إعداد - أحمد أباالخيل
قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارات عدة لدول شقيقة وصديقة بغية تعزيز علاقات المملكة بها، وبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وذلك استمراراً لنهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ولقد عرف عن سمو ولي العهد الأمير سلطان قدرته الفذة على مد جسور التواصل بالدول الأخرى، وبخاصة ذات التأثير في المنطقة والعالم، ولذلك فإن زياراته لتلك الدول حققت نجاحات كبيرة، لما تضمنته من توقيع لاتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في شتى المجالات.
ففي السادس عشر من رجب 1428 قام سمو ولي العهد بزيارة إلى جمهورية مصر العربية وبحث مع الرئيس حسني مبارك آخر تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وبخاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية ولبنان ودارفور والجهود المبذولة للوصول إلى حل لهذه المشكلات. وبعد أن اختتم لزيارته لمصر الشقيقة قام سمو ولي العهد في التاسع عشر من الشهر ذاته بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وبحث مع قادتها أوضاع المنطقة وبخاصة منطقة الخليج والتعاون المشترك بين دولها.
وفي الرابع عشر من شهر شوال 1428هـ زار الأمير سلطان بن عبدالعزيز دولة الكويت الشقيقة تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. وقد أتت الزيارة في إطار التواصل والتشاور بين خادم الحرمين الشريفين وأخيه أمير الكويت، وامتداداً للقاءات المتبادلة بين الأشقاء في البلدين واللذين تجمع بينهما علاقات وثيقة وصلات راسخة وتاريخ مشترك صنعه الآباء والأجداد وحافظ عليه الأبناء من بعد، علاقات هي بحمد الله نموذج يحتذى به بين الإخوة والأشقاء وتزداد مع مرور الزمن ثباتاً وقوة، كما أكد على ذلك سمو ولي العهد لدى وصوله الكويت. وأضاف الأمير سلطان بن عبدالعزيز: (قادة البلدين الشقيقين يحرصان على على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا الشقيقين وتعزيز مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واستمرار التشاور وتبادل الرؤى وبخاصة في هذه الظروف التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية بما يجنب منطقتنا المخاطر ويحقق مصالح أمتينا العربية والإسلامية). وكان برنامج الزيارة حافلاً، إذ قام الأمير سلطان بعدد من الزيارات لكبار الشخصيات في الكويت. فقد شرف سمو ولي العهد حفل العشاء الذي أقامه معالي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني بديوان أسرة الصباح بقصر بيان بالكويت. كما قام بزيارة للأستاذ عبدالعزيز بن سعود البابطين في منطقة النزهة بالكويت.
وقد ألقى الأستاذ عبدالعزيز البابطين كلمة قال فيها: (الكل يعرف العلاقة الكويتية - السعودية، وكلنا نعلم ما حصل قبل 17 عاماً، وكلنا نعلم أن فضل السعودية كبير على الأمة العربية كلها). وأضاف: (إن مشاعرنا هي التي تعبر عن حقيقتنا تجاه المملكة، وقد استشعرنا خلال السنين التي مضت مدى قيمة الكويت في قلوب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأصحاب السمو الأمراء، ولقد أعطانا هذا الواقع شعوراً بالاطمئنان والاستقرار).
كما ألقى الدكتور محمد الرميحي كلمة قال فيها: (إن أفعالكم يا سمو الأمير سلطان أكثر من أن تعد، وأعمالكم أكثر من أن تحصى، ونحن نرحب بسموكم في بلدكم وبين أهلكم وذويكم، ونستذكر التاريخ الطويل بين المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج وهو تاريخ غني بالتعاون، كما نستذكر لسموكم ولإخوانكم الميامين أبناء الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الموقف المتميز قبل 17 سنة، ونحن ممتنون جميعاً لذلك الموقف).
كما ارتجل الأمير سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: (نؤكد لكم تأكيداً قاطعاً العلاقة الحميمة المبنية على الإخلاص والصدق والأمانة بين الكويت والمملكة العربية السعودية. إن العلاقة بين بلدينا مبنية على العقيدة الإسلامية ثم على النخوة العربية ثم على المصالح والأهداف المشتركة، وما مسّ الكويت من خير فهو للمملكة، وما مسّها من سوء - لا قدر الله - فهو يمسّ المملكة؛ ولذلك لا نأتي بجديد؛ فالتاريخ يؤكد ذلك).
كذلك زار الأمير سلطان الأستاذ عبدالعزيز أحمد الغنام في ضاحية عبدالله السالم بالكويت. وقد ألقى فؤاد يوسف أحمد الغنام كلمة أمام سمو ولي العهد قال فيها: (سلطان المملكة.. سلمان الرياض.. يمين عبدالله، سندنا بين البلاد، عزوتنا بين العباد، فزعتكم لن ننساها، وقفتكم نعتز بذكراها، حللتم مآقي العيون، وحملتكم أهداب الجفون، تصافحكم قلوبنا قبل أيدينا، ويقبل رؤوسكم وفاؤنا يا محبينا).
كما زار الأمير سلطان الأستاذ عبدالعزيز محمد الشايع في منطقة الشامية بالكويت. وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية.
وفي الحادي عشر من شهر ذي القعدة 1428هـ بدأ الأمير سلطان بن عبدالعزيز زيارة رسمية للجمهورية الروسية انطلاقا من روابط الصداقة بين المملكة وروسيا، وبناء على دعوة من فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت الزيارة داعمة للعلاقات الثنائية التي أرسى دعائمها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز في زيارته التاريخية لموسكو في أغسطس 2003م.
وأكد سموه في تصريح صحفي ل(الجزيرة) لدى وصوله مقر إقامة سموه في موسكو عدم وجود خلافات بين المملكة وروسيا، مشيراً سموه إلى وجود تقارب في وجهات النظر السعودية - الروسية حيال القضايا والملفات الساخنة على الصعيد الدولي والإقليمي وبخاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط. وقال سمو ولي العهد: إن الدولتين لا يوجد بينهما خلاف أبداً. كما أكد سموه أن المملكة العربية السعودية تستشعر دورها السياسي في العالم من منطلق قواعد التشاور والحوار، حيث عقدت على أرضها القمم العربية والإسلامية والدولية. وقال سموه خلال تسلمه درجة الدكتوراه الفخرية الممنوحة لسموه من معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية: إن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بادر إلى تأسيس المنتدى الدولي للطاقة، كما اقترح إنشاء الصندوق الدولي لبحوث الطاقة والبيئة والتغير المناخي في قمة أوبك الثالثة بالرياض وأعلن عن تبرع المملكة ب300 مليون دولار دعماً لهذا الصندوق.
وأضاف سموه: إن منطقة الشرق الأوسط تجتاز مرحلة خطيرة تتمدد فيها الصراعات وكل ذلك يستوجب من بلدينا الصديقين مضاعفة الجهود في حل المشكلات بالوسائل السلمية والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات.
وفي الزيارة أجرى سمو ولي العهد مباحثات مهمة ومعمقة مع الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بموسكو أكدت على العلاقات المتميزة بين المملكة وروسيا ومواقفهما من القضايا الإقليمية والدولية. وتوجت زيارة سمو ولي العهد لروسيا ببيان ختامي مشترك أكدت المملكة وروسيا من خلاله عزمهما على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية وغيرها.
وعبّر البلدان عن رضاهما للتطورات الملموسة والجيدة التي تحققت على صعيد العلاقات الثنائية على مختلف المستويات وأعربا عن توافق وتقارب وجهات النظر حول عدد من المسائل الثنائية والإقليمية والدولية.
ومن هذا المنطلق أكد الجانبان على عزمهما زيادة تشجيع التعاون الثنائي في مجال الطاقة، كما أكدا عزمهما على زيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.
سياسياً أعربت المملكة وروسيا عن رغبتهما الأكيدة في تعزيز الحوار السياسي الرفيع المستوى بينهما وأكدا على أهمية تعزيز الجهود السعودية - الروسية المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الثالث من ربيع الأول 1429هـ بدأ سمو ولي العهد زيارة رسمية لدولة قطر تلبية لدعوة أميرها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وشكلت زيارة سمو ولي العهد إشارة قوية إلى عودة العلاقات بين المملكة وقطر إلى سابق عهدها، بعد توتر العلاقات الدبلوماسية التي أدت إلى سحب الرياض عام 2002 سفيرها من الدوحة. إلا أن العلاقات عادت وضعها الطبيعي وبخاصة بعد زيارة أمير قطر عدة مرات للمملكة لحضور القمة الخليجية في الرياض في ديسمبر 2006، وقمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في نوفمبر الماضي إضافة إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة في سبتمبر الماضي، كما شارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الخليجية في الدوحة في الثالث من ديسمبر الماضي.
إضافة إلى تأكيدات سمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بعيد اختتام القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة بأن العلاقات السعودية - القطرية تسير في طريق إيجابي وجيد. وتأكيده على أن (المملكة هي العمود الفقري لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن المهم جداً أن تكون علاقتنا بها كما يجب، وكما دوماً كانت تاريخياً علاقات ود وتقارب).
وقد بعث صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت برقية إلى سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعرب فيها عن بالغ سروره بالزيارة الرسمية لسموه إلى دولة قطر الشقيقة واللقاءات الأخوية بين سموه وأخيه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة مقدراً سموه هذا التواصل الأخوي بين البلدين الشقيقين والذي يجسد معاني التواصل والإخاء بينهما لما فيه مصلحتهما المشتركة ومؤكداً بأن هذه الزيارة تسهم أيضا في تعزيز التضامن وأواصر عرى التعاون ووحدة الصف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وستكون لها انعكاساتها الطيبة بين دول المجلس، متمنياً لسموه موفور الصحة والعافية وللمملكة العربية السعودية المزيد من التقدم والنماء والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما أعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين عن ارتياحه الكبير بنجاح الزيارة الأخوية للأمير سلطان بن عبدالعزيز لدولة قطر، مشيداً جلالته بعودة العلاقات الأخوية بين البلدين إلى مسارها الطبيعي والتي تصب في مصلحة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما أشاد باللقاءات الأخوية بين القيادتين الحكيمتين في المملكة العربية السعودية ودولة قطر ومقدراً هذا التواصل الأخوي البناء بين البلدين الشقيقين والذي يجسد معاني التواصل والإخاء بينهما لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد الملك حمد بن عيسى أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز التضامن وتقوية أواصر عرى التعاون ووحدة الصف بين دول المجلس، كما ستكون لها انعكاساتها الطيبة بين دول المجلس، مشيراً جلالته إلى أن هذه الزيارة هي لبنة تواصل وإخاء تضعها المملكة العربية السعودية في مسيرة بناء دول مجلس التعاون الخليجي الشامخ نحو الوحدة والتلاحم، متمنياً عاهل البلاد لهذه العلاقات المزيد من التطور والنماء.
وقد تزامنت زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى قطر مع تعيين السفير أحمد بن علي القحطاني سفيراً للرياض في الدوحة، حيث سلم أوراق اعتماده لأمير دولة قطر. وقد أكد السفير القحطاني أن زيارة سمو ولي العهد ينظر إليها باهتمام واسع في البلدين باعتبارها مؤشراً لمرحلة جديدة في علاقات البلدين. وأشار إلى أنها تسهم في توحيد وجهات النظر للتنسيق في القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية، وتأتي تعزيزاً للمواقف السعودية القطرية الموحدة تجاه مجمل القضايا.
وقد أبرزت صحف قطرية في أعدادها الصادرة وعلى صفحاتها الأولى الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد حيث تضمنت صحيفة الشرق القطرية حديثاً كاملاً لسموه إضافة إلى تحليلات كتبها مفكرون وسياسيون ورجال أعمال عبروا خلالها عن ارتياحهم البالغ لهذه الزيارة التاريخية التي تؤكد عمق العلاقات القوية بين المملكة وقطر وتجسد الثقة المتبادلة بين البلدين. كما تصدرت زيارة سمو ولي العهد الصفحة الأولى لصحيفة الراية القطرية وتضمنت متابعة تحليلية للزيارة بأقلام مراقبين سياسيين ورجال الفكر والأعمال. كما أكدت الأوساط السياسية الدور الريادي للمملكة في حفظ التوازن في المنطقة، فيما علقت الأوساط الاقتصادية على عاتق الزيارة تشجيع الاستثمار المشترك بين البلدين لما تشهده دول الخليج من طفرة في الاستثمارات والنمو الاقتصادي إضافة إلى تعزيز التعاون التجاري بين المملكة وقطر. وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد وصف زيارة ولي العهد إلى دولة قطر بأنها تعكس العلاقات الحميمة بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أنها تشكل تعبيراً أخوياً لما يربط بين الشعبين الشقيقين من وشائج عميقة وروابط تاريخية في ظل ما يربط قيادة البلدين الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأكد أن زيارة سمو ولي العهد تسهم في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات إلى آفاق أرحب، متطلعا إلى المزيد من التواصل والتشاور المستمر حول القضايا والمسائل المهمة على المستوى الثنائي والإقليمي ودعم أواصر التعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات تحقيقاً للمصالح المشتركة.
وأكد أن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ستظل راسخة وفي مستوى طموحات القادة وتطلعات المواطنين لتحقيق التكامل في جميع الميادين والمزيد من الرخاء والنهضة والازدهار والاستقرار والرقي والتقدم. كما مثلت زيارة ولي العهد إلى قطر نقلة كبيرة في مجال العلاقات الثنائية بين البلدين تؤدي إلى دفعة قوية لتطوير العلاقات في المجالات عموماً والمجالات الاقتصادية على وجه الخصوص، ولا سيما قطاع الطاقة، كما فتحت زيارة سمو ولي العهد الطريق أمام تعميق التكامل الاقتصادي بين البلدين وتسهم في تعزيزه. كما شكلت الزيارة فرصة أمام القطاع الخاص ليلعب دوراً مهماً في تبادل الخبرات وتحرك رؤوس الأموال للاستثمار في البلدين خصوصاً في مجالات الطاقة ولا سيما أن المملكة تعتبر من أكبر دول العالم في إنتاج النفط فيما تعتبر قطر من أكبر دول العالم في إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال. ومن الجدير ذكره في هذا السياق أن سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز كان قد التقى بسمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشقيقة في الرياض في العشرين من شوال 1428هـ. وقد عقدا خلال اللقاء مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين انطلاقاً من التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وما تم الاتفاق عليه خلال لقائهما - حفظهما الله - في العاشر من شهر رمضان الماضي الموافق 22 - 9 - 2007م، وقد تم الاتفاق خلال المباحثات على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات والعمل على إزالة كل ما يشوب العلاقات بينهما، وبما يحقق ما تصبو إليه قيادتا البلدين من توطيد وتطوير للعلاقات الأخوية الراسخة وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين ويعزز مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما تناولت المباحثات مجمل الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية وبخاصة القضية الفلسطينية والوضع في العراق.
وفي غرة جمادى الآخرة 1429هـ وحتى الرابع من الشهر ذاته قام سمو ولي العهد بزيارة رسمية إلى إسبانيا تلبية لدعوة كريمة من الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا. وقد عقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع الملك خوان كارلوس الأول وأمير أستورياس الأمير فليبي دي بوربون ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو، اجتماعات في جو من الود والوئام، تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتأكيداً على تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وفي إطار العلاقات الإستراتيجية بينهما فقد استعرض الجانبان العلاقات الثنائية في كافة المجالات وعبرا عن ارتياحهما واعتزازهما بعمق العلاقات التي تربط البلدين الصديقين. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للفرص الكبيرة المتاحة والناشئة عن المكانة البارزة التي يشغلها اقتصاد كلا البلدين في إقليم كل منهما، وأبرزا صلابة ومتانة اقتصاد كل من البلدين وما حققاه من نمو متميز في الآونة الأخيرة، وإثباتاً للثقة المتبادلة تعهدا بتكثيف جهودهما من أجل الاستغلال الأمثل لطاقتهما في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية والمالية والاقتصادية. كما اتفق الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي. وقد عبّر سمو ولي العهد عن عمق تقديره لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة وكرم ضيافة ومشاعر صادقة من قادة إسبانيا.
هذه الزيارات الناجحة التي قام بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعطت دفعات قوية لعلاقات المملكة الخارجية سواء بالدول الخليجية أو العربية أو الأجنبية، وهي زيارات أتت امتداداً للزيارات الناجحة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخارجية.