بطولة أمم أوروبا التي انتهت مبارياتها ليلة البارحة بلقاء ألمانيا وأسبانيا ولا نعلم - حتى كتابة هذه السطور - أين ذهب كأس البطولة الغالي والثمين هل ذهب مع المدرب الألماني يواكيم لوف إلى برلين، أم أن المدرب العجوز لويس أراجونيس قد اصطحبه في احتفائية خاصة إلى مدريد، ولو أنني شخصياً أتمناها قد غادرت إلى برلين مروراً بفرانكفورت وإذا ما فضلت مدريد مروراً ببرشلونة فحق مشروع لها خصوضاً أنه يوجد بها أقوى دوري في العالم.
فتلك البطولة كان يوجد بها جهابذة المدربين في العالم، ففيها ثلاثة مدربين هولنديين وهم السيد (جوس هيدينك) مدرب منتخب روسيا والسيد (ليو بنهاكر) الذي يدرب بولندا، بينما اللاعب السابق والمدرب الحالي (ماركو فان باستن) يقود منتخب بلاده هولندا، فيما يتواجد من ألمانيا مدربان اثنان وهما (أوتو ريهاجل) الذي يدرب اليونان و(يواكيم لوف) الذي يقوم بتدريب المنتخب الألماني، وفي هذه البطولة يقود منتخباتها 12 مدرباً وطنياً وثلاثة مدربين أجانب ولكنهم من أوروبا بينما يتفرد البرازيلي سكولاري بأنه الوحيد من خارج القارة العجوز.
ورغم أن المتابع لهذه البطولة الرائعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى يجد أن هناك ملاحظات قد ظهرت كحقائق فيما يتعلق بالمدربين، حيث يلاحظ المتابع أن المدربين الذي يتفاعلون مع فرقهم ويظلون واقفين وكأنهم يلعبون معهم غالباً ما يعطون فرقهم دفعات معنوية وفنية هائلة وشحنات تشتعل داخل نفوس لاعبيهم مما يجعل تلك المنتخبات أقرب إلى الفوز وهؤلاء مثل مدرب البرتغال سكولاري رغم خروج منتخبه مبكراً وكذلك المدرب الهولندي جوس هيدنك الذي أوصل المنتخب الروسي لدور الأربعة، وهذا ما لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين الروس، وكذلك مدرب منتخب تركيا فاتح تريم الذي أوصل منتخب بلاده إلى دور السيمي فاينل وأصبح المنتخب التركي يسبب رعباً حقيقياً لكل منتخب يلاقيه وكاد أن يصل للنهائي لو لم يخذله الحارس الاحتياطي الذي ظهر عليه التأثر من حادث سيارة نجا منه بلطف إلهي، مثل هؤلاء المدربين الذين يتفاعلون مع اللعبة الواحدة أولاً بأول هم في العادة أنجح من المدربين (المكتبيين) الذي يظلون جلوساً بمنتهى الوقار ويسجلون ملاحظاتهم في أوراق دون أي تحفيز حقيقي للفريق أو للمنتخب أثناء أدائه للمباراة. حتى المدرب الإسباني لويس أراجونيس فرغم كبر سنه إلا أنه كان يظل واقفاً ومتفاعلاً مع منتخب وطنه وهو أحوج ما يكون للجلوس والراحة مثل ما يفعل مدرب هولندا ماركو فان باستن والذي خذل بلاده بلجوئه للعمل المكتبي التنظيري حيث يأخذ أوراقاً يدون فيها الملاحظات النظرية دون تواصل حقيقي مع لاعبي فريقه رغم أن فان باستن كان لاعباً لا يشق له غبار، فقد كان من أفضل اللاعبين المهاجمين على المستوى العالمي.
ولعل الجميع يتذكر المدرب الشجاع نيبوشا عندما قدم للأهلي، فقد ترك الجلوس وبقي يتفاعل بكل شجاعة وإقدام مع فريقه وهذا الذي كان ينقص الأهلي، فحقق بطولتين كانت على بعض الأهلاويين كالعلقم، فهم يريدون التنظير ثم وضع رجل على الأخرى وفي حالة الخسارة وما أكثرها يجيرونها للاعبين.
