Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059
هذه مواسم الأفراح
بقلم: خالد المالك

منذ أن وحد الملك عبدالعزيز هذه الأرض الطيبة، وزرع فيها أشجاراً وارفة من الحب، ومساحات شاسعة مخضرة بالولاء للوطن، وغرس في عقول مواطنيها رجالاً ونساء الوئام والتآخي، وحيث علمنا -رحمه الله- أن الوطن للجميع، وأن خيمة الأمن والسلام والاستقرار التي نصبها سوف يستظل بها كل مواطن على قدم المساواة وبمسافة واحدة للاستمتاع بظلها.

***

منذ أن قاوم الملك عبدالعزيز بفكره النير وحكمته المشهودة وشجاعته التي لا تبارى كل المثبطات ومصادر التخلف التي كانت تعادي التحضر والتطور مفضلة الانكفاء والتقوقع على أن يكون هذا الوطن وهذا المواطن علامات مضيئة تتناغم مع الجديد وتتفاعل مع المستجدات دون أن تتخلى عن ثوابتها.

***

منذ ذلك الحين، وإلى أن بويع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، والمواطن السعودي يعيش حالة فرح غامر بما أنجز وبما هو موعود به من إنجازات تنموية بأكثر مما توقعناه وانتظرناه لإعمار الوطن بمثل ما نراه اليوم، حيث التطور والتحديث في كل مجال وقطاع، مشمولة بذلك كل قرية ومدينة على امتداد الوطن الغالي.

***

واليوم إذ نحتفل جميعاً بمرور ثلاث سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً أميناً للعهد، فإنما نحتفل بثلاث سنوات مضيئة ومشرقة شهدت من الإنجازات في كل ميدان ما تصغر أمامها كل الكلمات وتضيق أمام توصيفها قدرة كل اللغات على الحديث عنها، قياساً بالزمن وتعدد المشروعات والمسح الجغرافي لكل الأراضي الشاسعة التي مسها التطوير.

***

ولسنا في حاجة إلى التذكير بالتعليم ونصيبه في برنامج التطوير، ولا الخدمات الصحية وما شملها من اهتمام، فيما أعطى للاقتصاد والصناعة من الدعم والمساندة ما تضاهي به دولتنا دولاً لها الأسبقية الزمنية في هذا المضمار، فضلاً عما استقطع من ميزانية الدولة لبرامج التنمية الأخرى الشاملة للقطاعات الأخرى المدنية والعسكرية.

***

غير أن الموقف والمناسبة ومع هذا الفرح الغامر، يستدعي منا أن نشير سريعاً إلى التطور في التعليم العالي من حيث زيادة عدد الجامعات إلى أكثر من الضعف، وإلى فتح مجال الابتعاث لعشرات الآلاف من شبابنا للدراسة في عدد من الدول الأجنبية في مختلف التخصصات في جامعاتها، ومثل ذلك الصناعة حيث المدن الصناعية العملاقة التي بدأ العمل فيها ليكون الاعتماد على منتجاتها عوضاً عن الارتهان لما تنتجه مصانع الدول الأجنبية، فيما أن لدينا القدرة والإمكانات لمنافستها.

***

وهذا بالتأكيد لن ينسينا حجم الأنظمة والقرارات والمراسيم التي صدرت خلال هذا العهد الميمون لتكون ضمانتنا في استقرار الوطن وأمنه وسلامته بعد الله، كما لن تنسينا النظرة الحانية للمواطنين التي ترجمها خادم الحرمين الشريفين على شكل إلغاء للرسوم الجمركية وزيادة في الرواتب وإتاحة المزيد من فرص العمل وبناء المساكن وزيادة مخصصات الفقراء والمحتاجين التي تصرفها الدولة لهم.

***

وإن أي كلام يمكن أن يقال عن الإنجازات التي تحققت خلال ثلاث سنوات مضت لن يوفيه حقه ولن ينصفه، ففي مجال الطرق بدأ العمل في شبكة عملاقة من مشروعات سكك الحديد العملاقة بين مناطق المملكة، وفي الصحة تتواصل التوسعة في المستشفيات القائمة مع الاستمرار في بناء المستشفيات الجديدة، وهكذا مع بقية متطلبات احتياجات المواطنين في دولة تقوم على الحب والتآلف في سباق مع الأمن.

***

على أن الاهتمام بالشأن الداخلي لم يصرف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأعضاء حكومته الرشيدة عن السياسة الخارجية، فقد قاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه البلاد بحكمته وخبرته وإخلاصه لتكون الدولة الأكثر تميزاً في علاقاتها الدولية، وتمكن من أن يكسب تأييد دول العالم لوجهات نظر المملكة ومساندتها لمواقف قادتها من كل القضايا السياسية والاقتصادية، وأن يبلور معها اتفاقات ثنائية تصب في مصلحة مواطني المملكة ومواطني تلك الدول.

***

إن هذا اليوم، إنما هو يوم من أيام مواسم الفرح، وأيامنا بحمد الله كلها أفراح، حتى وإن جاء من يحاول تعكير صفو هذه الأفراح بأعمال إرهابية تصدى لها رجال الأمن البواسل وكانوا لها بالمرصاد، مع تأكيدنا بهذه المناسبة على ثقتنا بأن مستقبلاً قريباً سوف يظهر ما خفي من الإنجازات عن مسامعنا، فالملك وولي العهد يفكران ويعملان على تحقيق آمالنا التي ليس لها حدود.







لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد