Al Jazirah NewsPaper Friday  04/07/2008 G Issue 13063
الجمعة 01 رجب 1429   العدد  13063
مدير جامعة أم القرى الدكتور الوزان (1-2)
الارتباط بين شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحقوق الإنسان وثيق الصلة

حاوره - ماجد بن عبد الله الزعاقي

حظيت حقوق الإنسان باهتمام منقطع النظير على المستوى الدولي لما تمثّله من قيمة عالية مرتبطة بالنفس البشرية تتعدى الأقطار والأجناس والنظم، ولقد تصاعد هذا الاهتمام على مستوى منظومات حقوقية ودولية وجال في جميع أنحاء العالم وألَّف فيه الباحثون والقانونيون وتمَّ تناوله كل من زاوية.

وغير خافٍ مدى العلاقة بين حقوق الإنسان والشريعة الإسلامية التي تُعد هذه الحقوق من أولوياتها وتسعى لها بشكل واضح وتحث عليها، ومن هنا تتضح لنا العلاقة التي تربط حقوق الإنسان بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. تلك الشعيرة الربانية التي عدَّها بعض العلماء الركن السادس في الدين.

ولبيان هذه العلاقة التقينا معالي الأستاذ الدكتور عدنان بن محمد الوزان مدير جامعة أم القرى ومؤلف (موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام وسماتها في المملكة العربية السعودية).. فكان هذا الحوار الماتع مع معاليه.

تقييم التطبيقات

* كيف يقيّم معاليكم تطبيقات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية؟

- لم يكن إنشاء بعض مؤسسات حقوق الإنسان في المملكة هو المعيار الذي توصف به تطبيقات حقوق الإنسان في المملكة، ولكن اتخاذ المملكة الكتاب والسنة أساساً للحكم في البلاد عملاً بقوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} هو الميزان الحقيقي لتطبيقات حقوق الإنسان لكل رجل وامرأة وشيخ كبير وطفل صغير مسلم أو غير مسلم، وما تدّعيه بعض الهيئات الحقوقية الحكومية أو غير الحكومية من ادعاءات يدفعها الأمر الواقع لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية فلا تثبت أي إدعاءات.

ضمانات الحقوق

من خلال بحثكم الموسع ما هي أبرز معالم ضمانات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية التي تميزت بها من الدول الأخرى؟

- تتجلى أبرز معالم الضمانات لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية في ثقة الحكومة في الانضمام إلى العديد من الصكوك الدولية لحقوق الإنسان ومن أهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ودولة هذه هي سياستها لا تخشى في الحق لومة لائم تنضم بكل ثبات وليس ثمة ما يشكك فيه من أوامر الحق تبارك وتعالى في حفظ حقوق الإنسان مسلمهم وغير مسلمهم لما فيها من رعاية للضرورات الخمس للجميع وغيرها من الحقوق.

ولننظر إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذمياً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة)، فذاك لحفظ حقوق غير المسلم فما بالك بحقوق الإنسان المسلم في بلاد جعلت الشريعة الإسلامية دستورها للحكم بما أنزل الله مما هو مضمون في نصوص النظام الأساسي للحكم.

الدور الشرعي

* كيف تقيّم دور المؤسسات والجهات الشرعية في حفاظها على حقوق الإنسان؟

- تشير كثير من نصوص الشريعة إلى أهمية العدل وإقامته بين الناس على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومللهم ونحلهم ولغاتهم، وبعض مواد النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية تؤكد على ذلك وأنه لا سلطان على القضاء إلا سلطان الشريعة الإسلامية والقضاء بأنواعه مكفول للجميع في بلاد الدعوة والدولة المملكة العربية السعودية.

تساؤلات عامة

* كان لمعاليكم مشاركة في الحوار والترجمة مع عدد من الوفود الإعلامية الغربية التي زارت المملكة والتي ركز بعضها على عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. فهل لكم توضيح أبرز التساؤلات التي أثاروها؟ وما الدور المنوط بالإعلام السعودي في التعاطي مع هذه التساؤلات؟

- لقد طرح بعض رجال السلك الدبلوماسي وزوار المملكة العربية السعودية عدة تساؤلات عن حقيقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وهذا الأمر جعل المملكة وبكل ثقة ترحب بوفد حرية الأديان الأمريكي المكلف من الكونجرس لزيارة بعض الدول الإسلامية في إطار مشروع قانون حرية الأديان الذي أقره الكونجرس الأمريكي، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين في 1421هـ بمناسبة مقابلة الوفد والترحيب بالحوار معه والإيضاح لهم بأن الإسلام واضح وليس عندنا ما نخاف من إبدائه وتمَّ اللقاء وأجيب الوفد على أسئلته ومنها: ما هي حقيقة المطاوعة وكيف برزت فكرة عملهم؟ وما هي أبزر أعمالهم (مهام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهل من حقهم اقتحام منازل الناس بمجرد إبلاغ الآخرين؟ ولماذا لا تسمح المملكة بإنشاء أماكن عبادة لغير المسلمين؟ وهكذا..

وفيما يتعلق بدور الإعلام السعودي في التعاطي مع هذه التساؤلات فإن الإعلام أداة صدق وحق هكذا الظن به، وقد يكون غير ذلك.. وعلى مؤسسات الإعلام وكافة وسائط الاتصال تحري الدقة وقول الحقيقة وعلى الجميع أن يُفرّق بين مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبارها شعيرة من شعائر الإسلام في حراسة الدين وصيانة السلوك بين الناس وبين تصرفات بعض الأفراد العاملين في فروع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لأن أساس خيرية الأمة الإسلامية في إقامة هذه الشعيرة على هدى وبصيرة.. وليعلم رجال الهيئة أنهم يتعاملون مع إخوة لهم في الدين والوطن حتى المذنب منهم، وأن الواجب تفعيل دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس بإرشادهم وتوجيههم ونصحهم والستر عليهم وذلك كله من فعل النبي محمد الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم إلا من أبى فيؤخذ أمره بالحكمة.. ثم على أفراد المجتمع من العامة والمسؤولين في الإعلام وغيره تفعيل دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتأكيد على ذلك وعدم قبول أي تصرفات تخرج عن دائرة الحلم والحكمة والدعوة على بصيرة، وعلى الجميع من عموم الناس ومن العاملين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكوين رابطة تواصل وتفاهم قوامها الصداقة والسعي إلى الإصلاح والتوجيه بعيداً عن أي لون من ألوان التصادم والتشهير، لأن الصلاح والإصلاح لا يأتيان إلا بخير.

تحقيق العدالة

* كيف تقيّمون أحقية الهيئة في المطالبة بالمحافظة على حقوق الإنسان لموظفيها في حال ثبوت الدعوى الكيدية ضدهم؟

- الشكاوى الكيدية دعوى باطلة في حق كل إنسان يتأذى بها سواء كان من القيمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو أي مسؤول في أي عمل، بل ولو كان غير مسلم لقوله تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، لأن الأساس الأول لحقوق الإنسان هو تحقيق العدل والعدالة بين الناس ليأمنوا على حقوقهم ويطمئنوا على كرامتهم دون ظلم أو ادعاء أو كذب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد