المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
تعد مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة سمة مميزة لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والهادفة لدعم اقتصادنا وتوفير فرص عمل مميزة للكوادر الوطنية المؤهلة كما أنها تشعر الجميع بأن المستقبل أفضل بمشيئة الله.
وأرجع تقرير صادر من الهيئة العليا للاستثمار إلى أن مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة أنشئت بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - في شهر يونيو- حزيران 2006م وتقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة وقد بدأت أعمال الإنشاء في المشروع خلال شهر أبريل من عام 2008م بعد الانتهاء من دراسات المشروع واعتماد المخطط التفصيلي.
وعد التقرير مدينة المعرفة الاقتصادية ثالث مدينة اقتصادية تم إطلاقها ضمن أربع مدن اقتصادية بالمملكة العربية السعودية وتحمل طابعا ذا أهمية خاصة بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم بسبب موقعها المتميز حيث تبعد المدينة عن المسجد النبوي الشريف بخمسة كيلومترات وعن مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بسبعة كيلومترات وقد أسهمت في تأسيسها مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي من خلال أرض المشروع ليكون النواة في تأسيس مجتمع معرفي في طيبة الطيبة وباشرت شركات وطنية الأعمال الأولية في المشروع حيث تضم المرحلة الأولى منه إنشاء أجزاء من القطاع المعرفي والسياحي والتعليمي والانتهاء من المرحلة السكنية الأولى التي تشمل (100) فيلا و(300) شقة سكنية، ويشمل المشروع في مكوناته منطقة تعليمية تشمل معهداً فنياً وإدارياً ومركزاً للعلوم الطبية والتكنولوجيا الحيوية وحديقة للتكنولوجيا المتقدمة للصناعات القائمة على المعرفة ومراكز الأبحاث والتطوير العلمي ومنطقة تجارية تحتوي (1200) محل بمستوى عالمي لخدمة منطقة المدينة ومجمع كبير لنشاطات التجزئة يحاكي الأسواق القديمة في المدينة المنورة وسيستفيد مركز العلوم الطبية والتكنولوجيا الحيوية من البنية التحتية الذكية الموجودة في المدينة مثل تقنيات المحاكاة الطبية وتقنيات العلاج عن بعد، وسيقدم هذا المركز الخدمات الطبية للقاطنين في المدينة المنورة ولزوارها مع توفير مجمع لإعادة التأهيل للمسلمين الذين يمكنهم الاستفادة من العلاج الروحي في المدينة المنورة كما يشتمل المشروع على محطة تجارية مزودة ببنية تحتية ذكية وحدائق تكنولوجية وترفيهية وتعليمية وحديقة خاصة تعمل بواسطة أحدث تقنيات الوسائط المتعددة والليزر والتكنولوجيا الرقمية للتعريف بالحضارة الإسلامية بحيث تعكس إسهام الحضارة الإسلامية في المعرفة العالمية كما تشمل المجمعات فللاً وأبراجاً سكنية شاهقة ومتوسطة الارتفاع وشققاً مفروشة ومساحات خضراء واسعة.
ورصد التقرير غبطة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة لهذا المشروع الحيوي والذي خصص لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم للمكانة التي تحمله المدينة المنورة من تاريخ إسلامي ودعم سموه للشركة المطورة لمدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة والذي سيسهم في استقطاب رؤوس الأموال والعلماء والمؤسسات الرائدة لتكون مدينة المعرفة الاقتصادية موطناً دولياً للاستثمارات المعرفية.
أهداف المشروع
ولهذا المشروع أهداف كبيرة منها:
1- تأسيس قاعدة للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية.
2 - دعم لمجال السياحة والتسويق في المدينة عبر متحف السيرة ومنطقة السوق منشآت سياحية متكاملة بمستوى عالمي.
3- تأسيس منطقة تجارية ذات بنية تحتية عصرية لخدمة سكان المدينة وزائريها وتخفيف الضغط على المنطقة المركزية.
4- تطوير منطقة سكن مميزة للراغبين في العمل والاستثمار والإقامة بجوار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد جاء تأسيس هذه المدينة نظراً لجاذبية المدينة المنورة لاستقطاب العلماء والباحثين المسلمين المتميزين ورواد الأعمال الراغبين في العمل والاستثمار والإقامة بجوار مسجد الرسول، والثروة التاريخية والفنية والتراثية للمنطقة، وكذا وجود مؤسسات تعليمية في المجالات التطبيقية والدينية إضافة إلى تجربة المدينة المنورة الرائدة في مشروع تطبيقات الحكومة الإلكترونية، كما أن مشاريع النقل التي ستربط المدينة بالعالم ومدن المملكة عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي وتطوير خط السكة الحديدية الذي سيربط المشروع بمكة المكرمة ومدينة جدة.
حقائق وأرقام
25 مليار ريال: إجمالي الاستثمارات في المدينة عند اكتمال بنائها.
4.8 ملايين: مساحة الأرض (بالمتر المربع).
150.000: عدد السكان المقيمين.
30.000: عدد الزوار الذين يمكن استيعابهم إما في الفنادق أو الساحات.
20.000: عدد الوظائف في مختلف المجالات التي ستوفرها المدينة.
30.000: عدد الوحدات السكنية ما بين فلل وشقق سكنية.
1.200: متجر تحويها أسواق المدينة والتي سيكون تصميمها على طراز أسواق المدينة القديمة.
تم تأسيس هذه المدينة لتكون معلماً حضارياً لخدمة سكان وزوار المدينة المنورة، وصرحاً وطنياً وعالمياًً للتنمية الاقتصادية المبنية على الصناعات المعرفية.
تتكون مدينة المعرفة الاقتصادية من عناصر رئيسة تشمل:
- مجمع طيبة للتقنية والاقتصاد المعرفي.
- كليات تقنية وإدارية.
- منتزه (أرض السيرة).
- مركز دراسات الحضارة الإسلامية.
- مجمع للدراسات الطبية والعلوم الحيوية والخدمات الصحية.
- مركز متكامل للأعمال.
- مناطق سكنية تشتمل على العمائر والفلل والشقق الفندقية.
- محطة للمسافرين عبر قطارات السكة الحديدية والطرق البرية.
- مجمعات تجارية تقدم أحدث خدمات التسويق.
- مسجد الملك عبد العزيز.
وقد صممت مدينة المعرفة الاقتصادية لتعكس نمط العمارة الإسلامية التقليدي للمدينة المنورة، ولتُعطي المشروع طابعاً فريداً يعكس روح المدينة وعبق تراثها. كما روعي في تصميم المدينة تلبية احتياجات الزوار والسكان ضمن منطقة واحدة متكاملة الخدمات، شاسعة المساحات، تربط عناصرها وسائل مواصلات عصرية وتخدمها بنية تحتية مدعمة بشبكة اتصالات متطورة.