يلاحظ المتابع لأخبار العالم السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية أن بعض الدول تتفوق بالنواحي السياسية وتجمع خيوط المحاور السياسية في العالم وتستطيع أن تضع الكلمة الأخيرة في أي موضوع سياسي.
ولكن لا بد أن تجد لدى تلك الدولة قصوراً في أحد المجالات الأخرى مثلاً الاقتصادية والعسكرية وضعف أو شبه ضعف في إحداهما على الأقل لذلك تُكرس القوى العسكرية والأكاديمية لتطوير المنظور السياسي والدراسات الاستراتيجية للطاولات السياسية حسب توزيعها، وأما أن يجد دولة أخرى ذات هيمنة عسكرية وقوى ضاربة ومنابع للآلة العسكرية المتقدمة جعلت من أسمها رقماً صعباً واحداً لا يقبل القسمة ولا الجدل بلا منافس ولا مبارز، وبالمقابل نجد كل هذه القوى يقابلها قصور وضعف في نفس تلك الدولة المتقدمة عسكرياً من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية من ارتفاع ملحوظ ومؤثر في البطالة وفي الجريمة والكثير الكثير من الثغرات التي تهلهل البيت الداخلي ناهيك عن الفجوة والهوة الكبيرة بين القيادة والشعوب وما بين الحكومة والحاكم، ولكن ما يراه كل من يتابع الأمور ويتميز بالقدرة الفكرية أن ما يميز هذا الوطن المتكامل المملكة العربية السعودية وهذه قوة الإعجاز والإنجاز في مملكة متزنة في جميع القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بتقدم متساوي وبقفزات كبيرة وفي نفس الوقت متوازنة على جميع النواحي دون أن تطغى إحداهما على الأخرى والأهم هو التكامل في حكمة ملك هذه المملكة عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة في تمكنه من السيطرة والارتقاء والدفع لكل تلك الموازين بطريقة سلسلة متوازية ارتقت بهذه الدول الفتية وبشعبها الأصيل إلى مصاف الدول العظمى بل تفوقت بفارق لا يختلف عليه أحد في العالم.
والأهم هو أن تكون هذه الدولة كالنواة داخل الذرة الدولية تحوم حولها كل القوى العظمى في الموسوعة العالمية بتأثير إشعاعي من داخل هذه النواة بقدراتها الكهرومغناطيسية والتي تتمثل هنا بالمبادئ الفعلية الثابتة المتوازنة لمسيرة ملك هذه الدول بإرساء قواعد الشريعة الإسلامية والحكمة والعقلانية ووضوح الأفكار والأهداف المحلية والعربية والعالمية مما جعل لهذه الدولة العملاقة مكانة ومرجعية للعالم بأسره في الوقت الذي يتجانس به المجتمع الداخلي لهذه الدولة شعبا وحكومة وملكاً فحقق الإعجاز والإنجاز في ملك ومملكة وتكامل داخلي وعربي وعالمي.
فكانت فخراً لمن يحمل أسمها وفخراً لمن يقتدي بها.
المدير الإداري والمالي لجامعة القدس المفتوحة بالسعودية والمراقب العام