إعداد - محمد المنيف
تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تحمل البشرى بكل خير ينعم به الوطن... تأتي لتذكرنا بما حبانا الله به من أمن ورخاء لنشكره.. تأتي هذه الذكرى لتجمع المشاعر على ضفاف حب الوطن مجددة انتماءنا له وولاءنا للمليك.. تأتي ذكرى البيعة سريعة لكنها تأتي في كل عام بحلة جديدة لافتة النظر بأننا بخير تأتي بثمارها أمناً ورخاء ومحبة بين أبناء هذا الوطن الغالي.. لتحرك فينا عجلة النماء وتقرب مسافات الواقع على أرض الوطن وفي قلوب من يعيش عليها تأتي لتشد وثاق التلاحم بين القيادة والشعب.
هذه الذكرى لا يعرف حقيقتها إلا المواطن ولا يسعد بها إلا الصديق.
إننا في هذا الوطن ونحن نحتفل بهذه الذكرى نجد أنفسنا أمام أمانة تحتم علينا اقتطاع برهة من الزمن لاستيعاب وتأمل بما نحن فيه من واقع لم يكن ليتحقق إلا بتمسكنا بعقيدتنا الإسلامية العظيمة وبما منحه الباري لنا من النعم، علينا أن نتذكر ونذكر من كان خلف كل هذه الإنجازات بكل فخر واعتزاز في مختلف المجالات بتزايد توهجها عاماً بعد عام لنتمكن من هذا التواصل مستعرضين المكتسبات العظيمة في كل مناحي الحياة.
التشكيليون يبدعون في حب الوطن
ويأتي الإبداع التشكيلي ليشارك أشكال التعبير فكرا عبر الرأي المكتوب في المقالة والشعر من خلال اللوحة ومن هنا فللمبدعين من الفنانين التشكيليين مساهماتهم وطرقهم في البوح الصادق عن عشقهم الكبير للوطن قيادة وشعبا مثمنين ما وجدوه من دعم متواصل تحقق لهم، ولهذا الفن مكانته الوطنية وحضوره العربي والعالمي دعما بكل السبل المادية والمعنوية يمثلها تشريف وافتتاح المعارض التشكيلية فردية أو جماعية من قبل مسؤولين على أعلى مستوى قيادي في الوطن إضافة إلى ما يتم منحه من الجوائز مع ما أتيح للفنانين ولإعمالهم من فرص المشاركة الدولية في المناسبات العلمية وفي المسابقات المتخصصة في مجال الفنون التشكيلية على مستوى عالمي بجانب ما تقيمه المملكة من الأسابيع الثقافية خارج الوطن كان للحضور التشكيلي السعودي ما يعتز به كل منسوبي هذا الإبداع ولا ننسى أيضا توجيهات القيادة بأن تكون الأعمال التي تجمل بها المنشآت والمشاريع الحكومية أو الخاصة من إبداعات فناني الوطن فأصبحنا نرى اللوحة للفنان السعودي في مطاراتنا وفي مكاتب وإدارات وقاعات الكثير من القطاعات منها وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية وغيرها مما لا تتسع المساحة والمجال لاستعراضها.
بما اتسمت به تلك الأعمال من تسجيل للواقع واختزال ورصد لكل ما برز على الأرض من مشاهد لا يمكن أن يتجاهلها إلا مغرض, فقد نقل التشكيليون في تلك الأعمال مشاعرهم الصادقة نيابة ووسيطا بين كل القلوب إلى أعين الآخرين دون مترجم أو شارح للشكل والمعنى فالفكرة تنبت من الوطن والعناصر فيها هي ما يشكله الوطن أرضا وناسا عطاء ماديا ملموسا في الشكل والمضمون وإيحاء بما لا يمكن رؤيته من المشاعر الفياضة بما يعود به التشكيليون والفوتوغرافيون من مساحات وزوايا جمالية قد لا يراها الآخرون أو قد تذوب في دوامة العمل والعطاء اليومي مساهمين بها مع البقية في محيط أسرته الثقافية باعتبار هذا الفن رافدا ضمن الروافد التي تصب في نهر الثقافة فنبعهم وملتقاهم مشترك مهما اختلفت الاتجاهات ووسائل التعبير يتقدمهم أصحاب الرأي من علماء ومن مبدعين في الفكر والتربية والاقتصاد والسياسة. كل في محيطه وبما يجود به ويجده وسيلة لتأكيد تواصل العلاقة والتلاحم والوقوف أما أي ريح أو إعصار قد يسيء للوطن.
إن للمبدعين من الفنانين التشكيلين واقعهم الخاص في العلاقة بين ما يتردد على البصر وبين المختزل وبين ما يمكن أن يمر به مثل هذه المتبدلات في الشكل والمضمون في الأطراف والمحور بين الأحداث وبين ردود الفعل ساكنة أو متحركة تنتهي في عمل يسكن اللوحة ضمن مساحة معينة إلا أنه يأخذك لما هو أكثر بعدا وهدفا يجمع الفكر والأدوات في حيز واحد فكيف إذا كانت الفكرة والأدوات والمختزل هو الوطن بكل ما فيها من جمال وما عليها من حياة، والشعور بجمالها بكل تفاصيله وفي أقرب مسافة نحو الإحساس المشترك بين الإنسان والتراب هذا الشيء الذي خلق منه ويعيش عليه حتى أصبح مسكونا بهذا العشق. تلك المعادلة التي تصب في غريزة الإنسان هي ما يمكن أن نطلق عليها (الشعور الوطني).
* اللوحات المنشورة مختارات من معرض الوطن في عيون التشكيليين الذي نظمته وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.