تحدثت في مقالة سابقة عن بعض الأخبار المسيئة والمغلوطة لمجتمعنا والتي دأبت بعض الصحف الخليجية والعربية على إعادة نشرها في اليوم التالي لنشرها لدينا وبمكان بارز يوحي بأن هذه السلبيات هي ظواهر وتصوير لواقع المجتمع السعودي، ونبهت إلى أهمية الرقيب الإعلامي داخل المطبوعة، وعدم النشر ما لم تكن أخباراً موثقة، وليست مجرد (سواليف) و(خيالات) يكتبها العاجزون عن مسايرة الركب والإنجاز الإعلامي.
وفي المقابل ذكرت أن الأخبار الجميلة والحسنة عن مجتمعنا وعناصره لا يلقي لها بالاً، ولايأبه بها هؤلاء، لأنهم يريدون الإثارة عن طريق الإساءة لنا فإشارتهم محسوبة علينا، وكم من أخبار لإنجازات وإبداعات يحققها شبابنا وشاباتنا وتفوق علمي وعملي على كافة الأصعدة لا نجد لها ذكراً أو إشارة في هذه الصحف!
والإبداع بالتأكيد لا يعني الاختراع فقط، بل هو كل جديد يحقق عوائد ومردودات إيجابية على ما يحيط به سواء ذلك في أفعال وأعمال أو حتى أقوال، وأسوق هنا مثالاً لإبداع معلمة سعودية تبنت عملاً إبداعياً في مدرستها هذه المعلمة (عبير سويلم) لم تكتف بالفكرة الإبداعية فقط، بل قامت بالإنفاق عليها من جيبها، وبذلت فكرها وجهدها ومالها، واستطاعت بهذا العمل خلق بيئة إيجابية صحية في مدار عملها حيث تبنت المعلمة فكرة مجلس شورى مصغر لشؤون الطالبات في مدرستها لغرس ثقافة الحوار، وبذلت من حسابها الخاص على هذه الفكرة النيرة حتى توفر لها عوامل النجاح، وهيأت مكاناً داخل المدرسة، وتم تزويده بمقاعد خاصة وطاولات وجهزته بمكبرات ولاقطات صوت وديكور خاص وتزويده بوسائل العرض والشرح وزينته بصورة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتوجته بعلم التوحيد علم المملكة العربية السعودية، ثم مارست الطالبات فيه التدريب العلمي على ثقافة الحوار على مدار عام، وتبنت الطالبات مناقشة العديد من القضايا التي تهمهن في المدرسة.
هذه الفكرة النيرة هي فكرة المعلمة المخلصة وعملت على ذلك وصرفت وقتها وجهدها ومالها كأول عمل على مستوى المملكة إن لم يكن على مستوى المنطقة وبجهود ذاتية، ولم تأبه بالصعوبات ولا العوائق، وقدمت هذه التجربة الجميلة والجيدة في فكرتها والقوية في مخرجاتها وعطائها بإذن الله.
وأعيد طرح السؤال: أين هي هذه الصحافة المثيرة التي تبحث عن الصور السلبية فقط لترسيخها في أذهان القراء عن بلادنا ومجتمعنا؟ وبالتأكيد فعبير سويلم بنت الوطن .
قدمت صورة طيبة عن شبابنا وشاباتنا، ولم نر أثراً لذلك في هذه الصحف، والشواهد كثيرة وكثيرة على هذا التجاهل الإعلامي وترسيخ الصورة الذهنية السلبية عن بنات بلادنا والأخبار المسيئة لهن فقط . وشكراً لعبير سويلم ولبنات الوطن.
alomari1420@yahoo.com