ومن ناحية أخرى، أذكر أسوأ ما يلجأ إليه المدربون، فقد كان هناك مدرب لأحد المنتخبات، وعندما وصلت المباراة إلى ضربات الترجيح هرب ذلك المدرب إلى غرفة الملابس وهذه الانهزامية انتقلت للاعبين وبالتالي خسر منتخب ذلك المدرب الجبان بإخفاق لاعبيه في تنفيذ ضربات الترجيح ولله في خلقه شؤون.
مجموعتنا قوية ومخيفة!
هناك آراء ظهرت بعد ظهور نتائج القرعة تؤكد على أننا محظوظين بأننا لم نكن في المجموعة الأولى التي تضم من ضمن ما ضمت منتخبي اليابان وأستراليا وهذا الكلام غير دقيق، فمجموعة منتخبنا المكونة من المملكة وكوريا الجنوبية وصنوها الشمالية وإيران والإمارات تعتبر وبكل المقاييس مجموعة قوية وصعبة وعلى منتخبنا مسؤولية كبرى في الاستعداد التام ودعم الشأن التدريبي، فعلى الرغم من تفوقنا المعتاد على منتخبي الإمارات وكوريا الجنوبية، تبقى إيران وكوريا الشمالية تمثل خطراً حقيقياً على المنتخب السعودي!! هذا إذا ما استأسد المنتخب الإماراتي الشقيق ضدنا كما هو ديدن المنتخبات الخليجية الأخرى التي لا تظهر قوتها وكل عطاءاتها وعنادها إلا أمام المنتخب السعودي، وأيضاً نأمل ألا تخدم نتائج منتخب الإمارات المنتخبات المنافسة الأخرى خاصة في المباريات المقامة منها خارج الإمارات في الكوريتين وإيران، فقد اعتدنا من المنتخب الإماراتي أن يكون عنيداً وقوياً في أبو ظبي ودبي بينما يكون مسالماً ومتردداً وضعيفاً في مباراة الذهاب في شرق آسيا أو في طهران الذي يستسلم فيها لاعبو الإمارات بشكل غريب ومريب ويدعو للدهشة والاستغراب.
على كل حال فرصتنا مواتية لإثبات جدارتنا بالتأهل - بإذن الله - لمونديال جنوب إفريقيا وهذا لم يعد طموحاً للجماهير السعودية ولكنه أيضاً أصبح مطلباً جماهيرياً لا تنازل عنه وغير قابل للتبرير.. وبالتوفيق والسداد للمنتخب الوطني بعون الله.
نبضات!!
- الكرة التي اعتمدت في بطولة الأمم الأوربية، هي كرة جديدة بالكامل وصنعتها شركة أديداز الألمانية وأطلقوا عليها مسمى (يورو باس) حيث استخدمت فيها ولأول مرة مادة خارجية على غلاف الكرة يجعلها أكثر تحكماً من قبل اللاعبين وأكثر دقة في التصويبات وتمت صناعة كرة لونها فضي وبنفس المواصفات السابقة للمباراة النهائية!!
- كأس البطولة الجديدة تزن 8 كجم ويبلغ ارتفاعها 60 سم وهي تحمل اسم (هنري دولوني) الأمين العام السابق للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وصاحب فكرة إطلاق كأس أوروبا وأصبح رمزاً لها رغم أنه توفي عام 1955 قبل أن تبصر البطولة النور عام 1960م.
- الاستديو التحليلي في القناة الحضارية النزيهة أصبح له شعبية جارفة فهو يقدم دروساً مجانية في كرة القدم، وذلك بالعكس تماماً من الاستوديوهات التحليلية لبعض القنوات التي كان المتابعون يكتمون الصوت أو يقضون حوائجهم أثناء بثها المتحيز!!
- إذا صدقت الأخبار الواردة من مصر بتوقيع نادي النصر السعودي عقداً مع اللاعب المصري حسني عبد ربه بمبلغ 3 ملايين يورو فهذا هدر للمال في لاعب لا يستحق أكثر من مليون ريال (وبعد يخب عليه).. ورحمك الله يا أبا خالد رحمة واسعة فقد أصبح النصر سلعة مشاعة بعدك!!
أرجو من الجهات ذات العلاقة التأكد من الوضع القانوني وسلامة العمل والتقيد بالمحاذير الشرعية في نادي (سبورتي كيدز) في جدة للأهمية القصوى.. والله من وراء القصد.