كلنا نعرف قيمة الأمن، فهو من أكبر النعم التي تستحق الشكر، والعمل الدؤوب على حفظها ورعايتها وحمايتها.
وكلنا نسعى إلى تحقيق الأمن من جوانبه كلها، ونبذل من أجله الأموال والأنفس والجهود المتواصلة، فذلك هو شأن العقلاء من البشر الذين يسعون دائماً إلى تحقيق الأمن في المجتمعات والأوطان.
حياة بلا أمن لا طعم لها، ومال بلا أمن لا قيمة له، ومسكن بلا أمن لا يمكن أن يحقق لساكنيه الراحة والهدوء. في الأيام القريبة الماضية أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن القبض على عدد من الأشخاص ينتمون إلى الفئة التي ضلت الطريق، وأخذت تتخبَّط في تعاملها مع الأحداث المعاصرة، حتى اختلطت عليها الأمور، فاستهانت بمصالح الناس، واستقرارهم وأمنهم، واستباحت إهدار الدماء بحجة المواجهة للأعداء. وحمدنا الله أن هيَّأ بعونه وتوفيقه لرجال الأمن في بلادنا طرق الكشف عن أولئك الأشخاص، والقبض على العشرات منهم، قبل أن يدخلوا دوائر التنفيذ المظلمة.
وفي الأيام القريبة الماضية أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنهاء مسلل مؤلم لقصة ابتزازٍ من رجل مجرم لفتاة ضعيفة مخدوعة، وهو مسلسل من عشرات المسلسلات الإرهابية التي تنتهي بالقبض على معدِّيها ومخرجيها من قبل هذا الجهاز الأمني المهم (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
بدأ المسلسل بتعرف ذلك الرجل على تلك الفتاة عن طريق الإنترنت، حيث وعدها بالزواج، وطلب منها صوراً شخصية لها، ثم التقى بها، واغتال عفّتها، وقام بتصوير لحظات الخطيئة معها بالفيديو، فأدخلها بهذا العمل الشنيع في نفق مظلم لا نهاية له، حتى قيَّض الله لها رجال الهيئة فأنهوا حلقات هذا المسلسل المؤلم الذي استمر ستة أشهر، وبلغ السوء بصاحبه أن يهدد ضحيته الفتاة ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً من العمر بأن يفضح صورها إذا لم تمكنه أيضاً من شقيقتها.
الأمن في الأوطان: هذه الجوهرة التي تبذل من أجلها الجهات الأمنية في المملكة جهوداً كبيرة لحمايتها من اللصوص المتربصين بها، هذا الأمن جدير بعنايتنا جميعاً، وحرصنا على بقائه خيمة تُظلِّلنا في رمضاء هذا العصر الحارقة.
نعم، ثم نعم لهذه الجهود الكبيرة المبذولة من الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، ومن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن رجال الدعوة والعلماء والمفكرين والكتَّاب الذين ينافحون عن أمن بلادنا الديني والاجتماعي والنفسي والفكري والثقافي؛ نعم لهذه الجهود المباركة، ومزيداً من دعمها وتأييدها، والدُّعاء للقائمين عليها.
إن رجال الأمن - وفقهم الله - يتصدَّون للمجرمين والمخرِّبين على اختلاف مستوياتهم وتوُّجهاتهم، وإنَّ رجال الهيئة ليقفون للمعتدين على أعراض الناس بالمرصاد، يحولون بينهم وبين ما يريدون.
وتبقى قضية الأمن الفكري والثقافي والخلقي بحاجة إلى وقفة صامدة واضحة من الجميع، فالذين يروِّجون لبعض مظاهر الفساد والانحراف في المجتمع لا يقلُّون عن المستهدفين لأمن الوطن من المخربين والمعتدين على الأعراض خطورة ومسؤولية.
إشارة: الوقاية خير من العلاج.
www.awfaz.com