لقاءات - فوزية الحربي
في أول خطاب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له بعد توليه الحكم قال: (لن نسمح أبدًا لأي شخص مهما كان أن يقلل من قيمة المرأة السعودية أو تهميش دورها الفعال في بناء المجتمع). وقد رسمت هذه المقولة خطاً واضحاً لسياسة الدولة مع قضايا المرأة, وتبعاً لذلك استطاعت المرأة السعودية تحسين أوضاعها في مجالات التوظيف والتعليم.
ويرى الملك عبدالله دائمًا أن قضايا المرأة في حاجة إلى الفحص بعناية من أجل دعم حقوقها، وتولي الآن القيادة السعودية أكبر قدر ممكن من الاهتمام لقضايا المرأة بدافع من الاعتراف بالدور المهم الذي تلعبه في تنشئة أجيال تسهم في المستقبل في بناء المجتمع والبلاد. حيث وجه - حفظه الله- بتذليل كل المعوقات التي تحول دون إطلاق طاقات المرأة السعودية في إطار احترام قيم الدين وعادات المجتمع وتقاليده.
ومن جوانب الدعم المتواصل إيجاد مستشارات بمجلس الشورى وابتعاث الطالبات للدراسة بالخارج بعد أن كان مقتصراً على الطلاب فقط، وافتتاح مكاتب نسائية في الوزارات السعودية. وأيضاً إصدار أول طابع بريدي سعودي عن المرأة بعد مرور 50 عاماً على إصدار أول طابع بريد سعودي, وتعيين أول مديرة لجامعة في المملكة هي مديرة جامعة البنات في الرياض الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود، وإتاحة الفرصة للقيادات النسائية للمشاركة بالمؤتمرات الدولية، كما أن مرافقة وفد نسائي للملك في زيارة رسمية يعتبر على رأس التوجهات الحثيثة لتكون مشاركة في صنع القرار، كما اهتم خادم الحرمين -أطال الله- في عمرة بالتحاور مع القيادات النسائية السعودية حرصاً منه لسماع رغباتها وإلغاء فكرة أن يكون هناك متحدث عن المرأة فهي الأقدر والأجدر بنقل طلباتها لولي أمرها الذي يهتم بدقائق الأمور.
تقول صاحبة السمو الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين في أحد لقاءاتها الاقتصادية التي تشرف عليها وتنظمها سيدات سعوديات متحمسات للبذل والعطاء تقول: لا عجب أن تصل المرأة السعودية إلى أعلى المستويات في المجال الاقتصادي فهي تتميز بالدأب والصبر والذكاء الذي يتيح لها دوماً أن تبقى في معترك الحياة الاقتصادية والعامة عاملة ومنتجة وفي نفس الوقت محافظة على ثوابتها وقيمها، ومؤكدة أن مسيرة المرأة السعودية وتقدمها دائماً نحو الأفضل يلقيان عناية المليك المفدى -حفظه الله-.
وقالت: إن خادم الحرمين الشريفين لا يألو جهداً من أجل أن تحصل المرأة السعودية على كل ما من شأنه تشجيعها ودعمها وإزالة العقبات أمامها.
ومن جهة أخرى تتحدث صاحبة السمو الأميرة جواهر بنت عبدالله بن مساعد آل سعود المساعدة للشؤون التعليمية بمنطقة الحدود الشمالية حول ذكرى بيعة خادم الحرمين قائلة: إن الحديث عن ذكرى بيعة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حديث ذو شجون باعتبار أن السنوات الماضية أحدثت نقلة نوعية على المستوى المحلى والإقليمي والدولي, ولذا لا يمكن الحديث عن المنجزات في هذه العجالة لأنها تحمل في ثناياها أعظم المحطات في مفهوم التطور الحضاري للمكان والإنسان، ولكنني سأتحدث عن مكانة المرأة في إستراتيجية خادم الحرمين الشريفين ورعايته لها شأنه كشأن قادة هذه البلاد فقد اهتم -حفظه الله- بالمرأة اهتماماً خاصاً وتابع ذلك الاهتمام بنفسه وذلك لسببين:
أولاً: لإيمانه المطلق -حفظه الله- بأحقية المرأة السعودية بمكانتها الاجتماعية كشريكة في ملحمة التطور والبناء الحضاري.
ثانياً: لقناعته -حفظه الله- بأن المرأة هي صانعة المستقبل. فكانت المرأة السعودية في دائرة اهتمام القيادة الرشيدة ففي عهد الملك فيصل -رحمه الله تعالى- جاء توجيهه بإنشاء أول كلية للبنات في عام 1390هـ.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله- الذي يعتبر راعي النهضة التعليمية فقد شجع تعليم الفتاة وزاد من أعداد المدارس مما يدل على اهتمام الدولة بالمرأة.
ومن إشراقات ذكرى البيعة في ظل اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالمرأة أنه عندما كان ولياً للعهد وضع مسيرة المرأة السعودية نصب عينيه فأصدر أمره بإنشاء جامعة للبنات وكان مقرها الرياض وهذا التوجه الكريم كان له إيجابيات مستقبلية في مسيرة الفتاة السعودية. أيضاً من إشراقات ذكرى البيعة تمكين المرأة السعودية من تسلم المهام القيادية في التعليم، وكذلك من إشراقات ذكرى البيعة مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم والذي يعتبر رؤية واقعية لفجر جديد في مواكبة التطور.
ولذا نستطيع القول إن خادم الحرمين الشريفين يجعلنا نستشعر معنى العطاء والبذل لهذا الوطن العظيم كما يجب أن نستخلص منها الكم الهائل للمنجزات التي تحققت والتي حصلت من خلالها المرأة السعودية على أعلى الشهادات واقتحمت أعتى التخصصات وتفوقت على الجميع.
إن اهتمام خادم الحرمين بالمرأة تجاوز التعليم إلى الرعاية الكاملة باعتبارها أما ومعلمة وصانعة أجيال.
ومن إشراقات ذكرى البيعة أنها جعلتنا نتأمل مسيرة تعليم المرأة في المملكة وبالتالي نجد أنفسنا أمام قفزات هائلة كما ونوعا، لنصل إلى قناعة لاشك فيها بأن المرأة السعودية والفتاة السعودية في رعاية ملك الإنسانية (حفظ الله مليكنا وأدام عليه الصحة والعافية).
وعن إنجازات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تقول الدكتورة البندري بنت عبدالله آل سعود المساعد للشؤون التعليمية بمنطقة الرياض: إننا اليوم في ذكرى البيعة نستحضر بفخر إنجازات لا عد لها ولا حصر ومناقب تحققت بفضل من الله، ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين، إنجازات حضارية وقفزات تنموية في مجالات متعددة سياسية واقتصادية واجتماعية وعمرانية وثقافية وتعليمية وصحية تعاضدت جميعها لتقود بلادنا الغالية إلى مرحلة جديدة من التنمية الشاملة بفضل من الله سبحانه، ثم بفضل خطط القيادة الحكيمة والمسؤولين الأكفاء وبمتابعة لصيقة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله- اتضح فيها عمق التلاحم بين القيادة والمسؤولين والمواطنين، وهذا ديدن حكومتنا الرشيدة منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبنائه من بعده، فها هو التاريخ يشهد على المكانة المميزة للمملكة العربية السعودية بين الأمم وجهودها في إفشاء السلام وإيجاد الحلول العادلة للقضايا الإسلامية العربية، وها هي المنجزات الداخلية تسطر بمداد من ذهب الازدهار الشامل والنمو المتلاحق، وهاهي سياسة خادم الحرمين الشريفين تدفع بالوطن قدماً حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من الرقي ومكانة مرموقة بين الدول متمسكين بعقيدتنا منهجاً ودستوراً وما زلنا نستحضر كلماته - رعاه الله- التي تحثنا على خدمة الوطن والمواطن فتشحذ فينا الولاء للوطن والانتماء له نتخذها نبراساً نهتدي به في مسيرتنا العلمية.
إن خادم الحرمين الشريفين في قلوبنا ليس ملكاً بل هو الوالد والراعي الذي طالما وفق مواطنو هذا البلد إلى التلاحم معه في مواقف إنسانية عديدة شملت مختلف المناطق، بل إن أياديه البيضاء ومواقفه المشرفة في معاضدة المنكوبين والمحتاجين تعدت حدود بلادنا لتشمل الإنسانية جمعاء في مختلف أصقاع الأرض فلله دره من قائد لمسيرة النهضة والتقدم والإصلاح، ولله دره من ملك الإنسانية.
كم حرص -سدده الله- على أن تنال المرأة السعودية حقوقها كاملة وفق ما أقره الدين الحنيف وأمرت به الشريعة، فرعى شؤونها لتحقيق ذاتها وتخدم وطنها مذللاً ما يعترض طريقها من صعاب كما وقد فتح أبواب الحوار بين فئات المجتمع عامة لتحقيق التقارب الفكري وتعميق مبدأ الشورى.
