فرحتي لا توصف عندما أرى أن هذا الفن قد انضوى تحت جناح الأكاديمية. أنا أبصم بالعشرة، بأنه لا خوف على فن المونودراما في المملكة العربية السعودية من أي ترهل طالما هو في أيدٍ أكاديمية تفعيلاً ورعاية. فلابد أن هذا الصرح العلمي الأكاديمي، ارتأى بأن فن المونودراما، فن مرتبط بالعلم والثقافة قبل الفرجة.
وكأني أرى تلك الدراسات التي سوف تنهال على مكتبة الكلية، لدراسة أرشيف المونودراما وتفعيل المشروعات لبحثه وتطويره. لاشك أن حصيلة هذا المهرجان من العروض في هذه الأيام الخمسة ستكون مادة لقسم الإعلام في الكلية لطول العام، ولا أعتقد أن رئاسة وإدارة المهرجان بحاجة إلى أي مقترحات في الوقت الحالي لأسلوب تطوير بما يخص المهرجان أو فن المونودراما بذاته، فمن فكّر في تقريبه وتظليله بظلاله، كفيل برعايته وانتشاره. بيد أن بانتظار المفاجآت.
الفجيرة عاصمة المونودراما
حماس بعض من أبناء إمارة الفجيرة ورغبة منهم في جعل مدينتهم مقصداً للفن والثقافة، منحتهم أكثر ما كانوا يطمحون له، فتحولت مدينتهم إلى مدينة سياحية ومقصد للباحثين عن الراحة بفضل ذلك الحماس والرغبة. البداية كانت، بكتاب صغير، رفعه بعض الأبناء لحاكم مدينتهم يطلبون منه الموافقة على عمل نشاط يختص في فن المونودراما بصيغة مهرجان محلي. فجاءهم الجواب إذا أكّلت فأشبِع وإذا ضربت فأوجع. كان رد الحاكم: لماذا لا يكون هذا المهرجان عربي أو دولي تشارك فيه جميع دول العالم.
هنا بدأت الحكاية. فهب أبناء تلك المدينة صغاراً وكباراً متطوعين للإعداد لأمر لم يألفوه ولا يعرفوننتائجه أو عواقبه، لكنهم انتهجوا المنهج المعروف إن تذاكر تنجح، وإن تزرع تحصد. فكان نجاح الدورة الأولى، نجاح فاق التصور من حيث التنظيم والعروض وكان جو المهرجان حميمياً كما لم أشهد مثله من قبل. فأبناء دبا الفجيرة تلك المدينة الساحلية الجميلة تكاتفوا لتوفير أقصى درجات الألفة والمحبة لنا، وكان مهرجاناً دولياً بحق، ترك في نفسي سؤالاً! ماذا يمكن أن يفعل هؤلاء الشباب في الدورة الثانية؟؟. فكانت المفاجأة الكبرى بحصول المهرجان على السمة الدولية الرسمية في دورته الثانية وتتويج الأخ الفاضل المهندس محمد سيف الأفخم نائباً لرئيس مؤسسة الممثل الواحد العالمية. ثم جاء المهرجان الثالث يكلل تلك النجاحات المتواصلة بعروض جميلة من شتى بقاع العالم.
وبجانب نجاح المهرجان، فقد نجح شباب مسرح الفجيرة بالمشاركة بالدورات الثلاثة بعروض مونودرامية مميزة سنشاهد أحدها على مسرح (كلية اليمامة) في مهرجان الرياض الأول للمونودراما الذي نتمنى له النجاح والاستمرار في ظل ورعاية كلية اليمامة وإدارة وتنظيم جمعية الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية حفظها الله في ظل ملكها.
* عضو لجنة التحكيم