القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
شيعت مصر أمس واحد من أبرز مفكريها وهو الدكتور عبد الوهاب المسيري عن عمر يناهز 70 عاماً، يعد المسيرى من أبرز المفكرين العرب فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وله في ذلك مؤلفات عديدة أبرزها موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية التى استغرقت منه حوالي ربع قرن ونشرت تحت عنوان (موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد)، وهي مكونة من ثمانية مجلدات عام 1999م، ومن مؤلفاته أيضاً البروتوكولات واليهودية والصهيونية. وكان المسيري شعلة نشاط فكري وسياسي وأكاديمي خاض غمار البحث الأكاديمي وأبدع فيه حتى صار أحد أعلامه النابغين، لكن نبوغه الأكاديمي لم ينسه يوماً الهموم السياسية للأمة العربية والإسلامية فقدم الكثير من المؤلفات والأبحاث المتعقمة في تشخيص هموم الأمة، كما لم ينسه ذلك أيضاً الهم الحياتي للشعب المصري فمارس العمل السياسي وكان شعلة نشاط في الشارع قاد المظاهرات ضد الغلاء وضد القوانين المعيبة وطرح أفكاراً جديدة للعمل السياسي والتنظيمي خلال ترؤسه للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية).
ولد المسيري في دمنهور عام 1938م حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.. والتحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعين معيداً فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963م حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 (من جامعة رتجرز وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 - 1988)، كما عمل أستاذاً زائراً في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 - 1975)، ومستشاراً ثقافياً للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 - 1979) وهو عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا.