يصادف يوم 26-6-1427هـ مناسبة وطنية غالية هي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين، ومن عادة الأمم أن تعتز برجالاتها وأن تتباهى بصناع مجدها أولئك الذين أخذوا بناصية أمتهم إلى مدارج السؤدد والشموخ.
وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أولئك الأفراد الذين يزدهي المرء حينما يكتب عما قاموا به من أعمال، ويغتبط كل الغبطة حينما يتحدث عما شادوا وابتنوا من أعمال مجيدة وإبراز الصورة المشرقة من عطاء وبناء وتنمية وطموح وخصال فريدة، وتلك الصفات مادة خصبة للمؤرخين والباحثين؛ فتاريخه ينبض بالعطاء والإنجاز والتنمية على أسس علمية.
فقد أفرزت هذه الملحمة التاريخية تطورات مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولذا فإن هذه الذكرى المجيدة تجسد صورة لمرحلة من مراحل التاريخ، وحقبة من الزمن متصلة من الماضي العريق إلى الحاضر المجيد.
وهذه الذكرى مناسبة تاريخية مجيدة ذات سمات أساسية لمرحلة تاريخية حافلة بأعمال ومنجزات وإصلاحات في شتى المجالات، ولقد استطاع بحنكته وحكمته تحقيق كثير من المنجزات لهذه البلاد وتوفير الأمن والاستقرار والنهضة والتطور في ظل القيم الكريمة والثوابت الراسخة والأسس والمثل الروحية الكريمة.
ولتكن هذه المناسبة المجيدة حافزاً إلى المزيد من التلاحم والعطاء والعمل والإنتاج والإسهام في تنمية هذا المجتمع ثقافياً واجتماعياً واقتصاديا وصحيا، والاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النافعة ورفع مستوى بلادنا والتفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم وضروب الثقافة وفنون الآداب بتتبعها والمشاركة فيها خاصة وأن لدينا اليوم أكثر من عشرين جامعة وعشرات مراكز البحوث، وتوجيه ذلك بما يعود على المجتمع السعودي بالخير والتقدم والازدهار، وتعميق محبة هذا الوطن وصدق الانتماء إليه واستشعار المسؤولية.
إن هذه المناسبة ذكرى لإنجازات كريمة وتاريخ حافل ومسيرة مفعمة بالمواقف الخالدة.
ولا شك أن المملكة العربية السعودية اليوم تسير بخطى حثيثة في مواكب التطور والتقدم والنهضة والازدهار ويجب أن تكون هذه المناسبة حافزاً لنا على العمل الجاد المثمر، والعطاء السخي المخلص والمثابرة والبناء والعزيمة، واستشعار المسؤولية الملقاة على عواتقنا واستمرار البناء والنماء والازدهار من أجل مستقبل أفضل لدولة تعد مسؤولة عن الريادة في العالم العربي والإسلامي؛ فهي تمثل أرض الحرمين الشريفين التي خرجت منها الرسالة التي أضاءت بنورها العالم كله - فلله الحمد والشكر ولدولتنا الرشيدة التوفيق والسداد..
ونسأل الله في هذه المناسبة الجليلة المزيد من التوفيق والازدهار في كافة المجالات..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.