حينما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ولياً للعهد قام بترميم الكعبة المشرفة، وهو إنجاز لم يتم عبر التاريخ إلا منذ سنوات طويلة.. لقد اهتزت قلوب ومشاعر المسلمين لهذا العمل العظيم الذي تم - ولله الحمد - بأروع المواصفات وها نحن نعيش الآن - أيضاً - توسعتي الحرمين الشريفين بعد أن عشنا تحقيق توسيع جسر الجمرات لمرحلتين من أصل أربع مراحل.
وإذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يتوجهان في دعوة الناس كافة إلى اعتناق الإسلام، فإنهما يهتمان - أيضاً - بأحوال الناس كافة كما يهتمان بأحوال المسلمين مجتمعين لا منفصلين.. ومن هنا اهتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله - بالعناية بالبيئة الصحية العالمية وذلك بعلاج أو إجراء عمليات فصل التوائم الذين كانت ولادتهم نتيجة عوامل بيئية عند الأبوين.. ففتح - أيده الله - مستشفيات المملكة لعلاج وإجراء عمليات فصل التوائم من شتى بقاع العالم، فضرب بذلك أروع المثل للمشاركة العالمية في الحفاظ على حياة الأطفال الملتصقين بما توصل إليه الطب الحديث وعلى أيدي أطباء سعوديين تفخر بهم مملكة الإنسانية التي لا تقف مساعداتها عند هذا الحد في المجال البيئي، بل تتعداها إلى المساعدات الإنسانية في الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات.. الخ.
ومملكة الإنسانية ليس مصطلحاً بقدر ما هو حقيقة ماثلة أمام العيان لبلد نام استطاع الاستمرار في برامج التنمية مع الأخذ بالاعتبارات البيئية.. فلاشك أن نسبة التوائم الملتصقة في المملكة لا تقارن بأية دولة أخرى، إما للأخذ بالاحتياط كالتحليل قبل الزواج أو لانعدام عوامل الأمراض المؤدية إلى ذلك بين السكان ولله الحمد.
إن الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لا يمكن أن توفيه صفحات وصفحات، فالمجال الرياضي للفروسية - مثلاً - كان ولا يزال من اهتماماته منذ أن كان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني إيماناً منه بالحفاظ على رياضة الفروسية الأصيلة التي حض عليها الدين الإسلامي.. كما أن إنجازاته الحديثة في مجال الاقتصاد المتمثلة - على سبيل المثال - في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمدينة رابغ، هذه الإنجازات تمثل استمراراً لخطط التنمية الاقتصادية بعد أن أصبحت المملكة عضواً في منظمة التجارة العالمية (الجات).. وإذا كانت التجارة ذات مؤشر للغنى والفقر، فقد دأب خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على السعي حثيثاً للقضاء على الفقر بتفقد الفقراء وزيارتهم وفتح باب فرص العمل في هذه المشاريع الاقتصادية أمام شباب مملكة الإنسانية.
والله ولي التوفيق.