ولا يسعني اليوم ونحن نجدد البيعة إلا أن أرفع لوالدنا خادم الحرمين الشريفين أسمى عبارات الولاء والفخر والاعتزاز والامتنان لقيادته الحكيمة، وأسال الله سبحانه أن يديم عليه نعمه ويحفظه ذخراً لنا وأن تظل بلادنا شامخة عزيزة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وإخوانهما الميامين وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه. وتضيف سمو الأميرة منيرة بنت عبدالله الفيصل عميدة مدارس دار السلام الأهلية قائلة: هاهي الأيام تتوالى سريعاً، فتطوي صفحات سجلها التاريخ لتعيش في ذاكرتنا، ننتشي منها عبقاً شذياً يملأ عبيره أجواء مملكتنا الحبيبة.
عهد يتجدد من الرخاء والعلو يشاطر فيه الشعب السعودي رجاله ونساؤه، شيبه وشبابه، مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- خلفاً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-.
كلمة واحدة في صف واحد من الولاء والإخلاص ظهر من خلالها تلاحم المواطنين على السمع والطاعة لولاة الأمور كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، حيث قال: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، ونحن النساء بوصفنا نصف المجتمع ومتمماً له نرفع أصواتنا لنجدد بيعة مليكنا خادم الحرمين الشريفين الذي كان ولا يزال راعياً ونصيراً ومدافعاً صلباً عن دورنا ومكانتنا ومساهماتنا في المجتمع، خاصة في تأنيث المناصب القيادية في مجال التعليم -وهو ما يهمني- بوصفي عميدة لمدارس دار السلام الأهلية،
فقد حظيت المرأة السعودية بتطور ملحوظ وذلك من خلال توليها مناصب كانت حكراً على الرجال لسنوات عديدة، مثل توليها منصب (مساعد مدير عام التعليم للشؤون التعليمية) في الرياض وفي مناطق أخرى أيضاً. وهذا يعكس مدى حرص الدولة على مشاركة المرأة في المسيرة التنموية لهذا البلد، وحرص خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على غرس مبدأ الانتماء والمواطنة في نفوس الناشئة من خلال المؤسسات التعليمية التي ترعى هذا الفئة العزيزة من الشعب. وبدورنا، كان لزاماً علينا أن نهتم برعاية هذا الجانب عبر برامجنا التربوية ونشاطاتنا المدرسية, لقد شجع مليكنا -يحفظه الله- دور المرأة في رقي المجتمع السعودي, ووجه بتذليل كل المعوقات التي تحول دون إطلاق طاقات المرأة السعودية في إطار احترام قيم الدين وعادات المجتمع وتقاليده. وها أنا كامرأة سعودية حاضرة بوطنيتي وولائي المطلق لأولي الأمر, أجدد بيعتي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله- ملكاً سار نهجه على نفس خطى مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله.
تشاركنا الأستاذة مي عبدالعزيز السديري مديرة المعهد الدبلوماسي فتقول: إن الحديث عن جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمر محبب إلى قلب المواطنين والموطنات فهو الأب الحنون للصغير والأخ العطوف للكبير والراعي الذي يقدم الخير للوطن والمواطنين, عطاؤه غير محدود فهو عظيم الهمة, واسع الفكرة, ينزل الناس على أقدارهم واستحقاقهم, يمضي جل وقته في العمل على تطوير البلد وتقدمه وازدهاره ورفاهيته تعليماً وتنمية ودخلاً ومنعة، قرة عينه استقامة العدل في البلاد وظهور المحبة بينه وبين أفراد رعيته) جلالة الملك لا يحتجب عن مواطنيه, أبوابه مفتوحة للجميع، مقتدياً بوالده جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه وأسكنه الجنة.
جلالة الملك عبدالله وسع ويسع الرعية بوجهه البشوش ومجلسه من العلماء والفقهاء وحكمه الذي يتميز بأن بساط العدل والإنصاف مبسوطاً في إيوانه, جلالة الملك ينظر شخصياً في مظالم الرعية ويسمع دعاويهم وبيناتهم وشهاداتهم ومن ثم يعطي كل ذي حق حقه, وبهذا فلقد أسكن نفوسهم المحبة وكسا رعيته جميل نعمته، آخذاً في عين الاعتبار أنه لا يرضى لرعيته ما لا يرضاه لنفسه، وبهذا فقد زرع الطيب بين مواطنيه فأحبوه، وكلهم يسألون الله أن يمد في عمره وأن يرعاه ويحفظه للوطن والمواطنين.
وتتابع الحديث الأستاذة أمينة عمر سرتي مديرة إدارة التمريض بصحة منطقة المدينة المنورة عن هذه البقعة الطاهرة بعهد الملك عبدالله قائلة: ذكرى يوم البيعة من أفضل الذكريات التي تمر في حياة كل مواطنة أو مقيمة أو زائرة لهذه المملكة الغالية فقد تم فتح الأبواب في الحرمين الشريفين خلال الأربع وعشرين ساعة وزيادة أوقات زيارة الحرم النبوي الشريف كيف لا وخادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية- توسعة المسعى في الحرم المكي الشريف- الاهتمام بقضايا الشعب ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى العالمي- تقديم المعونات المادية والعينية لجميع الدول في حالات الكوارث لا سمح الله- زيادة الرواتب- زيادة فرص العمل- فتح وزيادة فرص الابتعاث داخل وخارج المملكة لجميع التخصصات- منح النساء مراكز قيادية في جميع المجالات والقطاعات الحكومية والخاصة إتاحة الفرصة للجميع بحرية إبداء الرأي والاستفادة من الديمقراطية في كل مجال وفق مصلحة الصالح العام- الدعوة إلى الحوار الوطني والشورى في الداخل والخارج- الاهتمام بالقضايا الصحية منها فصل التوائم- العلاج الإشعاعي، كل ذلك بفضل من الله تعالى، فقد تشرف الجميع بحسن الدعم والتقدير من قبل لدن خادم الحرمين الشريفين، ولا أملك سوى الدعاء للملك العادل بدوام الصحة والعافية وأن تصبح مملكتنا أفضل ما في العالم بفضل القيادة الرشيدة.
وعن البرامج والخطط في عهد المليك تقول الأستاذة إيمان بنت عبدالله العقيل رئيسة تحرير (مجلة حياة للفتيات): (أود في البداية أن أشير إلى أن مليكنا -يحفظه الله- استطاع بجملة الخطوات الإصلاحية والرؤى التنموية أن يحول الأفكار والبرامج إلى خطوات عملية يلمسها المواطن ويعيشها يومياً وهو ما عزز رصيده في حب وولاء المواطن، وفي معرض ذكرى البيعة لا يفوتنا أن نذكر الجموع الحاشدة التي استمرت في الحضور والمبايعة مما أدهش الكثير من المراقبين، وأكد عمق الولاء والحب الذي يحظى بهما ولاة أمر هذه البلاد -يحفظها الله- ولعلي في هذه العجالة أشير إلى إحدى خطوات خادم الحرمين وهو اهتمامه في الاستماع إلى صوت المواطن، وانفتاحه على مختلف الطروحات وأريحيته في قبول الرأي والرأي الآخر. والمتأمل لهذه المرحلة التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.. فلقد اتسعت مساحات الحرية واستطاعت وسائل الإعلام أن تقوم بأدوار أكثر فعالية على الصعيد الرقابي وكشف المخالفات التي تضر بالوطن والمواطن.. وأصبحت ميداناً أكثر رحابة لتداول الآراء وهي خطوة في إطار الانفتاح الإعلامي الذي يمثل عنصراً أساساً في حركة تنموية تقوم على الشفافية والوضوح.
ولعل كلمة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- في افتتاح الدورة الأخيرة لمجلس الشورى تعبر تعبيراً واضحاً عن هذا الخط الذي اختطه ولي الأمر الذي ابتدأ فيه بنفسه، ومن ذلك إشارته إلى تحمله أقسى أنواع النقد دون أن يفت في عضده أو يؤثر فيه ويجعله يتردد في الاستمرار في هذا النهج. وبحمد الله فإن هذه الرؤية المباركة ليست منبتة في تاريخنا الإسلامي المجيد، بل إن الشفافية التي أكدها ولي الأمر تأتي متسقة مع مبدأ أصله الإسلام من خلال سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه وعلاقته برعيته. أيضاً ملمح آخر نتذكره ونحن في معرض الحديث عن ذكرى بيعة خادم الحرمين وهو اهتمامه بالتوجه إلى العمل المؤسسي الذي يعصم البلاد من أي عواصف للرأي والهوى، وذلك بإقدامه على تأسيس مجلس البيعة ووضع أسس ونظام محكم يحفظ لهذه البلاد استقرارها وأمنها ويزيد لحمة الأسرة الحاكمة لاستمرار مسيرة الحكم الرشيد.
