Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059

وريث الأمجاد
د. موسى بن عيسى العويس

 

الأمجاد حاضرها ومستقبلها تشكل إرثاً كبيرا، وكنزاً عظيماً للقامات الكبيرة. في ذكرى (البيعة) تظل معطيات التاريخ، وملاحم الإنجازات من هواجس قائد المسيرة للوطن (عبد الله بن عبد العزيز)، باعتقادي أن هناك منعطفات ومواقف مرّ بها تاريخ (الحكم السعودي) في مراحله الثلاث، ولكل مرحلة بلا شك لها رجالها، ولها ظروفها، ولا يستلهم الدروس منها، بخيرها وشرها، بحلاوتها ومرارتها إلا الرموز من أعلام السياسة.

* لدينا ملاحم من الانتصارات سطرها الآباء والأجداد عبر التاريخ، بالتأكيد يستمد منها (قائد المسيرة) في حاضره ما يشد من عزيمته، ويقوي من إرادته، ويعمل على تثبيت أركان دولته، بل ويتكئ عليها كنموذج لما يجب أن تسير عليه أمور حياته الخاصة والعامة، ذلك هو ما يلمسه من يستقرئ التاريخ السعودي بوعيٍ وتأمل.

* ما من شخصية سياسية واعية إلا وتستظهر من أغوار التاريخ ما تروّح به عن نفسها، وتستأنس به ساعة من نهار. وأيّ شعور يعادل هذا الشعور، حين يلتفت (القائد) ويجد أحد آبائه وأجداده يرسم له لوحة شعرية ترصد مراحل الكفاح المضني، في سبيل الشرف والسؤدد، حتى أصبح الوطن في ظلال وارف من الأمن، والطمأنينة، والرخاء، والرفاهية. صورة نقتنصها من تلك الملاحم البطولية التي خاضها أحد أئمة (الحكم السعودي)، (تركي بن عبدالله)، رحمه الله. ورغم كثرة ما قيل، لا ندري ما سرّ البقاء والامتداد في النفوس لهذه المقطوعة من الشعر، ذات العاطفة الجياشة التي يقول منها عن عاصمة بلاده (نجد):

أحصنت نجدٍ عقب ما هي تطرا

مصيونة عن حر لفح الذواري

نزلتها غصبٍ بخيرٍ وشرا

وجمعت شملٍ بالقرايا وقاري

* ولم يكن ليتحقق له ذلك، لو لم يكن صاحب وثبة قوية، تلك الوثبة التي قال عنها:

رميت عني برقع الذلّ برا

ولا خير في من لا يدوس المحاري

يوم أن كلٍّ من خويه تبرا

حطيت (الاجرب) لي خوي يباري

* يظل هذا الصوت حادياً، ودافعاً في الوقت نفسه للمواطن السعودي، فيلتف خلف الأئمة من دون تردد، بل ويشاطره الهم، ويفتخر بصولاته وجولاته، ويتمثل بكل شجاعة، وفي كل مناسبة، بقول القائل:

يا ما على كيرانهن اعتلينا

ويا ما حديناهن عصير ومراويح

الآن، وقد استقرت الأمور عاد (الأجرب) لغمده ليستريح، وقرت (الرواحل) في أماكنها، بعد أن عسفتها الحروب. وأخذت مرحلة التشييد البناء والتنمية الحضارية تشق طريقها بكل ثقة. أتى الخلف، وأكمل بكل عزيمة وإصرار، وجد واجتهاد مسيرة السلف. سواعد فتية، وعقول نيّرة، تساندها قوة الإرادة، والصدق في العطاء، والإخلاص في القول والعمل من قيادات هذه البلاد.

* في كل ذكرى عزيزة من ذكريات (البيعة)، سيضيف التاريخ للملك إنجازات عديدة، ومواقف عربية وإسلامية غير مسبوقة، وسيظل الشعب السعودي وغيره من شعوب العالم قاطبة يسجلها له بكل تقدير واحترام، ووفاء وعرفان.

dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد