Al Jazirah NewsPaper Friday  04/07/2008 G Issue 13063
الجمعة 01 رجب 1429   العدد  13063
د. المغذوي في كتابه (الحسبة في الإسلام):
الحسبة من قواعد الدين وركائز الشريعة الإسلامية

تعرف الحسبة بأنّها أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله وتعتبر من قواعد الأمور الدينية، ومن ركائز الشريعة الإسلامية، وذلك لعموم صلاحها وجزيل ثوابها، وكريم فعالها.

وهي التطبيق الفعلي والعملي لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياج الدين وحافظته الذي أمر الله تعالى به وحث عليه وندب إليه قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} .. الآية. بهذه المقدمة افتتح عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. د. عبد الرحيم بن محمد المغذوي كتابه القيِّم الموسوم ب (الحسبة في الإسلام) والذي أكد بأنّ الحسبة تعتبر من وسائل الدعوة إلى الله لأنّ فيها يتحقق الأمر بالمعروف إذا تُرِك، والنهي عن المنكر إذا فُعِل. ولقد احتوى الكتاب على مقدمة وفصلين وخاتمة مع الفهارس.

وتحدث في الفصل الأول عن الحسبة من حيث تعريفها، وأدلتها وحكمها مرجحاً أن تكون فرضاً كفائياً إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ومعللاً ذلك بأنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى علم ومقدرة واستطاعة.

كما تطرّق لمكانتها مبيناً أنّ للحسبة مكانة هامة ومنزلة رفيعة وذلك وفقاً لما ورد من نصوص الكتاب والسنّة وإجماع الأمة ولما تقوم به الحسبة من أعمال جليلة ووظائف حميدة في خدمة المجتمع المسلم وصيانته من الانحراف .. مشيراً إلى أنّ الحكمة من مشروعيتها تتجلّى في المحافظة على صلاح دين المجمع ودنياه وفق مراد الله تعالى وشرعه وبما يحقق نظافته وطهارته وصحته في عقيدته وعبادته ومعاملته وأخلاقه وسلوكه، ثم ختم هذا الفصل بلمحة موجزة عن تاريخ الحسبة في العهود الإسلامية المختلفة حتى الوقت الحاضر، حيث تناول الحسبة في الوقت الحاضر مع إبراز جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، موضحاً أنّ الحسبة قد اندثرت في العصر الحاضر من معظم المجتمعات الإسلامية بشكلها الرسمي ولم يبق لها من تطبيق إلاّ في المملكة العربية السعودية والتي تكاد تكون الدولة الإسلامية الوحيدة التي أبقت على هذه الوظيفة الهامة تحت مسمى (الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

واستعرض بعد ذلك الكتاب المراحل التاريخية للحسبة ابتداءً بتأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود ومروراً بعهد الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - ثم ما تبع ذلك من تشكيل الهيئة وصدور أنظمتها وتحديد واجباتها.

واختتم المؤلف هذا الباب بقوله: الحقيقة إن قيام المملكة العربية السعودية بتأسيس رئاسة عامة تعنى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقيام بواجبات ومهام عظيمة في المجتمع، وتوجيهه الوجهة الإسلامية الصحيحة، ليدل دلالة واضحة على مدى اعتنائها واهتمامها بهذا الجانب الإسلامي الهام، خدمة للدعوة الإسلامية، وصيانة للعقيدة الصحيحة، واضطلاعاً بمسؤوليتها الجسيمة في خدمة الدين وحمايته، واستشعاراً منها، لقول الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}

وتحدّث المؤلف في الفصل الثاني عن أركان الحسبة وقسَّمه لأربع مباحث شرح في كل مبحث منه ركناً مستقلاً وهم المحتسب، والمحتسب عليه، والمحتسب فيه، والاحتساب.

وتطرق في المبحث الأول للمحتسب وهو من يقوم بعمل الحسبة، ويباشر الاحتساب، آمراً بكل معروف، وناهياً عن كل منكر، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها. ثم تطرق لأنواع المحتسبين حيث قسّمهم من خلال طبيعة الوظيفة التي يقوم بها المحتسب إلى: (محتسب مولى: وهو من يعينه ولي الأمر للقيام بوظيفة الحسبة، وقد يسمى والي الحسبة، أو والي السوق. ومحتسب متطوع: وهو من يقوم بالحسبة دون تولية، بل طلباً للأجر من الله تعالى، وابتغاء مثوبته ورضاه) ..

ثم أورد بعد ذلك الفرق بينهم. أعقب ذلك بالحديث عن شروط المحتسب وهي الإسلام والتكليف والذكورة والحرية والقدرة وإذن من الإمام أو نائبه والعدالة والعلم والقوة. وبيّن المؤلف بعد ذلك لما ينبغي على المحتسب أن يلتزم به من آداب وهي الإخلاص والتقوى ومطابقة الأقوال الأعمال والصبر والحلم والأناة، الحذر والفطنة.

وفي المبحث الثاني عرف الكتاب بالمحتسَب عليه والذي يعرف بأنه كل إنسان يباشر أي فعل - قولي أو عملي - يجوز أو يجب فيه الاحتساب، وأنواع المحتسَب عليهم، فيما تناول في المبحث الثالث المحتسَب فيه وهو كل معروف متروك وكل منكر ظاهر والمقصود فيه وشروطه مع الاستدلال على ذلك.

أما المبحث الرابع فخصصه المؤلف للاحتساب والمقصود به ودرجاته من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد