ها هي الإجازة قد بدأت، وها هي الطيور المهاجرة قد انطلقت، ولا تثريب على الناس أن يروحوا عن أنفسهم فالحياة هي ساعة وساعة، ومن لم يروح عن نفسه كان مآله إلى الملل.!!
والترويح عن النفس لا شك هو بما يريحها ويؤنسها، وهذه النفس تمل إن بقيت على وتيرة واحدة، والناس في الترويح عن أنفسهم لهم مشارب وطرق كما أن لهم فيما يعشقون مذاهب وهذه طبيعة البشر غير أن لنا نحن المسلمين ضوابط تضبط أهواءنا وقراراتنا وحتى سياحتنا التي تدخل ضمن الترويح عن أنفسنا.!!
كلنا نؤمن أن لا رقيب على الواحد منا في كل أحواله إلا الله، كما نؤمن أيضاً أن الله يرانا سبحانه، وإن لم نكن نراه، وهذا يدعونا أن نتقي الله في أنفسنا، وألا نكون ممن يعني له السفر خارج الحدود هو الخروج من الالتزام بأوامر الله ونواهيه، وكأنه خرج منها بمجرد خروجه من حدود الوطن!!، فخذ مثلاً ما إن تقلع الطائرة في جو السماء وتعبر الحدود إلا ويكاد أن يختفي اللون الأسود من الطائرة حيث تخلع بعض نسائنا عباءاتهن وفي رحلة الإياب وما إن يعلن الكابتن في رحلة الإياب قرب الهبوط في أرض الوطن إلا وتعود العباءات من جديد!!، وياليت شعري ما بين خلع العباءة ولبسها من تجاوزات للتعاليم الدينية من قبل بعض السياح والسائحات.!!
الناس الأصل فيهم هو الخير، والشر هو الذي يطرأ على النفس البشرية، لذا لست هنا أعمم هذه الصورة المرفوضة على جميع سياحنا في الخارج لكنها واقع موجود ملموس لا يمكن تجاهله، ولا شك أنه واقع مؤلم وفيه ما فيه من خلل في التربية، وهو خلل أرجعه إلى ضعف الوازع الديني، وهذا الضعف في الوازع الديني جاء بسبب خطأ في التربية لدى البعض مما أدى على نشوء فهم خاطئ وهو أن الحجاب مثلا من العادات لا من العبادات!!، وكذلك أن عزل النساء عن الرجال من العادات لا من العبادات!!، وقس على ذلك باقي الصور المرفوضة التي يقع فيها البعض من سياحنا في الخارج بينما لا يقعون فيها وهم داخل الوطن لا حذراً من حرمتها بل حذر مما يسمى في العرف الاجتماعي بالعيب..!!
ولو أن أي أمر شرعي كالحجاب ونحوه أمرنا به الناشئة منذ نعومة أظفارهم بأنه أمر شرعي لا بأنه من العادات والتقاليد لما شاهدنا تلك الصورة وما ماثلها.!!
لا شك أن أي سائح في الخارج يمثل وطنه وأهله، وياليت شعري أي تمثيل نرجوه من بعض سياحنا في الخارج وهم يخالفون الأوامر الشرعية الصريحة؟!، ماذا سيقول عنا الآخرون وهم يرون فينا المثل الأعلى وأننا من مهبط الوحي وقبلة المسلمين؟!، لا شك أن مسؤوليتنا عظيمة وجليلة بل ومضاعفة فغيرنا لا ينظر إليه الآخرون كما يروننا، لذا علينا أن نكون خير سفراء لهذا الوطن الغالي الذي لم يبخل علينا بشيء، فكيف نبخل عليه بأن نعكس عنه في الخارج من خلال مظاهرنا وسلوكنا الصورة الحسنة.!!
amaljardan@gmail.com