وإذا تحدثنا عن التنمية الشاملة ففصول هذه الملحمة تطول.. وما شهدناه خلال الفترة المنصرمة من عهد هذا الرجل القائد يصب في الارتقاء والاهتمام بالمواطن.. وإن أنسى فلا أنسى مقولة (الإنسان هو الثروة الحقيقية للبلد) هذا الشعار حوّله خادم الحرمين إلى واقع عملي من خلال خطة عمل لبناء التعليم الذي يمثل أساس قوة أي مجتمع ونهضته. وبادر -يحفظه الله- إلى توجيه القائمين على التعليم إلى مراجعة العملية التعليمية فيما يخدم أهداف هذا الوطن ويصعد بالإنسان إلى آفاق النجاح والعطاء. ومن ذلك توجيهه بإنشاء جامعات على أعلى مستوى عالمي واستقطاب الطاقات العالمية وسخر من أجل ذلك الموارد المادية لتحقيق هذا الهدف.. وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مثال واضح على هذا التوجه. كما شهدنا على صعيد الجامعات الحراك العلمي وزخم تأسيس الكراسي العلمية وإنشاء جامعات وكليات في الضواحي في تحرك صادق من أجل إشراك المواطن في التنمية وجعله أساسها وهدفها. ويأتي تأسيس جامعة خاصة بالبنات بكامل طاقمها مؤشراً على اهتمامه وثقته بقدرات المرأة السعودية وحرصه -يحفظه الله- على إبراز مكانة المرأة على المستوى الداخلي والخارجي.
من جهة أخرى تؤكد الدكتورة الجوهرة الصنات (جامعة الملك عبدالعزيز بجدة) بقولها: المرأة السعودية بكل تأكيد أكثر من شعر بالتغيرات الإيجابية التي بفضل سياسة خادم الحرمين الشريفين فمنذ توليه منصبه - يحفظه الله- حضت المرأة بقرارات جريئة وتنوع ملموس في دورها لتنمية وتطوير مجتمعها، فهذا شرف لنا جميعاً نفخر به وبجهوده -يحفظه الله- فأصبحت تتعلم وتمارس مهنة المحاماة والهندسة وفتح المجال للمرأة للاشتراك بآرائها في مجلس الشورى وأعطيت فرصة لم تسبق لها للمشاركة في صنع واتخاذ القرارات الاجتماعية والاقتصادية وبعدل شاركت الرجل في الحوار الوطني وسمع صوتها وآراءها باحترام وتقدير من غير قيود للعديد من الموضوعات المهمة سواء كانت أنظمة وقوانين أو تشريعات أو توصيات للقطاعات والهيئات الحكومية. وأعطيت المرأة فرصة أكبر للمشاركة في تولي المناصب القيادية الإدارية العالية في القطاعات الحكومية والأهلية، وسمح لها رسمياً بالانضمام لمجالس الإدارات وأصبح لها دور ملحوظ في الوزارات الحكومية، ومثلت المرأة رسمياً المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية بالخارج مثل الرحلات الثقافية للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإيطاليا وهونج كونج، والمشاركة الفعلية في المنظمات العربية والدولية، وهذا شجع الكثير من السيدات في تقلد أعلى المناصب أيضاً في المنظمات الدولية وأيضاً الدور الواضح في الإعلام ومشاركتها البارزة بالصحف المحلية والعالمية لجميع القضايا والشؤون المحلية والعالمية. وتواصل الدكتورة هند عبدالعزيز عبدالله الفدّا (جامعة الملك سعود) الحديث، فتذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بُويع بعد وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكانت القلوب قد بايعته قبل ذلك, كما كان قائماً بتصريف الأمور من مرض الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ولا جدال في أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كان محبوباً لدى جميع أفراد الشعب، ولذلك لم يكن غريباً أن يُقبل الشعب جميعه على مبايعته لا لكونه ولياً للعهد وحسب، بل لأنه الإنسان الذي تُعلقُ عليه الآمال في الخلاص من جميع المشكلات التي يشكو منها المجتمع السعودي.
إن مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت أمراً حتمياً لا بالنسبة إلى السعوديين فقط، بل وللمسلمين كافه؛ لكونه محبوباً للجميع من قبل أن يكون ملكاً، بل وقبل أن يكون ولياً للعهد, فقد أحبه الشعب لدينه وجوده وحبه لعمل الخير في كل زمان وفي كل مكان وجد الخير فيه يثمر محبة ووفاء وولاء؛ إذ كان همه أن يرفع من شأن الإسلام ويعلي من منزلته بين الناس وما ذلك بالغريب على رجل أنجبته هذه البلاد وصبغته بصبغتها العربية الإسلامية التي عرفت بها في جميع الأوساط العالمية. ولذا فنحن من حقنا أن نبارك هذه البيعة وأن نحتفل بذكراها المباركة التي امتن الله بها على الأمة العربية والإسلامية.