«الجزيرة» - عبدالله المقحم
تعيش المملكة اليوم الاثنين الذكرى الثالثة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
حيث تحل هذه الذكرى وقد تحققت لبلادنا منجزات تنموية وحضارية عملاقة شملت مختلف مناطقها الشاسعة ووصلت إلى كل مواطن مسجلة أعلى درجات النمو الاقتصادي والاجتماعي والصحي والتعليمي في زمن قياسي وبأسلوب شمولي.
ولئن كانت الجهود والمنجزات التنموية المحلية قد أثمرت نهضة حضارية تمثلت في القفزات التعليمية التي رفعت عدد الجامعات في المملكة إلى أكثر من عشرين جامعة وتبنى استراتيجية وطنية لتطوير التعليم وإنشاء المدن الاقتصادية العملاقة والمنشآت الطبية الحديثة فإن تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً قد خطى خطوات متقدمة في هذا العهد المبارك.
فقد تبنى خادم الحرمين الشريفين منذ توليه قيادة البلاد سياسة الإصلاح بين الفرقاء العرب والمسلمين فكانت المملكة حاضرة في كل اجتماع ينشده الأشقاء بدءاً من لبنان وفلسطين والعراق والصومال إلى إعلان المبادرة الدولية المتمثلة في حوار الحضارات والحوار الإسلامي مع اتباع الأديان والثقافات المختلفة ثم الاجتماع العالمي لبحث استقرار أسواق البترول الدولية والذي عقد بمدينة جدة بحضور 36 دولة من المنتجين ومستهلكي النفط على مستوى العالم وكل ذلك ضمن جهود المملكة وموقعها المميز كواحدة من أهم دول العالم المشاركة في بحث الاستقرار الدولي اقتصادياً وسياسياً.
ولأن الراصد للمنجزات العملاقة التي تحققت لبلادنا في هذا العهد الزاهر سيعجز عن الإلمام بكل ما تحققه فإنه لا بد أن يتوقف عند الخطوة الموفقة التي تمثلت في إصدار نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية وإعلان برامج الإصلاح الاقتصادي الذي واكب صدور أكبر ميزانية في تاريخ المملكة بمشروعاتها غير المسبوقة والتي جاء في أولوياتها توسعة وتطوير المناطق المحيطة بالحرمين الشريفين وبناء جسر الجمرات وتخصيص 165 مليار ريال للمشروعات الجديدة في مختلف القطاعات وفقاً لما أعلن في ميزانية العام الحالي لتضاف للعديد من مبادرات الخير التي حملت على عاتقها مكافحة الغلاء وزيادة دخول المواطنين وتحقيق أعلى معدلات النمو والرقي والرفاهية.