Al Jazirah NewsPaper Friday  04/07/2008 G Issue 13063
الجمعة 01 رجب 1429   العدد  13063
نقاط فوق الحروف
الهيئة وقفزة نوعية للتطوير (1-2)
د. محمد بن عبدالله السحيم

نحت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منحاً جيداً وجديداً تشكر عليه ويدل على وعي وإدراك من القائمين على هذا الجهاز لمتطلبات المرحلة، خاصة في ظل هذه المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها الجميع. هذا المنحى يتجه إلى البحث العلمي المعتمد بعد الله على الدراسات الميدانية التي يقوم بها متخصصون أكاديميون. هذا ما ذكره فضيلة وكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر د. إبراهيم الهويمل وفضيلة الدكتور عبدالمحسن القفاري مدير مركز الدراسات والبحوث في الرئاسة أثناء فعاليات حلقة النقاش التي عقدها معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية في جامعة الملك سعود لعرض لمحات من نتائج دراسة تطوير العمل الميداني في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد كشفت الدراسة وهي لم تعرض في هذه الحلقة إلا لمحات موجزة من نتائجها كما ذكر ذلك الدكتور سليمان العيد رئيس الفريق وعضو هيئة التدريس في الجامعة.

ومن خلال استعراض أعضاء الفريق لبعض النتائج تبين للمتابع أن الدراسة تناولت أربعة جوانب مهمة هي على النحو التالي:

الجانب الأول: علاقة الرئاسة بالأجهزة الإدارية والأمنية الأخرى.

الجانب الثاني: اتجاهات الجمهور عن جهود الرئاسة في الميدان وتعاطيهم مع هذه الجهود.

الجانب الثالث: العوائق والعقبات التي تعترض أعمال الرئاسة.

الجانب الرابع: المتطلبات الفنية والتقنية والبشرية التي يتطلبها عمل الرئاسة حتى تستطيع أن تتعاطى مع المتغيرات المستجدة وفق ما يتطلع إليه منها الجميع.

وقد كان من أبرز نتائج الدراسة:

1 - تشارك الرئاسة بما نسبته 40% في عمليات القبض والمداهمة لمرتكبي المخالفات المختلفة.

2 - مهمة عضو الهيئة واجبة في كل مجتمع مسلم بنسبة 94% ممن شملتهم الدراسة من أفراد المجتمع.

3 - يراودني إحساس بالرغبة في تواجد عضو الهيئة حينما أرى أفراداً يرتكبون المحرمات والمنكرات بنسبة 76%.

4 - لو ترك كل شخص وهواه لعمت الفوضى 88%.

5 - يحرص عضو الهيئة على ضرورة التعامل مع الناس بالعدل 71%.

6 - لا يسأل عضو الهيئة الأفراد بدون سبب 68%.

7 - يحرص عضو الهيئة على ترك انطباع جيد لدى من يتعامل معهم 66%.

وبعد هذا الاستعراض السريع لأهم نتائج الدراسة يحسن بنا أن نقف مع هذه النتائج وقفات يسيرة من باب الإنصاف لهذا الجهاز ومن هذه الوقفات:

الوقفة الأولى: أن الإنسان إذا سار في حياته على وفق ما شرعه الله له فإنه يحقق نتائج إيجابية على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة، وهذه النتائج خير شاهد على ذلك، بل قبل ذلك هذا الأمن الذي نتفيأ ظلاله ما هو إلا ثمرة من ثمرات تطبيق الشريعة الإسلامية وهذه حسنة من حسنات الملك المؤسس - رحمه الله- وولاة أمر هذه البلاد، في حين أن بلاداً كثيرة أحسن منا تعليماً وموارد بشرية وتقنية لا زالت تقلبها الانقلابات يميناً وشمالاً. وهذا النجاح تجد ما يرشد إليه في كتاب الله حيث يقول جل ثناؤه: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} فوعد سبحانه لمن أمر ونهى وفق ما شرع أن يحقق له الفلاح، ويقول العلماء ليس في اللغة العربية كلمة أجمع ولا أشمل من كلمة (الفلاح).

الوقفة الثانية: التوافق بين المسئولين في الأجهزة الإدارية والأمنية على تقدير الدور الشرعي والأمني والاجتماعي الذي تؤديه الرئاسة حتى بلغت نسبة ذلك كما سبق 91%، وليكن القارئ على علم بأن ممن شملتهم الدراسة من المسئولين عدداً من أمراء المناطق وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وقد ذكر رئيس الفريق أثناء حلقة النقاش تقدير سموه للرئاسة كيف لا وهو يباشر بشكل يومي نشاط الهيئة، ويرى أثرها الأمني والاجتماعي، ولا يغيب عن البال المواقف المشرفة لمسئول الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في تصريحاته القيمة التي تعتبر تاجاً على مفرق الرئاسة، والتي تنبع من إدراكه لحجم المشاركات الفاعلة لهذا الجهاز، وسموه يقدر أثر القطاعات المؤثرة في المسيرة الأمينة.

وللحديث بقية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد