تمر علينا الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) وبلادنا ترفل في ثياب العز والمنعة والنماء والرخاء والرفاهية والأمن والاستقرار.
لقد حفلت تلك السنوات المباركة التي مرت على تولي (المليك) مقاليد الحكم في المملكة، بكل مشروعات الخير والعطاء، وكثير من المنجزات على مختلف المستويات والأصعدة، وهي عطاءات تبدأ من توفير الأمن والاستقرار، وإيجاد المناخ الاستثماري المغري الجاذب لرؤوس الأموال الأجنبية، وعلى صعيد الدعم المباشر للمواطنين، وجه (يحفظه الله) بزيادة رواتب العاملين في الدولة من عسكريين ومدنيين، وأمر بتخفيض الأسعار، وزيادة الجامعات والمعاهد والكليات، والمستشفيات والمراكز الصحية، كما وجه ببرنامج الابتعاث للخارج لينال طلابنا العلم في أرقى الجامعات العالمية ليعودوا ويسهموا في بناء الوطن، وكذلك وجه المليك بتخفيض أسعار البنزين رحمة بالمواطن والمقيم، وكان لزياراته وجولاته على العديد من المناطق والمحافظات مردود إيجابي، حيث ترجمت حرصه (يحفظه الله) على تلمس أوضاع المواطنين ومعرفة أحوالهم عن قرب، وبالفعل كانت جولات خير وبركة أعقبتها مشروعات تنموية عديدة ومهمة تصب كلها في مصلحة الوطن والمواطن.
ولا نستطيع أن نختزل إنجازات هذا الملك الإنسان في مثل هذه المساحة لأنها منجزات عظيمة وكبيرة واستراتيجية في معظمها، ولا ننسى أن نذكر بمشروعات المدن الاقتصادية، ومشروعات التوسعة في المسعى التي تعتبر أكبر توسعة في تاريخ الحرم، كذلك مشروع توسعة جسر الجمرات، وهو أيضاً من المشروعات العملاقة التي فيها التوسعة على حجاج بيت الله الحرام، بالإضافة إلى مشروعات النقل والطاقة ومواقف المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، حيث أسهم المليك (أيده الله) في تقديم مبادرات الحلول السليمة لكثير من القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن مبادرات الصلح بين الفرقاء في بعض الدول التي تعيش مشكلات سياسية وأمنية، وليس أدل على حكمته من إطلاقه نداء حوار الأديان الذي نال استجابة العلماء من مختلف الدول وتأييدهم لما فيه من خير للبشرية جمعاء، وهذه في مجملها مواقف مشرفة تبرز حكمة القيادة وإنسانيتها، خصوصاً ما أعلنه المليك (حفظه الله) مؤخراً من تخصيص نصف مليار لصالح الطاقة للدول الفقيرة.
الذكرى الطيبة لبيعة المليك تجعلنا نقف أمام هذه المنجزات العملاقة بكل إكبار وإجلال، لأنها إنجازات عظيمة تمت في فترة وجيزة وسابقت الزمن، وشملت كافة مجالات الحياة والشؤون الداخلية والخارجية، وهي نتاج رؤية ناضجة وصائبة ومنهج حكيم يصوب نحو مصلحة المواطن ويرتكز على الشريعة الإسلامية بما فيها من عدل ورحمة وحب للخير وصدق في التوجه وإعمار للأرض وتيسير لعباد الله.
حفظ الله ملكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين ومتعهما بتمام الصحة والعافية، وأدام نعمة الأمن والاستقرار والنماء والرخاء على بلادنا الطيبة وحمى أرضنا ومواطنينا والمقيمين والزائرين من كل سوء، وأعاد علينا الذكرى العطرة أزمنة مديدة وبلادنا من خير إلى خير.