قراءة - بندر الرشودي
يسعد الوطن اليوم بمناسبة عزيزة على إنسان هذه الأرض حيث تجسيد المحبة والولاء كصفة يتميز بها الشعب السعودي تجاه قيادته ووطنه.ومن يستعرض مسيرة ملك الإنسانية يدرك أنه أحد الشخصيات التاريخية التي تعمقت في وجدان الإنسان العربي كقائد مسلم عربي يتطلع دوماً لرفعة أمته وعروبته.
ولخادم الحرمين رؤية واضحة في كيفية تحقيق هذا التطور لإنسان هذا البلد والوطن العربي بشكل عام حيث يختزل مشوار بناء الوطن بالاهتمام ببناء فكره وتطوير إمكانياته العقلية والعملية ليسهم في بناء الأمة والذي يجسد هذا النهج الواضح في شخصية عبد الله بن عبد العزيز هو اهتمامه المبكر بدعم موهبة الإنسان السعودي حيث بادر - حفظه الله - قبل أكثر من ست سنوات إبان توليه ولاية العهد إلى إطلاق مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع في بادرة أضحت حالياً رائدة بفضل من الله ثم بفضل رئاسته للمؤسسة ودعمه المباشر لتؤدي دورها المنشود..
عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله - يشبه الموهبة بأنها كالنبتة الصغيرة التي تكبر وتنمو بالاهتمام والرعاية ويخفت بريقها بالإهمال واللامبالاة لذا فهو داعم دائم لكل فعاليات ومناسبات رعاية الموهبة ولو استعرضنا ذلك على سبيل المثال لا الحصر لوجدنا أن خادم الحرمين الشريفين رعى المؤتمر العلمي الإقليمي الأول للموهبة الذي نظمته مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع بجدة كما شرُف معرض الابتكار السعودي الأول برعاية كريمة من قائد هذه البلاد المباركة كما أن خادم الحرمين يحرص دائماً على تشجيع المتميزين من الموهوبين الذين أبدعوا في مواهبهم وشرفوا المملكة خارجياً من خلال استقبالهم والثناء عليهم ودعم مواهبهم..
ولعل (موهبة) ترجمت)، رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رئيس المؤسسة - حفظه الله - إذ يرى أن (للمؤسسة دوراً ورسالة وطنية في بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل في المملكة لكي يتمكن الموهوبون بفئاتهم المختلفة من استغلال مواهبهم وتسخيرها لخدمة المجتمع).
والمتلمس لواقع الحال يرى نتاج ذلك إثمار خطط (موهبة)، حزمة من النجاحات شهدتها محافل دولية وإقليمية، ليس بالمشاركة فقط بل بتحقيق أرقام متقدمة، لدعم مسيرة الموهبة والإبداع والابتكار في المملكة، تقودها إستراتيجية جديدة، سنتها المؤسسة يتوقع أن يكون لها دور بارز على المدى البعيد والقريب.
وسيدفع هذا الاهتمام القيادي إلى إذكاء روح المنافسة بين المبدعين والمبدعات كما يؤدي إلى رفع وتيرة تفاعل الرأي العام مع أهمية الإبداع العلمي ودوره في حياتنا اليومية، كما يمثل محفزاً يدفع الموهوبين والمبدعين لمزيد من العمل ويفتح آفاقاً واسعة للإبداع والاستجابة للتحديات التي تواجه المجتمع الذي بات بهذا التكريم يعمل على ترسيخ مفهوم ثقافة الإبداع والابتكار وإبراز صورة المجتمع العلمي في المملكة.
والمتتبع لمسيرة موهوبي ومخترعي المملكة يلحظ تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية حيث رفع السعوديون راية التوحيد في العديد من المحافل العالمية، فقد أحرز عدد من المخترعين والمخترعات جوائز عالمية في معرض جنيف العالمي لسنتين متتاليتين ضمن برامج ( موهبة ) الدافعة لعجلة المخترعات السعودية.
كما كان لأبناء بريدة دور بارز في إثبات قدرة العقل السعودي على إثراء البشرية من خلال تحقيقهم لميداليتين ذهبيتين حصل عليهما الطالبان محمد بن ناصر العمري وحسام بن عبد الكريم السيف من طلاب مجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة ,في مهرجان الإبداع العالمي بكوريا الجنوبية العام الماضي..
وقد تركزت المسابقة التي نظمها معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة بمدينة دايجن الكورية في الفترة من 16 إلى 19-8- 2007م على اكتشاف المواهب الإبداعية لدى الطلاب من خلال المسابقات التي تتمحور حول الموهبة والإبداع العلمي.
وكانت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم قد شاركت بالمهرجان عقب موافقة كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين.
كذلك حصل الطالب أحمد النعيمي على جائزة العالم الشاب في معرض انتل العالمي عقب فوزه بجائزة عن اختراعه ( الحذاء الذكي ) لمساعدة كفيفي البصر على المشي بأمان.
وفي إنجاز جديد لمملكة الإبداع حقق المخترع محمد بن عبد العزيز الخميس جائزة إقليم الشرق الأوسط التي قدمتها رابطة مهندسي الطاقة في أثناء احتفالها بالذكرى الثلاثين لإنشائها والذي عقد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية، وذلك على اختراعه المتمثل في استغلال المرتفعات والأثقال في تخزين الطاقة بكميات كبيرة تمكن من تفعيل دور الطاقة المتجددة, مهدياً للوطن إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازاته المتواصلة في مجال الإبداع والموهبة.
وأكاد أسمع صوت آلاف المخترعين والموهوبين السعوديين ترتفع بالشكر والتقدير لهذه اللفتات الأبوية من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وما تمثله من حافز لهم ولمن يقف وراءهم، لتقديم المزيد من الجهد لخدمة الوطن والمليك، وهي لفتات ليست بمستغربة في ظل ما هو معروف عن قادة البلاد من حرص واهتمام بأبنائهم الطلبة في جميع المجالات التي يحققون فيها تميزاً على مستوى العالم. وهذا الاهتمام من ولاة الأمر يضع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع في اختبار جديد في مسيرتهما لدعم ومتابعة الموهوبين وتقديم كل ما يلزم لتنمية مهاراتهم وملكاتهم، ويشير من جهة أخرى إلى حرص القيادة على أهمية اعتماد الاقتصاد الوطني على المعرفة والتقنية والابتكارات الفكرية التي تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في نمو اقتصاد أي أمة، خصوصاً في ظل تحول المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
وتكمن أهمية الدعم اللامحدود في مساهمته في نشر ثقافة الوعي والمعرفة في المجتمع بأهمية الموهبة والإبداع والابتكار ونشر مناخ الإبداع الذي لابد منه لدعم وتشجيع الموهوبين على اكتساب الثقة بالنفس وتقديم كل ما لديهم وهم على يقين أن كل مؤسسات المجتمع تدعمهم وترعاهم وتوفر لهم البيئة الحاضنة التي تساعدها على الإبداع.