يجري العمل حالياً على قدم وساق لتحقيق عدد من الإنجازات التي تعد قياسية ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى العالمي أيضاً. فعلى مدار الساعة يحتشد أكثر من مئة وخمسين ألف مهندس وفني وعامل في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين لإنجاز مشروعات شركة ينساب، وشركة كيان، ومحطة الإنتاج المزدوج للمياه والكهرباء في مدينة الجبيل الصناعية التابعة لشركة مرافق. إن المشروعات الثلاثة تعد عملاقة بالفعل، وقد شارف العمل الإنشائي لها على الانتهاء، حيث تترقب المدينتان الصناعيتان بداية الإنتاج الفعلي لهذه المشروعات الكبرى قريباً، حيث تم إنجاز ما يقارب 90% من الأعمال الهندسية والإنشائية لشركة ينساب إحدى الشركات التابعة لشركة سابك. ويضم المشروع ثمانية مجمعات صناعية ستوفر ما يقارب خمسة آلاف فرصة وظيفية بعد انطلاقتها هذا العام، حيث ستكون طاقتها في المرحلة 4 ملايين طن. ويبلغ رأس مال الشركة 5625 مليون ريال، وتمتلك منها الشركة الأم -الشركة السعودية للصناعات الساسة (سابك)- 51%، بينما تمتلك شركة سابك للاستثمارات الصناعية (شركة مملوكة بالكامل لسابك) 4% لمصلحة موظفي سابك ضمن برنامج تشجيع تملك الموظفين لأسهم الشركة، كما تمتلك سبع عشرة (17) شركة سعودية وخليجية 10% من رأس المال، فيما تم طرح الـ35% المتبقية من رأس المال للاكتتاب العام للمواطنين السعوديين والذي اكتمل تخصيصه في 5 يناير 2006م، وشكل سابقة في الاكتتابات العامة في المملكة من حيث عدد المكتتبين الذي بلغ 8.8 مليون مكتتب، أي نصف سكان المملكة، كما فاقت تغطية الاكتتاب المطلوب 2.8 مرة. ويقدر إجمالي استثمارات المرحلة الأولى لينساب بـ18750 مليون ريال، وقد تم ترتيب التمويل لهذه المرحلة بحيث تكون نسبة 30% كرأس مال و70% (13125 مليون ريال) بتمويل خارجي. وتم بحمد الله الانتهاء من ترتيب التمويل في 18 يونيو 2006م بمشاركة 19 مصرفاً محلياً وإقليمياً وعالمياً بالإضافة إلى صندوق الاستثمارات العامة، واثنتين من مؤسسات تشجيع الصادرات الأوروبية (البريطانية والإيطالية). وقد خصص برنامج التمويل الشريحة الأكبر من التمويل الإسلامي في تمويل المشروعات الجديدة بالمملكة. وتتمثل أهداف شركة ينساب في تصنيع المنتجات البتروكيماوية الآتية: إثيلين، وإثيلين جلايكول، وبولي إثيلين عالي الكثافة، وبولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي، وبولي بروبلين، وبيوتين1، وبيوتين2، وإم.تي.بي.إي، وبي.تي.إكس طبقاً لعقد ينساب التأسيسي والأنظمة المتبعة في المملكة. إن شركة ينساب حالياً في مرحلة الإنشاء -أي ما قبل التشغيل- ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل -بعون الله- خلال عام 2008م.
الأكبر في العالم
أما العملاق الآخر فقد تمثل في الإعلان عن وجود شركة كيان السعودية للبتروكيماويات (كيان السعودية) بموجب اتفاقية الشراكة التي وُقعت بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة الكيان للبتروكيماويات (كيان)، وكان ذلك في الربع الأول من عام 2006م. وقضت اتفاقية الشراكة بتأسيس شركة مساهمة جديدة باسم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات (كيان السعودية، يكون مقرها مدينة الجبيل الصناعية، وبرأس مال قدره (15) مليار ريال سعودي، يوزع كما يلي:
(45%) تطرح للاكتتاب العام، بقيمة اسمية للسهم الواحد قدرها (10) ريالات. (35%) الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). (20%) شركة الكيان للبتروكيماويات (كيان). وتتمثل أغراض الشركة في المقام الأول في تشييد وإدارة وتشغيل مجمع صناعي عملاق في مدينة الجبيل الصناعية لإنتاج: إثيلين، بروبلين، بولي بروبلين، بولي إثيلين، جلايكول الإثيلين، ميثيل الأمين، ثنائي ميثيل الفرماميد، كلورايد الكولين، إيثول الأمين، الإيثوكسليت، بيسفينول.أ، إضافة إلى البولي كربونيت. وبهذا المنتج أدخلت (كيان السعودية) تقنية جديدة للمملكة العربية السعودية، وأتاحت فرص عمل للقوى العاملة السعودية من خلال تهيئة الفرصة لقيام مشروعات عالية التقنية في البلاد تعتمد على هذا المنتج كلقيم. ويعد منتج البولي كربونيت من اللدائن الهندسية التي تتميز بمستوى منتجات عال جداً من المعطيات الفنية، حيث يستخدم فيه تطبيقات عالية الأداء، مستفيداً من قدرته على التحمل ومقاومة الحرارة والأشعة فوق البنفسجية وشفافيته. وسيضاف إلى أغراض الشركة، ما يساعدها على تسيير عملها والنمو في مجالها ومجالات أخرى مقاربة. وسينتج المجمع مواد كيماوية متخصصة تنتج لأول مرة على مستوى صناعة البتروكيماويات في المملكة. ويمتاز مشروع كيان السعودية بأنه أكبر مشروع بتروكيماويات يبنى في العالم في وقت واحد من حيث الحجم وعدد المشروعات وتنوعها، وكذلك إجمالي حجم استثماراتها البالغ (37.5 بليون ريال)، كما يصل عدد الموظفين السعوديين إلى 1000 موظف بين متدرب أو على رأس العمل في هذه المرحلة، والعدد مرشح للزيادة مع بداية تشغيل المشروعات، ويحتوي المشروع على أكبر مجمع تكسير للإيتان والبروبان في العالم. كذلك هو أول مصنع من نوعه في المملكة، فضلاً عن كونه أول مصانع للأمينات في المملكة وكذلك البولي كربونات وأول مصنع يستخدم البترول الخام لإنتاج الأبخرة كذلك يحتوي على أكبر أبراج لتبريد مياه البحر في المملكة.
المحطة المزدوجة
أما شركة مرافق فقد ظهرت لترسخ المفهوم الحديث لبرامج الخصخصة في المملكة، لتصبح مثالاً يحتذى به في تشجيع القطاع الخاص على المساهمة والمشاركة في التوسع المنهجي لصناعة الكهرباء والمياه وتطويرها، وحماية الاستثمار وتمكينه من تحقيق عائد اقتصادي عادل. واليوم وفي وقت وجيز كان التطور لوجهة عالمية وتمثل في بناء أكبر محطة مزدوجة للكهرباء والمياه في العالم بعد تحالف بين ثلاثة اتحادات عالمية في مجال المياه والطاقة، حيث تقرر تشييدها لصالح شركة مرافق بالجبيل الصناعية بتكلفة 12.6 مليار ريال، وتضم محطة كهرباء ومحطة تحلية، بطاقة 2750 ميجاوات من الكهرباء و800 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً على أساس نظام التشييد والتملك والتشغيل والتحويل الذي يتم بموجبه التشييد والتملك والتشغيل، ثم التحويل لمده 20 عاماً. ويملك التحالف 60% من المشروع، بينما تملك شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق) نسبة 30%، وسوف تمتلك مرافق الـ60% بعد 20 عاماً، وكذلك الشركة السعودية للكهرباء، وصندوق الاستثمارات العامة ويمتلكان النسبة الباقية البالغة 10%. وسيباع إنتاج الكهرباء والمياه من هذا المشروع بموجب عقد منفرد إلى شركة (توريد) وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل لشركة مرافق، ومن المخطط تشغيل المحطة في الربع الثالث من عام 2009م.