Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059
ذكرى ثالثة تتأبط خطى واثقة ورؤى إصلاحية باسقة
علي بن محمد الرباعي

يطيب للمتابع لمسيرة بلده أن يتأمل بحرية تامة تجربة قيادته، ودلالاتها ليفتح لقنوطه الناشئ عن بؤس الواقعين العربي والإسلامي أبواب جمال ومنافذ بهجة تهب منها رياح أمل، تذرو الألم في مهبها وتبقي دوافع الحلم بالآتي الأجمل وإن في مخيلة حالم.

ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عامها الثالث تنبئ بوعي الرجل الأول بدوره القيادي والريادي، وسيرورته تدريجياً نحو مشاريع إصلاح بدأت منذ عدة أعوام تتلمس طريقها،وتمثلت على أرض الواقع عبر مشروع الحوار الوطني، وهيئتي محاربة الفساد، وحماية المستهلك،والتوسع في المشاريع الجامعية وزيادة القدرة الاستيعابية لها، وتلمس احتياجات المواطن والشعور بمواطن الخلل وأوجه القصور وتحميل الوزراء ومن بعدهم مسؤولية الخلل كل هذا وغيره يوّلد في النفس طمأنينة أن ولي الأمر وملك البلاد برغم أزمات الخارج وتراكمات الداخل إلا أنه القريب من كل شيء ثقافياً كان أم اقتصادياً أم تربوياً أم اجتماعياً ولن يبخل قائدنا باتخاذ قرارات تصب في مصلحة المواطن والمقيم وتسعد الشاب والفتاة وتؤمن حياة كريمة للمسن والضعيف وذي حاجة.

تأتي الذكرى الثالثة والشعب هنا يضرب أروع الأمثلة في التلاحم والتكامل مع قيادته يعمل ويسهم ويشارك وينتقد ويرسم خطوط الخروج من بؤر ومآزق المفاجآت ويجد من رحابة الصدر ووعي المسئول ما يؤكد له أننا نعيش زمن الشراكة واقعاً لا ادعاءً.

ولم يغفل ملكنا المفدى شأن المثقفين موقنا بالأدوار القيادية للمؤهلين،القادرين على صنع الأفكار الخلاقة وتبني الأطروحات المتميزة فجاءت تعليماته وقراراته الصائبة لترعى الأدباء من رموز البلد وتكرمهم وتمنحهم بعض ما يستحقون ولا أدل على ذلك من توجيهاته مؤخراً حفظه الله ببناء مراكز ثقافية في كل منطقة وتهيئتها لتكون ملاذاً وملجئاً للمبدعين في كآفة المجالات والتخصصات الفكرية والأدبية والفنية إيماناً منه بأهمية الثقافة ودورها في حضارة ورقي الأمم واحتلالها مواقع الصدارة بين حضارات وشعوب لا تعترف إلا بما تراه ماثلاً للعيان.

وتظل للمثقفين أمنيات لا حدود لها لنحيا طبيعيين ضمن منظومة طبيعية، مؤملين السير بمشاريع الإصلاح الوطني خطوات أوسع إلى الأمام خصوصاً في ظل طفرة مادية يجب استثمارها لتكون عائداتها مكسباً للوطن والمواطن حقيقة لا مجازاً فنحن نحب وطننا حد الافتتان به، ومن حقه علينا أن نعتني به، ونغار عليه، ونحشد كل طاقاتنا في سبيل وحدته وبقائه، ونمتن مع قيادته جسور الانتماء والولاء، كما أن من حقنا عليه أن يوفر لنا شروط حياة كريمة إنسانية تحقق مفهوم التعايش المتكافئ لأن القيادة والشعب آمنوا بضرورة السير إلى الأمام وكفروا بالعودة إلى الوراء وكل ذكرى بيعة وولاة أمرنا وقادتنا ووطننا ومواطنينا بخير وأمن ورغد فكر وعيش.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد