعقد على مستوى المنطقة وفي كل جلسة من جلساته ومن خلال سبعة لجان تعتني عناية كبيرة بمتابعة مناشط التعليم في الحلق والدور النسائية وفي المساجد بين الطلاب والمدرسين وتعقد جلساتها الدورية بالتناوب في فروع الجمعية بالإضافة إلى تكثيف الإشراف المباشر على حلق القرآن في المساجد من خلال مشرفي الجمعية كزائرين ومشرف مقيم في كل مسجد بالتعاون مع إمام المسجد.
وأشار في هذا السياق إلى أن كل فرع من فروع الجمعية يجتمع بالمعلمين في الخميس الأخير من كل شهر لمناقشة أعمال الشهر كاملاً والموضوعات اللازم مناقشتها ويوجه المعلمون في هذا الشأن، ويتم إشعار أولياء أمور الطالب في حال غياب أبنائهم أو انقطاعهم وهذه المناشط مجتمعة توجه اهتماماتها لهذا الجانب ولم تلحظ الجمعية أو فروعها من خلال المتابعة المستمرة وجوداً لهذا الفكر المنحرف بين طلابها أو معلميها ولله الحمد، ونسأل الله جل وعلا أن يهدي كل ضال ويرده إلى سواء السبيل ويحفظ بلادنا آمنة مطمئنة ويحفظ عليها أمنها، واستقرارها.
وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الجمعية قال الشيخ بن غنام: ما من مشروع إلا ويجد العاملون فيه بعض العقبات، وليس الصعوبات دائماً جانباً سلبياً بل فيها جوانب من الخير فهي توقد الذهن في إيجاد الوسائل للتغلب على الصعوبات وتخطي العقبات، ولعل من أبرز العقبات قلة المدرسين وندرتهم في بعض الفروع، فالجمعية تسعى لتهيئة طلابها لتعليم القرآن وقد استحدثت مسمى مدرس مساعد تحت إشراف معلمي الحلق، ولكن الطالب ما أن يتخرج من الكلية أو الثانوية حتى يشد رحاله خارج المنطقة للبحث عن الرزق وقد بذلت الجمعية جهوداً كبيرة في تأهيل مجموعة من الطلاب، بل عقدت للمجيدين في الحفظ منهم دورات في المسجد النبوي بالمدينة المنورة بإشراف مشايخ فضلاء من مجمع الملك فهد وحصل العديد منهم على سند أو أكثر ولكنهم أيضاً بعد تخرجهم من الكلية عينوا في مناطق أخرى.
واقترح رئيس جمعية التحفيظ بالباحة على وزارة التربية والتعليم تعيين مثل هؤلاء في مناطقهم تكريماً لهم، ودعماً للجمعيات التي تقوم إلى جانب الوزارة بدور رائد في التربية والتعليم، وتوطين الطلاب على أحسن الأساليب في استثمار أوقاتهم، ويمثل الجانب المادي مرتبة أخرى في العقبات، ونسأل الله أن يبارك في الجهود ويصلح أحوالنا وينفعنا بالقرآن الكريم.